«"الحسكة" هي تلك المحافظة الوارفة الظلال التي احتضنت أرضها أقدم الحضارات الإنسانية التي تعاقبت عليها السومرية، الأكادية، الحثية، الميتانية، الآرامية، الآشورية، ألخ...». الكلام للأستاذ "علي إبراهيم خلف" الذي التقاه eHasakeh بتاريخ 28/4/2009 ثم يكمل حديثه:

«لا تزال التلال الأثرية الكثيرة شاهداً حياً على عمق الإرث الحضاري والتاريخي للمنطقة، ومن أهم هذه التلال "تل حلف" و"تل ليلان" و"تل براك" و"تل عربان" و"تل شاغر بازار" و"تل موزان"، ورغم الإعمار القديم لمحافظة "الحسكة"، وتاريخها الحضاري المتنوع، وغناها بالمواقع التاريخية، إلا إن معظم معالمها التاريخية والأثرية ما تزال تحت ركام التلال ففي محافظة "الحسكة" ما يزيد على 1500 تل اثري، تحتوي في طياتها مدناً لم تكتشف بعد.

من أهم المواقع السياحية والتاريخية الجديرة بالزيارة في محافظة "الحسكة" هي "عين ديوار" و"رأس العين" وإطلالة "قلعة سكرة"

في مطلع العشرينيات من القرن المنصرم كانت بيوتها الطينية تعانق بيوت الحجر والجص القليلة في لوحة عامرة بالجمال، وما فتئت يد البناء تغير معالمها وتجمل صورتها».

الاستاذ علي خلف

ثم يضيف قائلا : «"الحسكة" قرية كبيرة، وحسب رأي احد محافظيها إن فرشت شوارعها بالإسفلت وعلت عماراتها الطابقية ففي كل زاوية يتألق الحب والنبل وتتجلى روعة البسطاء وهم يبنون بأحلامهم التي لا تنتهي ناطحات من سحاب الأمل في أن تبقى محافظتهم الوادعة عنواناً للوحدة الوطنية العظيمة».

ويتابع كلامه بالتحدث عن المنشآت المائية: «استثمر الإنسان منذ القديم (عهد الرومان وما قبلهم) مياه "الخابور" في الزراعة وإدارة الطواحين، بأخذ المياه منه عبر اقنية أطلق على بعضها اسم نهر، واستخدمت السدود في بعض المواقع لرفع منسوب مياه النهر وهذا ما يدل عليه آثار وبقايا المنشآت المائية على جانبي الخابور والتي يزيد عددها على تسعين اثراً من أهمها "نهر عبيان"، و"نهر تل رمان"، "سد سبع سكور"، "سد الطف"، "قناة مرقدة"».

الحسكة- ساحة الرئيس

ثم يتمم حديثه: «لقد عملت الكوارث الطبيعية والغزوات المخربة في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الميلاديين إلى تخريب معظم المنشآت المائية، والباقي تداعى مع الزمن لإهماله.

"الحسكة" هي هذه العروس التي تنام على زند "الخابور" واحدة من حواضر سورية وغادة خرجت من قلب زمننا هذا لتضيء الطريق بين "مركدة" و"المالكية" وكأنها قد كلفت باسترجاع تلك الأيام الغابرة الحافلة بالمجد الحضاري والعطاء الإنساني».

الحسكة قديما

واخيراً يضيف: «من أهم المواقع السياحية والتاريخية الجديرة بالزيارة في محافظة "الحسكة" هي "عين ديوار" و"رأس العين" وإطلالة "قلعة سكرة"».

ومن المهم ذكره: إن محافظة "الحسكة" تقع في أقصى الشمال الشرقي من سورية، يحدها شمالاً تركيا وشرقاً العراق ومن الجنوب محافظة "دير الزور" ومن الغرب محافظة "الرقة"، تبلغ مساحتها /23000/ كم وأراضيها قليلة الارتفاع عموماً وهي شبه سهلية تميل باتجاه الجنوب والجنوب الشرقي.