تنوعت استخداماتها في المنزل الريفي التراثي فصنعت بحجمين متباينين مختلفين من أفضل أنواع الأغصان، منهم من وظفها كحمالة أدوات منزلية ومطبخية لداخل المنزل وخارجه، ومنهم من احتفظ بها كقطعة رمزية تذكر بالماضي القريب.

وللتعرف على "الشربينة" هذه الأداة التراثية الهامة في المنزل الريفي في الساحل السوري، مدونة وطن eSyria التقت بتاريخ 15/2/2013 الباحث التراثي "برهان حيدر" صاحب متحف "برهان حيدر للتراث الشعبي" في منطقة "عين البيضة" التابعة لمحافظة "اللاذقية"، مشيراً بالقول: «من المهم جداً بالنسبة لأجدادنا القدامى الذين سكنوا المنازل الريفية الطينية موضوع الترتيب والتنسيق الداخلي والخارجي للمنزل، وهذا أمر وجدناه من خلال ابتكارهم للكثير من الأدوات التراثية المستقاة بأفكارها من الطبيعة والبيئة المحيطة بهم لتوضيب أدواتهم الخاصة، فهم خير من استطاع توظيف وتسخير مكونات هذه البيئة والطبيعة لأعمالهم وحاجياتهم اليومية، وخير دليل على هذا التوظيف أداة "الشربينة" البسيطة بفكرتها والقيمة بمهامها واستخداماتها.

الشربينة الطويلة تختلف بالشكل عن الشربينة القصيرة وذلك من حيث ثخانة الغصن الأم للزوائد "العلاقات" وتوضعها وترتيبها فوق بعضها بعضاً على الجسم الأساسي لها الذي يثبت في الأرض مباشرة وبقوة، أما الشربينة الصغيرة فيكون غصنها الأم رفيع كبقية الزوائد "العلاقات" حتى مثلها بالطول، وترتيبها يكون مميزاً على الغصن الأم بحيث تكون متقابلة ومتجاورة في نقطة مركزية واحدة على النهاية السفلى للغصن الأم، أما النهاية العليا فيكون لها عقدة ثخينها لربطها بحبل مصنوع من شعر الماعز وتثبيتها في السقف الخشبي الداخلي للمنزل الريفي

فهذه "الحمالة الخشبية" ابتكرت مع ابتكار مجمل أدوات المنزل الريفي التراثي نظراً لحاجتها في المنزل وانطلاقاً من وجودها وتوافرها في الطبيعة الريفية واستخدامها بشكل عفوي فيها، فتقرر توظيفها بالشكل الأفضل ضمن المنزل.

الشربينة الصغيرة

فالشربينة هي عبارة عن "حمالة خشبية" مصنوعة من أفضل أنواع الأشجار وأقواها، بطريقة بسيطة وسهلة بيد رب الأسرة أو الجد المعمر فيها الذي يملك الوقت والصبر في التعامل مع غصن الشجرة الأساسي الطري، فهو يملك نظرة جيدة في طريقة اختيار غصن الشجرة المناسب لصناعة الشربينه بنوعيها الكبيرة التي تملك العديد من التفرعات "الحمالات" والصغيرة التي لا تملك أكثر من أربعة تفرعات "حمالات" فرعية».

يتابع: «إذاً الشربينة نوعان الأول منها هو شربينة قصيرة صغيرة لها عدة تفرعات تستخدم داخل المنزل الريفي، والثاني شربينة طويلة كبيرة وهي عبارة عن غصن شجرة طويل وله عدة تفرعات بعيدة عن بعضها بعضاً ومهمتها خارج المنزل الريفي.

الشربينة الطويلة

فالشربينة الطويلة توضع أمام المنزل مباشرة أو بجانب الباب الرئيسي على يمين أو يسار مصطبة الجلوس الصيفية، وتستخدم لتشميس الأدوات الفخارية وبعض أدوات المطبخ كالجرة الخاصة بخض السمن البلدي، وذلك بعد غسلها وتنظيفها بشكل جيد، اعتقاداً منهم بأهمية أشعة الشمس في عملية التعقيم والتطهير للمنزل الريفي وأدواته، أما الشربينة القصيرة الصغيرة فتستخدم لتعليق الأدوات والأغراض الصغيرة كالمنديل أو الفانوس أو الفواكه التي يتم تجفيفها مثل الرمان الذي درجت عادة تجفيفه في التراث الريفي بنوعيه الحلو والحامض لما له من فوائد، أضف إلى هذا كانت مكاناً جيداً لتعليق قفص السوركة والقريشة والجبنة بعيداً عن القوارض والحشرات».

وفي لقاء مع الباحث التراثي "حسن اسماعيل" الذي تحدث عن طريقة صناعة العلاقة الخشبية "الشربينة" قائلاً: «الشربينة بنوعيها الطويلة والقصيرة مصنوعة من أقوى وأمتن أنواع الأخشاب، وهي في الأغلب من أشجار السنديان أو أشجار البلوط التي تعمر طويلاً ما ينعكس على عمر الشربينة ومتانتها، وذلك بعد أن يتم اختيار الغصن المناسب لصناعتها وتقليمه، فلا يمكن لأي غصن أن يصلح لتشكيل الشربينة، حيث يقلم هذا الغصن بطريقة لا تؤثر على بنية الشجرة العامة ولا تضر بجماليتها الطبيعية، وبعدها يتم سلخ لحاء الغصن على بنيته الخشبية وتفرز الحمالات الجانبية بأطوال تتراوح ما بين عشرين وأربعين سنتيمتراً لكل منها، ومن ثم تعرض لأشعة الشمس لتجفيفها وتصلبها».

الباحث "برهان حيدر"

يتابع: «الشربينة الطويلة تختلف بالشكل عن الشربينة القصيرة وذلك من حيث ثخانة الغصن الأم للزوائد "العلاقات" وتوضعها وترتيبها فوق بعضها بعضاً على الجسم الأساسي لها الذي يثبت في الأرض مباشرة وبقوة، أما الشربينة الصغيرة فيكون غصنها الأم رفيع كبقية الزوائد "العلاقات" حتى مثلها بالطول، وترتيبها يكون مميزاً على الغصن الأم بحيث تكون متقابلة ومتجاورة في نقطة مركزية واحدة على النهاية السفلى للغصن الأم، أما النهاية العليا فيكون لها عقدة ثخينها لربطها بحبل مصنوع من شعر الماعز وتثبيتها في السقف الخشبي الداخلي للمنزل الريفي».