يعتبر داء "اللاشمانيا الجلدية" من أهم المشاكل الصحية الجلدية، والتي تتطلب مجهوداً وإمكانيات وتعاوناً للسيطرة عليها والحد من انتشارها.

الحشرة الناقلة للمرض (ذبابة الرمل) لها دورة حياة وتكاثر وهذا يعطي الفرصة للتخفيف ما أمكن من كثافتها دون التعرض للإنسان، ولكن هذا العمل ليس سهلاً كما يبدو للوهلة الأولى.

الهدف من عمليات الرش هو مكافحة جميع أنواع الحشرات الطائرة والزاحفة و"نمز اليمام" و"ذبابة الرمل"... والتي تزداد صيفاً

اللقاءات التالية التي قام بها eSyria مكنت من معرفة الوسائل التي تستخدمها المراكز المتخصصة من عمليات رش للمبيدات وحملات ومسوحات.

مضخة رش محمولة

في زيارة بتاريخ 3/6/2009 إلى "شعبة رش المبيدات الحشرية" التابعة إلى مجلس المدينة، تحدث رئيس الشعبة السيد "ماهر الشيخ" عن سبل المكافحة المتبعة فقال: «تقوم الشعبة برش المبيدات الرذاذية صباحاً بواسطة المرشات الزراعية (جرار سعة 1000 لتر)، ثلاث مرات يومياً ضمن المدينة وأماكن المخالفات بحسب الخطة الأسبوعية، إضافة إلى مضخات رش ضبابية محمولة على الكتف لرش الملاجئ الموبوءة في المدينة عصراً وفي الفترة المسائية.

يتم استخدام محركات رش ضبابية كبيرة محمولة على السيارات تقوم برش كافة أحياء وشوارع المدينة، إضافة إلى عمال المضخات اليدوية ضمن الدائرة بحيث يستطيع كل مواطن رش منزله وحديقته في أي وقت مجاناً».

محرك رش ضبابي

طرق مختلفة للرش، وجميعها للحد من انتشار الحشرات والزواحف، فكما يضيف: «الهدف من عمليات الرش هو مكافحة جميع أنواع الحشرات الطائرة والزاحفة و"نمز اليمام" و"ذبابة الرمل"... والتي تزداد صيفاً».

وأضاف: «في الفترة القادمة ومع بداية فصل الصيف هناك خطة مكثفة لعملية الرش بالتنسيق مع لجان الأحياء، بحيث يتم رش جميع شوارع المدينة وأحيائها في خطة أسبوعية مع أيام العطل، بالتوزيع على جميع مناطق المدينة، وبشكل عام المناطق التي لا تتمكن السيارات من الوصول إليها يمكن وصول العامل إليها مشياً لرشها.

دليل العاملين في المراكز الصحية

كما نقوم برش مصبات الصرف الصحي مرتين أسبوعياً على الأقل بواسطة المرشات الضبابية لما له من دور أساسي في منع انتشار الإصابة بـ"اللاشمانيا"، وفي حال وجود مستنقعات يتم استخدام الكلس الحي لقتل اليرقات».

وتابع الحديث عن عمليات المكافحة التي تفتقر إليها معظم المناطق الريفية برغم فعاليتها هناك فقال: «نستخدم مبيدات يدخل في تركيبها مواد "تريميثرين" و"سيرمثرين"...(مواد فعالة)، حيث يتم استلامها من "وزارة الإدارة المحلية" من "مستودع المبيدات" بعد تشكيل لجنة باستلامها من الوزارة ودراستها.

"الرش الضبابي" في القرى لا يتم في جميع المناطق مع أنه يمنع انتشار "ذبابة الرمل" المسببة لمرض "اللاشمانيا" (الحبة الحلبية)، والتي توفر الكثير من مناطق القرى ظروفاً ملائمة لها مثل المستنقعات، المسطحات المائية، كثافة الأشجار، الأنهار، عدم توفر الصرف الصحي، مقالب القمامة... وغيرها».

وفي زيارة إلى مركز معالجة "اللاشمانيا" تحدث رئيس المركز الدكتور "غياث سليمان" عن أهم فعاليات المركز فقال: «تكون حملات التوعية عن طريق عناصر المركز وخصوصاً الفريق الجوال، ومهمته هي في القرى والمدارس في فترة غياب العامل الناقل (الذباب الرملي)، وهي فترة فصل الشتاء (من الشهر 11 حتى الشهر 5).

يقوم هذا الفريق المكون من عناصر "اللاشمانيا" الموزعة في جميع مراكز المحافظة بجولات تثقيفية ومعالجة ميدانية في هذه القرى والمدارس من خلال المسح السنوي لإصابات "اللاشمانيا"، حيث يقدمون بالإضافة للمسح التوعية والتثقيف حول المرض (طرق الانتقال والوقاية)».

