يحافظ أغلب أهالي بلدة "عامودا" على زراعة محصول البصل التي توارثوها جيلاً بعد جيل، لذلك عدّت البلدة من أقدم المناطق التي بدأت بزراعة هذا المحصول، الذي يتميز بالجودة والنكهة.

جودة وتميز

"عامر العثمان" من أهالي بلدة "تل حميس" قرر اختيار بصل بلدة "عامودا" ليكون مؤونته الشتوية هذا العام، عن ذلك القرار والاختيار يقول: «سمعتُ عن جودته من أماكن مختلفة، وشهادات عدّة، لذلك كان القرار بأن تكون مؤونة هذا العام من مادة البصل من بلدة "عامودا"، طبعاً لا بدّ من الاختيار الصحيح للبصل، كونه يقاوم لمدّة عام كامل ضمن المنزل، وحسب التأكيدات ومن المجربين، يستطيع البصل البقاء طويلاً في المنزل، دون أن يتعرض للعطب أو الأذى، وقد حصلتُ على نماذج مختلفة لأراض عديدة زرعت فيها مادة البصل، وجدت الجودة الحقيقية، والشكل الدائري المطلوب لدى كل أسرة».

تعد منطقتنا من أوائل المناطق تاريخياً التي قامت بزراعة البصل، استمروا حتّى تاريخه بالحفاظ عليها، هناك بعض المزارعين غيروا اتجاههم من محاصيل (الشعير، القمح، القطن) نظراً لارتفاع تكاليف إنتاجها إلى زراعة البصل

أمّا بالنسبة لأسرة "حسن حميد حسون" من سكان مدينة "القامشلي" فقد أكّدت بأنها تتعامل مع تلك المادة منذ سنين عديدة، وحظيت بالإعجاب والرضا، وكانت السبيل لأسر أخرى بأن تحذو حذوها فاتجهت نحو بلدة عامودا من أجل بصلها.

مساحات كبيرة مزورعة بالبصل

أشاد "حسن حسون" ببصل بلدة "عامودا" مُتحدثاً عن تجربته بالقول: «بعد تجربة عمرها خمس سنوات وأكثر، لا يمكنني وأسرتي الاستغناء عن هذا النوع من البصل، والجميل في الأمر، بأن أغلب المزارعين يمتازون بذات المواصفات بالنسبة لبصلهم، لذلك نجد الإقبال الجيد على مادتهم، حتّى إنني كنتُ السبب في توجيه بعض الأسر نحوها».

زراعةٌ تقليدية

المزارع "سعيد أحمد سليمان" من أهالي ريف بلدة "عامودا" ورث حب الزراعة وأخذ عشقها من الآباء والاجداد حسب كلامه، ويقول: «تعد منطقتنا من أوائل المناطق تاريخياً التي قامت بزراعة البصل، استمروا حتّى تاريخه بالحفاظ عليها، هناك بعض المزارعين غيروا اتجاههم من محاصيل (الشعير، القمح، القطن) نظراً لارتفاع تكاليف إنتاجها إلى زراعة البصل».

جهد كبير من العمال

ويضيف المزارع "سعيد": «مزارعو البصل تحكمهم قوانين السوق، فأحياناً حاجة السوق تكون كبيرة، كتجربتي في زراعة البصل، أستطيع الجزم بأن شراء المستلزمات يعد باهظ التكاليف مقارنة بالزراعات الأخرى، فقبل 15 سنة كنا نشتري طن السماد بـ7 آلاف ليرة سورية، أما اليوم فسعر الطن الواحد من الأسمدة والتي نجهل مصدرها يتجاوز 15 مليوناً، والسماد السابق كان بجودة عالية، طبعاً بدأ الأهالي بزراعة هذا المحصول انطلاقاً من مساحات صغيرة مع بعض المزروعات والخضار الأخرى، هذا الأمر كان في الماضي البعيد ليتطور الأمر وتزرع بمساحات كبيرة.

وزراعة البصل لا مشاكل لها مثل باقي المحاصيل الأخرى، حيث يتميز بقدرة على مقاومة الأمراض.. في العام الماضي زرعت هكتاراً ونصف الهكتار من البصل، وصل الإنتاج إلى 25 طناً، هذا العام زرعتُ 2 هكتار يتوقع أن يكون الإنتاج قريباً من نتاج العام الماضي أو أكثر بقليل».

ظروف مواتية

"رودي عثمان" رئيس دائرة الزراعة في بلدة "عامودا" يشير إلى تفاصيل أخرى عن المحصول: «الظروف المناخيّة العامة للبلدة تسهم بنجاح زراعة البصل، هناك اهتمام من الأزل لأهالي البلدة بهذا المحصول، باتوا يملكون خبرة كبيرة وواسعة في كيفية تحقيق أفضل النتائج لإنتاجه، من الأمور المهمّة لمزارعي هذا المحصول أنهم يقومون بإراحة الأرض من زراعة المحصول نفسه، وعدم تكرار زراعة البصل لمواسم متتالية، وهي ميزة مهمة لنجاحه، فهم يزرعون البصل في أرض، وفي الموسم الذي يليه يختارون أرضاً أخرى لزراعته».

المزارع "سعيد أحمد سليمان" يقول : كان أهالي عامودا يزرعون البصل من القديم، فهم يعتبرون مادة البصل من المواد التجارية القابلة لهامش ربح، وأنا أقوم منذ 15 سنة بزراعة البصل، ونجاح العملية يعتمد على خبرة وجهد الفلاح وظروف المناخ المناسبة».

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 25 أيلول 2024 زارت بلدة "عامودا" وأجرت اللقاءات السابقة.