يتميز ريف الساحل السوري بصناعات يدوية متعددة تعد تراثاً شعبياً تتناقله الأجيال ليصبح تحفاً أثرية نادرة في المتاحف والبيوت، وتشكل صناعة السلال وأطباق القش جزءاً من هذا التراث الذي يمزج المهارة بالكد والتعب والعرق مقدماً هذا المنتج الجميل الذي تفوح منه رائحة التاريخ.

انخفض عدد العاملين في هذه الصناعات كثيراً بسبب انخفاض أسعار هذه المنتجات وقلة من يقتنيها إلا للزينة فقط أو لمن يجمع الأعمال اليدوية كقطع أثرية، أما سابقاً فكان الجميع ولاسيما في الأرياف يقومون باستخدام هذه المنتجات لرخص أسعارها، وعدم رواج فكرة الأواني البلاستيكية والمعدنية كما الآن، إضافة لعدم القدرة على الحصول على أدوات العمل المعدنية التي تستخدم في صناعة الأطباق والسلال المعدنية، وأيضاً لوزنها الثقيل كما أن أسعار المنتجات من السلال وأطباق القش لا تتناسب مع الجهد المبذول في الصناعة بما تتضمنه من عملية جمع القصب، وأعواد الريحان التي أصبحت قليلة الآن، ولعدم القدرة على تلوين الأعواد وصبغها، أما بالنسبة لتمركز هذه الصناعات القديمة فكانت في أغلبية القرى الساحلية البعيدة عن المدينة خصوصاً الواقعة على الأنهار لتوافر المادة الأولية للصناعة (قصب، وأعواد ريحان).

للنسج طريقتان أما النسج بعودين أو بثلاثة أعواد وعند اكتمال العمل أقوم بدمج الملوك مع طرف نهاية النسيج واحد بعد الآخر لتأخذ شكلاً مجدولاً وتسمى هذه العملية "التجمير" مع ملاحظة أن الملوك في وسط السلة تجمع من الجهتين وتجدل نصف دائرة لتكون بمثابة قبضة تحمل بواسطتها السلة وتدعى يد السلة وذلك بأخذ "ملك" من جهة إلى جهة أخرى وإدخاله في جسم السلة من الطرف وبالعكس بالنسبة للملك المقابل لتعطي شكلاً مقوساً وهكذا يتم جدل عدة ملوك على هذا القوس وتعليقها بالجهة المقابلة حتى تكتمل، وقد أدخل دوراً أو أكثر باستخدام أعواد الريحان لتزيينها وتقويتها

وللتعرف على مراحل عملية التصنيع التقى eTartus بتاريخ (26/8/2008) الجدة "جميلة حسن" والتي كانت منذ زمن (أي حين كانت قادرة على العمل) تقوم بصناعة السلال وأطباق القش التي كانت تستخدم في العديد من المنازل في الساحل ومازالت بعض القطع منها موجودة لديها حيث قالت: «تصنع السلال من القصب والريحان وهي أعواد تنبت بالقرب من الأنهار والسواقي وكنت أقوم بإحضار القصبة وتقسيمها، وهناك طريقتان الأولى إن كانت الأقسام سترتب بشكل دائم أو سينسج حولها تسمى تلك القطع في هذه الحالة "ذكوراً" أو "ملوكاً" وفي الحالة نفسها تقسم القصبة إلى أربع قطع طولانية بينما إذا كانت للنسج تقسم القصبة إلى ثمانية أقسام، وبعد تقسيم القصب المطلوب أقوم بترتيب الملوك بشكل متقاطع وعلى عدة محاور تلتقي في مركز دائرة، ثم يبدأ النسج عليها وهذه المرحلة تسمى "السدة" أو "البدوة" أي من البداية وهي تتألف من خمس أو ست أدوار إلى اثني عشر دوراً حسب حجم السلة ويتم النسج بواسطة عودين يجدلان حول الملوك ويكون القصب رفيعاً في "البدوة" وهذا يساعد على المناورة أثناء عملية لف الأعواد والنسج حولها حتى نهاية الدائرة والتي تشكل قاعدة السلة"، ثم أقوم برفع "الملوك" نحو الأعلى وربطها جميعها بواسطة خيط لتشكل شكلاً اسطوانياً ثم أتابع العمل حول اثني عشر محوراً والتي سميناها "ملوكاً" قد تضاف عدة عيدان "ملوك" قد تكون اثني عشر عوداً آخر وقد تصل إلى المئة حسب شكل المنسوج مع ملاحظة أن قطع القصب التي تستخدم للنسج تنسج بحيث يكون السطح الخارجي للقصب نحو الأعلى».

