ثمار من انتاج الطبيعة الجبلية، تنمو دون عناية الإنسان، عرفت على مر السنين فاكهة الكبار والصغار ذات الطعم الشهي والفوائد الغذائية، والطبية خصوصاً للنساء.

إنه "الزعرور" الذي حدثتنا عنه الطفلة "نورجين شداد" من أبناء قرية "العصيبة" التي يكثر فيها نبات "الزعرور" لموقع مدونة وطن eSyria بتاريخ 19/6/2012: «أحب تناول ثمار "الزعرور" كثيراً، ففي حقلنا يوجد عدة شجيرات أنتظر فترة إزهارها ومن ثم اثمارها ونضجها لتسلقها وقطاف ثمارها الصفراء الجميلة، وكثيراً ما أتنافس مع إخوتي على قطاف أكبر كمية من الثمار، حيث من يجمع أكبر كمية يكون الأفضل، ويستطيع ملء معدته منها، أي لا يحتاج إلى جولة أخرى من البحث والقطاف».

لـ"الزعرور" أنواع متعددة منها "الزعرور أحادي المدقة" أو "الزعرور البري" وأوراقه وبرية عندما تكون فتية، وخضراء ضيقة وشبه حادة عند القاعدة، وتكون مجزأة من ثلاث إلى خمس فصوص، والفصوص بدورها مجزأة، والأزهار كثيرة والثمار بيضوية حمراء

أما الطفلة "نيرمين شداد" من أبناء القرية أيضاً فتقول: «إن الشكل الجميل واللون الأصفر لثمار "الزعرور" يثير شهيتي لتناولها بأكبر كمية، فنقصد الحقل ومكان الشجيرات في كل يوم خلال فترة ما بعد الظهيرة حيث تكون أشعة الشمس قد خفت حدتها، لقطاف الثمار ومن ثم تناولها بكل شهية حتى دون غسلها، لأن الطبيعة المناخية في أماكن نموها، شبه نظيفة وخالية من الملوثات، فلا ضرر من تناولها دون غسلها.

خلال قطاف ثمار الزعرور

طبعاً نحن نتناول ثمار "الزعرور" لأننا وجدنا آباءنا قد تناولواها قبلنا، لذلك لم نكترث بالتحقق من فوائدها أو مضارها، علماً أني لم اسمع بأية شكوى ممن تناولها سابقاً، وخاصة الفتيات اللواتي في عمري، فجميعنا يحبها ويبحث عن شجيراتها».

السيدة "لينا علي" من أهالي قرية "العصيبة" أكدت أنها تعلم ببعض الأشخاص ممن يشترون ثمار "الزعرور" لما له من طعم شهي وفائدة غذائية سمعت عنها في إحدى محطات الراديو.

الزعرور الأحمر

وتضيف: «ينتشر نبات "الزعرور" بكثره في مناطقنا الجبلية، وهو من انتاج الطبيعة البرية مئة بالمئة أي دون تدخل الإنسان فيها إلا في قطافها وتناولها، وبالنسبة للنبات الأم أراه قوياً جداً ولا يحتاج إلى عناية أو اهتمام، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على القيمة الغذائية التي يوفرها للثمار نتيجة هذه القوة في الحصول على غذائه نموه وبقائه.

وثمار "الزعرور" ثمار صغيرة لا يتعدى حجمها حجم حبة العنب، وتميزت بلونها الأصفر الدال على نضجها، حيث إن لونها الأساسي خلال مراحل النمو هو الأخضر، ومنها ما لونه أحمر عند النضج، إضافة إلى أنني استخدم أزهارها المتساقطة بعد جمعها كزهورات لذيذة ومفيدة بعد غليها بالماء وتحليتها قليلاً بالسكر».

الزعرور الأصفر

وللتعرف أكثر على نبات "الزعرور" التقينا الباحث التراثي "حسن اسماعيل" الذي كان له اطلاع على نتائج التحاليل المخبرية في منظمة "اليونيسكو" على ثمار هذا النبات، وعنها قال: «تعد فوائد "الزعرور" كثيرة ومتعددة وهي ناتجة عن قوة النبات الأساسي في طريقة حياته البرية الطبيعية ونموه دون عناية بشرية، وقد تناول أجدادنا كثيراً منه خلال حياتهم ومراحل عملهم في الحقول، غير مدركين فوائده وقيمته الغذائية بشكل دقيق وموضوعي، ولكنهم كانوا وبحسب الأحاديث المتناقلة يدركون فوائده على البنية العامة لأجسادهم وصحتها وخاصة النساء، حيث كانت تتناوله من تعاني من عدم انتظام الدورة الشهرية».

ويتابع: «من خلال متابعتي لبعض تحاليل خبراء لجنة "اليونسكو" الذين استعانوا بي لتوضح النباتات البرية ذات الاستخدام المنزلي الغذائي في الحياة التراثية القديمة، وجدت أن ثمار "الزعرور" لها فوائد علاجية ووقائية منها أن متناولها يصبح لديه وقاية من الذبحات الصدرية نتيجة لتنظيم دقات وعمل القلب بشكل عام، ويمنح الجسم مناعة، ويساهم في تخفيف نسبة الكوليسترول والتخلص من حب الشباب، وهذا بشكل مستمر».

وفي لقاء مع المهندسة الزراعية "هبة سلهب" من مديرية زراعة "طرطوس" حدثتنا عن البنية النباتية لنبات "الزعرور"، حيث قالت: «يعتبر نبات "الزعرور" من الشجيرات الصغيرة التي قد يصل طولها إلى خمسة أمتار، وهذا بحسب نوع النبتة، وهو نبات شبه شوكي على الفروع المتجددة، ينمو ضمن مناخات متعددة في "سورية" والجبال الساحلية وداخل الغابات والمواقع الحراجية.

أما ثماره فهي من فصيلة ثلاثية الفصوص، وذات لون أصفر وشكل كروي صغير مرغوب جداً بين الناس».

وعن أهم أنواع نباتات الزعرور تقول: «لـ"الزعرور" أنواع متعددة منها "الزعرور أحادي المدقة" أو "الزعرور البري" وأوراقه وبرية عندما تكون فتية، وخضراء ضيقة وشبه حادة عند القاعدة، وتكون مجزأة من ثلاث إلى خمس فصوص، والفصوص بدورها مجزأة، والأزهار كثيرة والثمار بيضوية حمراء».