أنشطة هذا الفريق مستمرة على قدم وساق، وأحياناً بالتنسيق مع جهات أخرى، فكما أضاف: «يتألف فريق المعالجة الميدانية من عناصر فنية لديها الخبرة الكافية للكشف عن إصابات "اللاشمانيا" وتحليلها ومعالجتها، وعناصر تثقيفية لتثقيف طلاب المدارس كونها تمثل شريحة كبيرة، وهناك تعاون كبير بين المركز و"مديرية التربية" بخصوص الجولات الميدانية وحملات التوعية ومع "الصحة المدرسية" في جولاتهم، حيث يتم إرسال أي إصابة مشتبهة إلى المركز أو المراكز القريبة».

الدور التدريبي والتأهيلي يقع أيضاً على عاتق المركز الرئيسي، وعنه أوضح: «تقام دورات تدريبية في المركز التخصصي لـ"اللاشمانيا"، حيث يقوم المركز بإعادة تدريب وتأهيل العناصر الفنية المخبرية والعناصر التمريضية في جميع المراكز التي تعالج المرض وعددها 45 مركزاً في المحافظة من ضمنها 17 مركز يحلل».

عمليات الرش والمكافحة للعامل الناقل (ذبابة الرمل) لا بد من البدء بها باكراً، وهنا شرح قائلاً: «يقوم المركز في فصل الصيف ومن بداية الشهر السادس بحملات رش على دورتين، مدة كل دورة 45 يوماً وتشمل جميع القرى ذات معدلات الانتشار العالية في المحافظة ضمن خطة توضع في بداية كل عام، وتضاف إليها القرى التي ظهرت فيها إصابات جديدة خلال العام الجاري (في النصف الأول).

بالإضافة إلى حملات رش المستنقعات ضمن فريق آخر ليرقات بعوض "الملاريا"، وتتألف كل حملة من عناصر فنية من مركز "اللاشمانيا" يقومون بالإشراف على عمليات الرش والعمال الذين يستخدمهم المركز، ومن أجل الرش اليرقي توجد سيارة خاصة، أما بالنسبة لرش "ذبابة الرمل" (مكافحة اللاشمانيا) فيتم استئجار سيارات ضمن عقود نظامية».

من إحصائيات المركز ذكر د."غياث سليمان" فقال: «خلال عام 2007 كان عدد الإصابات 732 إصابة بينما كانت خلال عام 2003 حوالي 5256 حالة، ويعزى سبب انخفاض الإصابات إلى الجهود المبذولة من قبل "مديرية الصحة" و"مركز اللاشمانيا" في محافظة "طرطوس" والاستراتيجية التي اتبعها للحد من هذه الإصابات وهي الكشف المبكر والمعالجة الميدانية».

عوامل مختلفة كانت سبباً في تعدد طرق علاج هذا المرض منها حدة الإصابة ومكانها، وعنها حدثنا من الكادر الفني "شحادة البودي" حيث قال: «هناك ثلاث طرق علاجية، منها الحقن الموضعي (ضمن الآفة)، و"الكي بالبارد" عن طريق مادة "الآزوت" السائل كل 15 يوماً حتى الشفاء، ويتم تأمين هذه المادة عن طريق "مديرية الصحة" بالتنسيق مع "مديرية الزراعة"، حيث يتم تأمينها للمراكز الرئيسية في المناطق (دريكيش، صافيتا، شيخ بدر، طرطوس، بانياس).

والطريقة الثالثة هي الحقن العضلي التي تتم في حالات معينة مثل كبر الآفة أو الاندفاع أو تعدادها في المريض وتوضعها، وهي تتطلب أدوية كثيرة (زيادة الجرعات) وقد تحتاج ثلاثة أشهر، كما يمكن اللجوء إلى استخدام جميع الطرق مع المريض بحسب تعند الإصابة على الشفاء والمعالجة».

نشاطات المركز مستمرة حتى بعد انتهاء فصل الصيف، وعنها أضاف: «يقوم مركز "اللاشمانيا" بالتعاون مع المراكز الصحية المنتشرة في المحافظة بمسوحات سنوية في فترة غياب العامل الناقل (ذبابة الرمل) في فصل الشتاء، بمسح جميع القرى والمنازل للكشف عن الإصابات المشتبهة وقيد العلاج والشافية، وإحالة الإصابات المشتبهة إلى المراكز التي تشخص وتعالج "اللاشمانيا".

كما يقوم المركز بمسح جميع مكبات القمامة القريبة من المناطق السكنية والإبلاغ عنها لضرورة ترحيلها أو تغطيتها».