أطباق القش

وتضيف الجدة "جميلة": «للنسج طريقتان أما النسج بعودين أو بثلاثة أعواد وعند اكتمال العمل أقوم بدمج الملوك مع طرف نهاية النسيج واحد بعد الآخر لتأخذ شكلاً مجدولاً وتسمى هذه العملية "التجمير" مع ملاحظة أن الملوك في وسط السلة تجمع من الجهتين وتجدل نصف دائرة لتكون بمثابة قبضة تحمل بواسطتها السلة وتدعى يد السلة وذلك بأخذ "ملك" من جهة إلى جهة أخرى وإدخاله في جسم السلة من الطرف وبالعكس بالنسبة للملك المقابل لتعطي شكلاً مقوساً وهكذا يتم جدل عدة ملوك على هذا القوس وتعليقها بالجهة المقابلة حتى تكتمل، وقد أدخل دوراً أو أكثر باستخدام أعواد الريحان لتزيينها وتقويتها».

أما أهم منتجات هذه الصناعة فهي: «"القراطل" ومنها "قرطل الخواشيق" و"الفقوسة" وهي سلة صغيرة و"القفوصة" "الشلشوقة" وهي بحجم صينية كبيرة من القش وهي عبارة عن طبق له حرف دائري وله مسكتان متقابلتان في الوسط ومن الأعلى توضع بها أواني الطعام بعد غسلها ليتم تجفيفها وتهويتها، أما "الشاكية" فهي وعاء كبير يستخدم لتعبئة "التبن" كما في "الجاغات" (أكياس كبيرة مصنوعة من القنب) تستخدم لتعبئة ونقل "التبن" له مسكتان متقابلتان كما يمكن أن تستخدم "الشاكية" لأغراض أخرى مختلفة، أما "المكبة" فهي أكبر حجماً من "الشاكية" وهي بشكل شبه مخروطي وليس لها مسكة من أي طرف تستخدم كبراد تحفظ تحتها الأطعمة، أما قفص السوركي "الشنكليش" فهو قفص بشكل شبه مخروطي مغلق من كل الجهات بحيث يسمح للضوء والهواء بالدخول وله فتحة صغيرة بحجم قبضة اليد لوضع أقراص "السوركي" بداخلها من أجل تجفيفها بعيداً عن القطط وله قطع لاغلاق هذه الفتحة يعلق في السقف أو الجدار أو جذع الشجر وهناك أيضاً قنديل "الدبق" وله شكل اسطواني طويل(40-50) سنتيمتراً تحفظ به أعواد الدبق (خلوف) التي تستخدم لصيد الطيور الصغيرة بعد تثبيت دائرة مفرغة تشبه الكعكة من القماش على مقدمته لإبعاد الدبق عن جسم "القنديل"، وهناك أيضاً "الخرطل" الذي يستخدم في صيد الأسماك في مجاري الأنهار أما ما ينسج من أعواد الريحان فهو: "القفير" وهي سلة كبيرة لنقل الحبوب المسلوقة بعد تصفيتها من الماء و"القفورة" أصغر من "القفير" و"الساطرة" وهي وعاء كبير يستخدم لحفظ التين من عام لعام، و"الجميم" الذي يصنع من عيدان القمح لتقديم الطعام غير المريق والفاكهة و"القفوصة" هي قفص لوضع البيض.