لوحات وطنية وأخرى للحب والعشق والحياة نسجتها الحرفية "جمانة إبراهيم" من أهالي مدينة "الشيخ بدر" في ريف "طرطوس" مستخدمة في ذلك مواد من الطبيعة الريفية الجميلة التي استقت منها معظم أفكارها وأعمالها والتي أمنت لها فرصة العمل المناسبة.

eTartus التقى بتاريخ 19/12/2008 الآنسة "جمانة" خلال مشاركتها في معرض الإنتاج الزراعي في محافظة "طرطوس" ضمن فعاليات مهرجان "قطاف المواسم الأول" الذي أقيم في صالة مدينة "طرطوس" القديمة لتحدثنا عن حرفتها حيث قالت: «تعلمت حرفة صناعة أطباق القش من والدتي التي كانت تعمل في هذا المجال وقد رغبت في هذا العمل من مبدأ تجديد تراث الآباء والأجداد وأعتبر هذا رسالة سامية غايتها أولاً وأخيراً الإنسان وقد حاولت التميز من خلال هذه الحرفة وحصلت على شهادات تقدير متعددة وكرمت أكثر من مرة وهذا أمر طالما سعيت إليه لأتمكن من تعويض الألم الذي أصابني نتيجة عدم تمكني من متابعة دراستي كطالبة عادية نظراً للظروف المادية التي كانت تمر بها العائلة حيث اضطررت للتضحية بمستقبلي الدراسي لمساعدة أهلي في تعليم إخوتي الآخرين وأردت أن أعبر عن طاقات الإبداع المتواجدة في أعماقي فكان ما ترونه اليوم من أعمال في الإبداع في مجال القش والخيزران».

أحس بأن التكريم هدية لكل امرأة سورية وخصوصاً المرأة الريفية لأنني أنتمي لهذا الريف الجميل وخصوصاً والدتي التي علمتني هذه الحرفة

وتضيف الآنسة "جمانة": «بدأت رحلتي مع الاحتراف في المهنة منذ العام 1995 حيث بدأت بنسج أطباق صغيرة من القش وتابعت العمل لتطويرها بإضافة مناظر طبيعية إلى هذه الأطباق إضافة إلى صنع أشياء لها معانٍ ودلالات إنسانية ووطنية وتراثية ومنها الطبق الذي يصور الشمس وسنبلة القمح وهي لوحة ترمز إلى الشمس التي أنارت الكون منذ بداية التكوين وسنبلة القمح التي تعد الغذاء الأول والأساسي للإنسان وهي اللوحة التي حصلت على الميدالية الذهبية على مستوى سورية في مجال صناعة أطباق القش في معرض "الباسل للإبداع والاختراع" في العام 2005، وهناك أيضاً خزانة العروس التي سمعت قصتها من جدتي حيث كانت تستخدم خزنة مصنوعة من القش لنقل ثياب العروس ومصاغها وذلك قبل استخدام الصناديق الخشبية حيث يتم وضع فستان الزفاف في الطبقة الكبيرة وتعلوها طبقة أصغر منها لوضع المصاغ الذهبي وهي فكرة جسدتها من خلال القش أيضاً إضافة لأساور وخواتم الخطبة والزفاف حيث كان الإنسان قديماً يخطب بخاتم من القش قبل اختراع المعادن».

وعن عملها لصالح وزارة الثقافة مديرية ثقافة "طرطوس" تقول الآنسة "جمانة": «منذ أن احترفت هذه الصناعة سجلتها في مكتب التشغيل وبموجبها تم تعييني كمدرسة لتعليم مهنة صناعة أطباق القش في معهد الثقافة الشعبية في المركز الثقافي في مدينة "الشيخ بدر" حيث نقيم ثلاث دورات في العام وتحصل المتدربة بموجبها على شهادة في هذا المجال وبالنسبة لي ومن حبي لهذه المهنة فأنا أشجع الفتيات على إتقانها لأنها قد تكون فرصة لهم لتأمين لقمة العيش لهم».

أما صعوبات العمل في هذه الحرفة فهي ضعف التسويق لمنتجاتها وتتمنى من الجهات المعنية والفعاليات الاقتصادية والتجارية المساهمة في تسويق هذه المنتجات حتى لا تنقرض هذه الحرفة كما تتمنى أن يتم دعوة الحرفيين من كافة المحافظات للمشاركة في المعارض المحلية والخارجية وألا تكون الدعوات لصالح سوق المهن اليدوية بـ"دمشق".

أما عن معاني التكريم الذي حصلت عليه مرات عدة ومنها في العام 2003 حيث كرمها السيد وزير الزراعة من بين خمس نساء سوريات لتميز أعمالها تقول الآنسة "جمانة": «أحس بأن التكريم هدية لكل امرأة سورية وخصوصاً المرأة الريفية لأنني أنتمي لهذا الريف الجميل وخصوصاً والدتي التي علمتني هذه الحرفة».