بوزن يصل الى 2 كغ يعتبر "بوميلو" أكبر الأنواع في عائلة "الحمضيات"، وأكثرها اختلافا من الخارج والداخل عدا كثرة طرق استهلاكه.

يزرع "البوميلو" أو "البوملي" كما يحلو للبعض تسميته في مختلف المناطق الساحلية ويحتاج لأرض زراعية خصبة ليعطي إنتاجا متميزا نتيجة لكبر حجم الثمرة وحاجتها إلى الكثير من العناصر الغذائية، وهو أحد مجموعات عائلة "الحمضيات" التي يقول عنها الأستاذ "ابراهيم شيحا" مدير "مركز البحوث الزراعية" في "طرطوس": «ينضوي "بوميلو" تحت مجموعة "الليمون الهندي" إحدى مجموعات "الحمضيات" وهي "البرتقال– الحامض– اليوسفي– ومجموعة الليمون الهندي" إذ يعتبر هذا النوع "هندي" المصدر، حيث تمت تجربته ومن ثم انتشر بعد نجاح التجارب لزراعته في المناطق الساحلية من "سورية"».

كانت زراعة "البوملي" لفترة قريبة محدودة الانتشار لكن مع زيادة استخداماته والطلب عليه ازدادت زراعته بشكل كبير جدا وأعتقد أن 75% من عدد الأشجار المزروعة لاتزال في خمس السنين الأولى من عمرها

يضيف: «ينقسم "بوميلو" إلى شكلين الأول أبيض اللون من الداخل وهو الأكثر انتشارا والثاني أحمر أو أحمر وردي، في حين نجد أن شكل الثمرة كروي مفلطح يتراوح لونها بين الأخضر والأخضر المصفر عند النضج، وتغطي الثمرة قشرة سميكة جدا، في حين أنه لا يؤكل كباقي أنواع الحمضيات حيث أقسامه معزولة كل قسم على حدة بقشرة رقيقة وقوية، فيصبح كل قسم "كيس عصيري" مستقل فيه قطع متطاولة وصغيرة متراصة تشكل لب الثمرة، وهي في الحقيقة تشبه أي ثمرة برتقال عادية من الداخل لكنها متضخمة كثيرا».

السيد "علي سلامة"

في إحدى مزارع الحمضيات تحدث لموقع "eSyria" بتاريخ 15/4/2012 السيد "على سلامة" مزارع من "طرطوس"، فقال: «زرعت ليمون "بوميلي" منذ 10 سنوات وقد نجحت زراعته للغاية، حيث وجدته يشبه الليمون الحامض في طريقة العناية به، كما أن الأمراض التي تصيبه شبيهة بتلك التي تصيب الليمون الحامض بأنواعه، من جهة أخرى وجدت أن هذا النوع رغم حاجته لأرض خصبة فإنه ينجح في الأراضي ذات الطبيعة الصعبة أو التي نسميها "أرض خفيفة" أي ذات عناصر غذائية منخفضة، وبالعموم فإن زراعته سهلة والعناية به أقل من غيره، كما أنه جيد من الناحية الاقتصادية حيث ينتج كميات كبيرة ويصلح للعديد من الاستخدامات، كما لا يتلف كباقي أنواع الحمضيات بعد قطفها بفترة حيث تبقى ثمرة "البوملي" فترة تجاوز الشهر بعد قطفها دون أن تتلف، وذلك بفضل القشرة السميكة التي تغطي اللب».

يقول في معرض حديثه: «يعطي "البوملي" أزهاره في شهر "نيسان"، وهي أزهار جميلة بمظهرها ذات رائحة ذكية وضخمة جدا، يتحول بعضها إلى ثمار، والتي تكبر بدورها عبر مرحلة طويلة تستمر حتى كانون الثاني حيث تنضج الثمار وتبقى الثمار على الشجرة حسب رغبة المزارع لمدة طويلة تصل لمنتصف فصل الصيف، وهذه ميزة بحد ذاتها حيث تعطي المزارع فرصة للتحكم بالتسويق، من جهة أخرى نجد الثمار ضخمة الحجم وخفيفة الوزن، رغم أنها تعطي أحيانا أوزاناً كبيرة، تعود بدورها إلى كمية الغذاء التي حصلت عليها الثمرة خلال فصل الصيف».

زهر ليمون ال"بوميلو"

تقول السيدة "فريزة أحمد" وهي ممن جربوا الاستخدامات الأخرى لليمون "بوميلو": «بداية عندما زرعنا ليمون "بوملي" كنا نكتفي بتناول الأقسام الداخلية منه فقط مما يؤدي إلى رمي نصف مكونات الثمرة دون أي فائدة، لكن مع تقدم معرفتنا بهذا النوع وعبر التناقل تعلمنا أساليب أخرى للاستفادة من مكوناته الداخلية وخاصة القشرة السميكة جدا والتي تصل إلى 25% من حجم الثمرة، وهو ما غير نظرة المزارعين لهذا النوع من الحمضيات ولفوائد زراعته وتسويقه».

وفي التفصيل تقول: «بعد نضج الثمرة جيدا حيث يميل طعمها إلى الحلو المحمض قليلا أقوم بتقشير الثمرة بشكل خطوط طولانية للقشرة، وأقشرها بتمهل بحيث يتم نزع باطن القشرة بكامله عن اللب، ويجب قبل التقشير تنظيف القشرة الخارجية جدا أو بشرها قليلا لنزع طبقة خارجية رقيقة كما يفضل البعض، بعدها نضع القشور في الماء ونبدل الماء لعدة مرات خلال اليوم لمدة يومين أو أكثر حسب نضج الثمرة، والغاية من ذلك إزالة الطعم المر للقشرة، يلي هذه المرحلة غلي القشور، ثم تصفيتها من الماء، بعدها نجهز "القطر" بإضافة السكر إلى كوب أو أكثر من الماء بحسب كمية القشور، نقوم بعدها بعجن القشرة بيدنا على شكل كرات صغير لتفرغ من مائها، ثم توضع في "القطر" الموجود على النار، وهكذا يترك حتى يصبح لون كرات القشور مائلاً للأصفر، عندها نضيف القليل من عصير "الليمون الحامض" ونترك المزيج خمس دقائق أخرى على نار هادئة، ثم يوضع بعد أن يبرد في أواني زجاجية حافظة إلى حين استهلاكه».

ثمرة "بوميلو" مقشرة

بالعودة إلى السيد "علي سلامة" فإنه قال: «كانت زراعة "البوملي" لفترة قريبة محدودة الانتشار لكن مع زيادة استخداماته والطلب عليه ازدادت زراعته بشكل كبير جدا وأعتقد أن 75% من عدد الأشجار المزروعة لاتزال في خمس السنين الأولى من عمرها».