كما تشتهر قرى الساحل السوري بجمال طبيعتها ونقاء أهلها فهي تشتهر بأسمائها المميزة التي دأب سكان تلك القرى لمعرفة أصولها ومعانيها وغالبا مايستنتج معنى اسم القرية مما تشتهر به من آثار وطبيعة وحكايا قديمة ولمعرفة معاني أسماء بعض القرى في منطقة "الدريكيش" التقينا السيد "جهاد حمود" رئيس بلدية "دوير رسلان" الذي قال: «"دوير رسلان" إحدى أجمل مناطق "الدريكيش" والمعروفة بطبيعتها الجميلة ومياهها العذبة أتى اسم "دوير رسلان" من الدور والدار مؤنثة وتعني الأرائك وهو الاتكاء وهناك من يقول بأن التسمية أتت من وجود دير قديم يعود للعصر "البيزنطي"، وفي فترة من الزمن كانت تدعى "دوير الخاسكية" نسبة إلى امرأة سكنتها وكانت تدعى "خاسكة"».
وتابع: «حبي للتاريخ يدفعني لمعرفة أسماء ومعاني القرى فهذه المعاني غالبا ماتخبرنا عن تاريخ هذه المناطق فأثناء بحثي في التاريخ القديم والمعاجم استطعت أن أحصل على بعض معاني أسماء قرى "الدريكيش" منها قرية "بشمشة" وهي تسمية آرامية وتفصيل الاسم هو "بيت شمسه" أي بيت الشمس تشتهر بآثارها المدفونة حيث تقوم حولها مدينة أثرية وهناك قرية "المحيلبة" وهذه التسمية نسبة لنبات المحلب الذي كان يتواجد بكثرة في تلك القرية أما بالنسبة لقرية "عين بالوج" فهي من فعل بلج والبلوج يعني الإشراق بلج الصبح أضاء والبلجة هي نقطة مابين الحاجبين فهي تعني العين المشرقة ومن يدخل القرية سيستنتج معنى اسم القرية فهي دائما مشرقة حتى في الليل تشعرون وكأن القرية مشرقة بنجوم سمائها، وهناك قرية "عين دليمة" وربما تعود التسمية إلى طائر "الديلم" المتواجد فيها و تعود التسمية إلى نبع ماء قديم وسمي "دليمة" أيضا نسبة لطائر "الديلم"».
بعض هذه المعاني متداول بين أبناء القرية ودفعني للتأكد من صحة المتداول واكتشاف الغير معروف شغفي بمعاني أسماء القرى الريفية فهي علم بحد ذاتها ويجب علينا الاهتمام أكثر بهذا العلم، وبالنسبة لي عندما يأتي وفد سياحي إلى "دوير رسلان" نشرح له معاني ودلالات أسماء القرى طلبا منهم في أغلب الأحيان فكل معنى هو جزء من القرية وباعتقادي لو تدرس معاني أسماء القرى الساحلية بشكل مفصل ومكثف ومنتظم لخرجنا باكتشافات تاريخية مذهلة
وأكمل: «"جبل النبي متى" معروف أنه سمي كذلك نسبة لمقام النبي "متى" الموجود في قمة الجبل وقرية "بمنة" آرامية التسمية حيث أن الباء الساكنة تعني بيت المنى أي بيت الأمان بيت العطاء وهي قرية جميلة جدا وفي السريانية تعني "المنة" أي القوة وبالقرب منها هناك قرية "بنمرة" وتعني بيت النمرة وقرية "حيلاتا" قرية جميلة ترجع أصولها إلى اللغة السريانية ومشتقة من حلَ أقام واستقر أو حل الشرانق وهي مشهورة بتربية دودة القز وأخيرا نصل إلى قرية "ديروني" وهو اسم أثري مصغر عن كلمة دير وهو كما تعلمون موضع إقامة الرهبان وانقطاعهم للعبادة».
وأردف قائلا: «بعض هذه المعاني متداول بين أبناء القرية ودفعني للتأكد من صحة المتداول واكتشاف الغير معروف شغفي بمعاني أسماء القرى الريفية فهي علم بحد ذاتها ويجب علينا الاهتمام أكثر بهذا العلم، وبالنسبة لي عندما يأتي وفد سياحي إلى "دوير رسلان" نشرح له معاني ودلالات أسماء القرى طلبا منهم في أغلب الأحيان فكل معنى هو جزء من القرية وباعتقادي لو تدرس معاني أسماء القرى الساحلية بشكل مفصل ومكثف ومنتظم لخرجنا باكتشافات تاريخية مذهلة».
