في إحدى المرات سألت مدرسة صف الأول الابتدائي في ابتدائية قرية "خربة السناسل" في ريف مدينة "بانياس" الساحلية أحد الأطفال ماذا تريد أن تصبح في المستقبل فأجابها "أريد أن أصبح" دكتور "هاني" والدكتور "هاني" هو وجه محافظتنا اليوم الذي رآه الطفل مثلاً أعلى يقتدي به ويسعى ليكون مثله فمن هو الدكتور "هاني"؟ وما هي الصفات التي جعلت من شهرته واسعة إلى الحد الذي دفع بأطفال القرية للاقتداء به؟.

eTartus تعرف إلى الدكتور "هاني" وحصل على عنوانه في قريته "الكردية" وزاره في منزله بتاريخ (28/11/2008) حيث حدثنا عن عمله قائلاً: «منذ حوالي سبعة عشر عاماً أي في العام "1992" وبعد أن تخرجت من كلية الطب البشري اختصاص الداخلية والأطفال قررت أن أفتح عيادة خاصة بي في قرية "العصيبة" وهي قرية مجاورة لقريتنا وهي فكرة لم يشجعني عليها أحد من الزملاء أو ممن يعرفني عموماً ولكنني قررت الأمر وفوجئت في لحظة وضع اللوحة الخاصة بالعيادة في تلك القرية الصغيرة بوجود خمسة مرضى أمام الباب ينتظرون، ومنذ ذلك اليوم وحتى الآن أتقاضى المبلغ نفسه من كل مريض يزورني في العيادة وهو يتراوح بين (50-100) ليرة سورية، وفي بعض الأحيان أعطي الأدوية لبعض المرضى المحتاجين أو الفقراء من عيادتي وهناك من يتعالج عندي بالدين حتى نهاية الشهر وليس لدي مشكلة إن أعطاني في نهاية الشهر أم لا، المهم أن يشفى ويتعافى ويشكرني وهذا ما أعتبره واجباً إنسانياً عليّ القيام به، ويتراوح عدد المرضى الذين أعاينهم يومياً بمعدل وسطي بين (20-25) مريضاً وفي بعض الأحيان يصل إلى (40-45) مريضاً منهم من أقوم بمعاينتهم في العيادة الخاصة بي وبعضهم في منزلي أو في عيادتي بقرية "العصيبة"، إضافة إلى المعاينات التي أقوم بها للمرضى في منازلهم حيث ألبي دعوة أي شخص يتصل بي في أي ساعة كانت في الليل أو النهار حتى أن عملي يستمر أحياناً لمدة أربع وعشرين ساعة متواصلة، كما أقوم في الحالات التي تستدعي إسعاف المريض إلى المشفى بنقله بسيارتي الخاصة وأعود للاطمئنان عليه مرات عدة حتى يتماثل للشفاء».

التواضع أهم أسباب النجاح ومن المعيب أن تتغير نفوس الناس بعد تغير أحوالهم وتحولها للأفضل فعلى كل إنسان أن يبقى وفياً لأهله وبيئته وألا يتعالى على أبناء البيئة التي ينتمي إليها

وعن سر النجاح والشهرة التي حظي بها يقول: «التواضع أهم أسباب النجاح ومن المعيب أن تتغير نفوس الناس بعد تغير أحوالهم وتحولها للأفضل فعلى كل إنسان أن يبقى وفياً لأهله وبيئته وألا يتعالى على أبناء البيئة التي ينتمي إليها».

وعن الرصيد الذي يحمله الدكتور "هاني" بعد سنوات العمل الطويلة والمتواصلة يقول: «حب الناس ورؤية الفرحة في عيونهم وتأمين السلامة لهم إضافة إلى العلاقات الاجتماعية الواسعة التي أقمتها مع عدد كبير من سكان القرى المحيطة إضافة إلى حب الأطفال الذين يتسابقون لتحيتي عندما يرون سيارتي مارة في أحد القرى المجاورة كل هذه الأشياء مجتمعة هي مصدر سعادتي ودافعي للقيام بعملي بشكل أكثر إنسانية».

يشار إلى أن الدكتور "هاني" يعمل حالياً إضافة إلى عمله في العيادة وزيارة المرضى الذين تعودوا عليه في منازلهم يعمل أيضاً رئيساً للدائرة الطبية في مؤسسة التأمينات الاجتماعية بـ"طرطوس" منذ ثمانية سنوات.