بسبب دوره في تنظيف المزارع من الحشرات الضارة والسامة، وإنتاج البيض الغني بالكالسيوم الطبيعي، وتسميد الأرض ببقاياه العضوية.. عدا لحمه الصحي، فالدجاج أكثر أنواع الطيور شيوعا لدى المزارعين الذين يربونه في مزارعهم بقصد الفوائد السابقة أو لمجرد الإحساس بوجود كائنات حية وطيور تملأ جنبات مزارعهم.

للتعرّف أكثر على حياة "الدجاج" وفوائده زار "eSyria" بتاريخ 3/3/2011 إحدى المزارع والتقى المزارع "محمود حبيب" من أهالي "دوير الشيخ سعد" الذي تحدث لنا عن تربيته للدجاج بالقول: «أربّي طيور "الدجاج" في مزرعتي كنوع من التقليد الذي ورثناه عن أهلنا فمن الصعب أن تجد مزرعة ليس فيها عدة "دجاجات" أو مجموعة تصل إلى 50 طائر "دجاج" وأكثر، وفي بعض المناطق التي وصلتها الحضارة العمرانية تجد بعض الناس لايزالون يربون بعض "الدجاجات" في الحي السكني.

من أكثر الفوائد التي أجدها في تربية "الدجاج" هي تنظيفه للأرض، وأقصد من ذلك أنه ينظف الأرض من الديدان الضارة والحشرات والعناكب والعقارب، ففي مزرعتي قد تبحث بين الركام كثيرا لتجد عنكبوتا أو عقربا لأن "الدجاجة" عبر نظرها الثاقب تقف بالمرصاد لهذه الكائنات، حتى إن "الدجاجة" قد تأكل "فرخ أفعى" صغير..، وكذلك نحن نزرع في مزارعنا الأشجار والخضراوات فيؤدي وجود الدجاج وظيفة تسميد الأرض بشكل عضوي طبيعي، وهذا جانب مهم بالنسبة لنا كمزارعين

في مزارعنا نبني مسكن صغير "للدجاج" له باب وشباك صغير لغرض التهوية، وتجتاز "الدجاجات" عادة في حركتها اليومية نطاق المزرعة التي تتبع لها وصولا إلى مزارع الجيران، وفي حين أن هذه الطيور تأكل ما يتوافر لها من الأرض فإننا نقوم إضافة لذلك بإطعامها وجبة حبوب أو وجبتين خلال النهار».

السيد نهاد بن سعيد

وللدجاج عدة أنواع نجد المزارعين يفضلون بعضها على حساب بعض بحسب السبب الذي تمت التربية من أجله، فلإنتاج البيض بكثرة نجد أنواعا محددة لذلك، ولأكل اللحم نجد أنواعا أخرى مختلفة، في حين يلجأ بعض المتخصصين بمصارعة "ديوك الدجاج" إلى اقتناء أنواع محددة من الدجاج، وعن هذه الأنواع وتوافرها لدى المزارعين يقول السيد "نهاد بن سعيد" من سكان قرية "دوير الشيخ سعد": «لدينا عدة أنواع لطيور الدجاج، منها "الدجاج البيّاض" وهذا يربّى في مزارع خاصة مغلقة "مداجن" وليس هو محور كلامنا، أما المزارعون فإنهم يلجؤون إلى تربية "الدجاج البلدي" الصغير الحجم لإنتاج البيض، كذلك يأتون ببعض أنواع "الدجاج البياض" من "المداجن" ليربونه في مزارعهم ويصبح مثل "الدجاج البلدي".

وهناك "الدجاج المصري" كما نسميه وهو كبير الحجم وقليل في إنتاجه للبيض، وهذا كثير الانتشار في مختلف مناطق "طرطوس"، ولدينا بشكل قليل "الدجاج التركي" أيضا حسب تسميتنا له، وهو يستخدم في أغلب الأحيان للمصارعة الخاصة "بديوك المصارعة" وهو نوع شرس للغاية لا يترك عادة مع الأنواع الأخرى في المزرعة، وهذا الأخير نشتريه أحيانا من خارج سورية ويصل ثمن الديك الواحد إلى 5000 ليرة سورية، ونقوم بعمل مباريات مصارعة خاصة به وأكثرها في مدينتي "جبلة واللاذقية".

أنواع كثيرة للدجاج ضمن المجموعة الواحدة

وتنضم لهذه الأنواع أنوع أخرى تختلف بأحجامها وأشكالها وألوانها قد تكون ناتجة عن تزاوج الأنواع السابقة، وأحيانا يقوم بعض المزارعين أيضا بجلب "صيصان" من "مداجن" الفروج المخصص للذبح وذلك بغرض تربيته في المزارع لينمو ببطئ ويصبح مثل "الدجاج البلدي"».

ويضيف السيد "نهاد": «من أكثر الفوائد التي أجدها في تربية "الدجاج" هي تنظيفه للأرض، وأقصد من ذلك أنه ينظف الأرض من الديدان الضارة والحشرات والعناكب والعقارب، ففي مزرعتي قد تبحث بين الركام كثيرا لتجد عنكبوتا أو عقربا لأن "الدجاجة" عبر نظرها الثاقب تقف بالمرصاد لهذه الكائنات، حتى إن "الدجاجة" قد تأكل "فرخ أفعى" صغير..، وكذلك نحن نزرع في مزارعنا الأشجار والخضراوات فيؤدي وجود الدجاج وظيفة تسميد الأرض بشكل عضوي طبيعي، وهذا جانب مهم بالنسبة لنا كمزارعين».

البحث الدائم للدجاج عما يجده في الأرض حتى أثناء الاستراحة

السيدة "سميحة ياطر" تربي "الدجاجات" بجانب البيت لعدة أغراض تقول عنها:

«أقوم يوميا بجلب البيض من "قن الدجاج" وهذا البيض المنتج محليا تعادل فوائده أضعاف البيض المنتج في مزارع إنتاج البيض، ويصل سعر البيضة الواحدة إلى 10 ليرة سورية، حيث أقوم أحيانا ببيع الكمية الزائدة عني للجيران أو للبقاليات، ومن جهة أخرى فإن لحوم "الدجاج البلدي" أو المربّى في مزارعنا تشبه لحوم الأبقار في لونها وطعمها المميز وفائدتها الكبيرة.

ولولا تكاليف الحبوب الكبيرة لكان عدد "الدجاجات" لدي أكثر من 30 طيرا ولما اضطررنا لشراء لحوم "الفروج" المنتج في "المداجن"، وعن طريقة تكاثر الدجاج فإني أضع ما يقارب 15 بيضة تحت الدجاجة بحسب حجمها وذلك من لحضن البيوض جيدا، وتبقى البيوض فترة 21 يوما تحت "الدجاجة" حيث تفقس معظم البيوض وتعطي "صيصان" صغيرة تحتاج للعناية فترة من الزمن كي تعتني هي بنفسها».