في ظل العولمة الرهيبة والمحاولات التي تهدف إلى التغطية على تاريخنا وطمس معالم انجازاتنا الثورية ونضال شعوبنا ضد المحتلين والغزاة لابد من البحث عن السبل الكفيلة بإحياء ذاكرتنا الوطنية وأن نستهدف بها أبناءنا قبل الآخرين.

وانطلاقاً من أهمية الحفاظ على إرثنا الوطني فقد توجهت الجهات المختصة في سورية لإحياء ذاكرتنا الوطنية وتقديمها للأجيال القادمة من خلال معارض الصور الفوتوغرافية والوثائقية التي تخلد نضال الشعب السوري منذ بداية الدولة الحديثة تمثل جميع السوريين الذين ساهموا في صنع الاستقلال.

بالنسبة لجمع المقتنيات الخاصة بالشيخ فقد شكلنا لجنة خاصة لجمعها وقد تمكنوا من الحصول على عدد من الأسلحة والمصحف ومجموعة أسلحة بيضاء وهويات شخصية لزوجاته ولا بد من الإشارة إلى السعي الجاد من قبل المحافظة ومديرية الآثار لتوفير التمويل اللازم لجمع كافة المقتنيات

وفي لقاء أجريناه بتاريخ "13/4/2009" مع المهندس "مروان حسن" رئيس دائرة آثار في متحف المجاهد الشيخ "صالح العلي" في مدينة "الشيخ بدر" تحدث عن هذا الأمر قائلاً: «قررنا أن يكون معرض الصور الوثائقية وكل ما يتعلق بالمجاهد الشيخ معرضاً دائماً حيث بإمكان كل من يزور المتحف الاطلاع على محتوياته وهنا أنوه إلى تجربة مماثلة في محافظة "ادلب" من خلال المهرجان الخاص بالمجاهد "إبراهيم هنانو" ونفكر في العام القادم أن يكون لدينا معرضاً لبيت ريفي تمثل مرحلة إنشاء منزل المجاهد الذي تم تحويله إلى متحف».

وأضاف السيد "حسن": «بالنسبة لجمع المقتنيات الخاصة بالشيخ فقد شكلنا لجنة خاصة لجمعها وقد تمكنوا من الحصول على عدد من الأسلحة والمصحف ومجموعة أسلحة بيضاء وهويات شخصية لزوجاته ولا بد من الإشارة إلى السعي الجاد من قبل المحافظة ومديرية الآثار لتوفير التمويل اللازم لجمع كافة المقتنيات».

وعن أهم محتويات متحف المجاهد الشيخ يحدثنا السيد "نبيل يونس" أمين المتحف فيقول: «لدينا ثلاث قاعات وهي المضافة وغرفة الوثائق التاريخية وغرفة الأسلحة وفي المضافة نجد بعض مقتنيات منزل المجاهد مثل كرسي خاصة به وطنجرة طبخ منقوش عليها اسمه وطاولة خشبية اجتمع عليها قادة المقاومة أثناء ثورة المجاهد وصحون ومفتاح المنزل ودلة قهوة ووعاء كبير للطبخ وجرة فخارية وكلها عبارة عن مفردات لازمت المجاهد أثناء مسيرة حياته أما قاعة الوثائق التاريخية فيها حوالي "200" صورة تمثل الفترة التاريخية من عام "1916" حتى فترة السبعينيات تضم "24" صورة لمجاهدين من مختلف البلاد العربية وقد أعدموا في السادس من أيار وهناك أيضاً مجموعة صور توضح دخول قوات الثورة العربية من "الحجاز" باتجاه "الشام" يترأسها الملك "فيصل" إضافة إلى صور لمجموعة من أعضاء المؤتمر السوري الذين وضعوا الدستور السوري وقرارات المؤتمر السوري لعام "1920" وهناك أيضاً صورة لأول حكومة سورية ترأسها الملك "فيصل الأول" إضافة إلى توثيق لفترة دخول القوات الفرنسية من خلال مجموعة صور تمثل أبطال المقاومة وصور أخرى لجنرالات المحتل الفرنسي ومجموعة أخرى لقادة الثورة السورية الكبرى من مناطق مختلفة مثل "سعيد بيك العاص" والأمير "عز الدين الجزائري" كما يوثق المتحف صور ثورة الشمال التي قادها المجاهد "إبراهيم هنانو" ثم نصل إلى مؤتمر الكتلة الوطنية بحلب عام "1932" وبعدها أول حكومة تشكل في سورية وقد تم عرض الحكومات السورية بالترتيب بدءاً من الشريف "حسين بن علي" قائد الثورة العربية الكبرى التي دخلت سورية عام "1918" إلى الملك "فيصل" أول ملك توج على سورية وصولاً إلى ولاية السيد الرئيس "بشار الأسد"».

يشار إلى أن المتحف الذي يضم هذه الوثائق هو المنزل الخاص بالمجاهد الشيخ "صالح العلي" المكان الذي يحمل بين ثناياه ذكريات البطولة وعبق التاريخ الذي سجل انتصار الوطن الغالي "سورية".