اشتهرت مدينة دمشق بصناعة الأسلحة التقليدية بأنواعها المختلفة منذ القدم، وشكلت صناعة السيوف والخناجر جزءاَ كبيراً من هذه الصناعة العريقة.

لذا فكثير من السياح الذين يزورون "دمشق"، يحرصون على اقتناء "سيف أو خنجر دمشقي" لكونه يعد رمزاً تراثياً لهذه المدينة، أيضاً نجد أن بعض العائلات الدمشقية تحرص على عرض مجموعة من الخناجر الدمشقية العتيقة في المضافات وغرف الاستقبال، يقول السيد "سعيد المهايني" أحد سكان "حي العمارة":

أحرص على عرض "الخنجر الدمشقي" في المضافة الخاصة بي؛ لكون هذه الخناجر تعد تحفاً قيمة بحد ذاتها، ولأنها تشير إلى قوة الدمشقيين

«أحرص على عرض "الخنجر الدمشقي" في المضافة الخاصة بي؛ لكون هذه الخناجر تعد تحفاً قيمة بحد ذاتها، ولأنها تشير إلى قوة الدمشقيين».

المختار عبد الرزاق الطويل

يتألف الخنجر من ثلاثة أقسام "القبضة، النصل، الغمد" وتستخدم مواد مختلفة في صناعة كل قسم من الأقسام الثلاثة، ويمتاز "الخنجر الدمشقي" بطريقة صناعته والمواد المستخدمة في هذه العملية، "eSyria" التقى السيد "عبد الرزاق الطويل" مختار "حي القيمرية" الذي تحدث عن تاريخ الخنجر الدمشقي بقوله:

«إن آباءنا وأجدادنا القدامى اشتهروا بالاعتناء والاعتماد على الأسلحة التقليدية بأنواعها المختلفة ومنها "السيف العربي" و"الترس" و"الرمح" والخناجر على مختلف أنواعها وصفاتها كالخنجر "البغدادي" و"المجدلاني" و"الدمشقي".

عبد القادر السيوفي

وكان الدمشقيون يضعون الخنجر على الطرف الأيسر من جسمهم حيث يوضع داخل "الزنار" الذي كانوا يلفونه حول منتصف قامتهم، وكان هذا الخنجر يوضع في هذا "الزنار" ولا يرى إلا قسمه العلوي "القبضة"».

كما تحدث "الطويل" عن أشهر صانعي الخناجر الدمشقية والمصانع الموجودة في دمشق بقوله: «كان "أسد الدين الدمشقي" من أفضل صانعي السيوف والخناجر قبل حوالي سبعة قرون، وما زالت بعض السيوف والخناجر التي تحمل اسمه وختمه موجودة في بعض المتاحف حتى الآن.

أما في وقتنا الحالي فأنا أذكر أحد المصانع البسيطة التي كنت أتردد عليها منذ زمن وكان يدعى مصنع "أبو سليم وشقيقه" في منطقة "السروجية" في دمشق وكان يحتوي على الكثير من العدد والآليات البسيطة».

وللحديث عن صناعة "الخنجر" الدمشقي التقينا السيد "عبد القادر السيوفي" صاحب محل شرقيات الذي بدأ حديثه بالقول: «تتم صناعة "نصل الخنجر الدمشقي" عن طريق صهر مادتي الحديد والفولاذ وبعض المعادن الأخرى كالكربون والفوسفور لتشكل ما يعرف بـ"الجوهر" ومن ثم استخدام المطرقة لجعل سطح الخنجر أملس.

وهذه العملية تؤدي إلى تشكل تموجات على سطح الخنجر، وتختلف هذه التموجات باختلاف أنواع الخناجر حيث يتميز الخنجر الدمشقي يتموجاته الرمادية الجميلة.

ومن ثم يتم صناعة قبضة الخنجر وجعل تجويف في داخلها على شكل نصل الخنجر وبعد ذلك يقوم الصانع بعمليات التزيين للخنجر كالتطعيم والتنزيل والحفر والنقش وتختلف طريقة التزيين حسب نوع الخنجر».

كما تحدث "السيوفي" عن أسباب توقف تصنيع خناجر "الجوهر" الدمشقية في عصرنا الحالي بقوله: «إن ندرة بعض المعادن المستخدمة في صناعة خناجر "الجوهر" الدمشقية وعدم وجود مصانع متخصصة بصناعته بالإضافة إلى التكلفة العالية أدت إلى توقف تصنيع هذا النوع من الخناجر، حيث إن تكلفة صنع هذا النوع من الخناجر تعادل ضعفين أو ثلاثة أضعاف تكلفة شراء خنجر قديم».