العصبة أهم مكونات وأساسيات زي ولباس المرأة في "حوران"، وتعد تراثاً فلكلورياً عربياً أصيلاً أشتهرت به منطقة "حوران" منذ القدم، وتوارثته الأجيال فأصبح جزءاً مهماً من لباس المرأة اليومي.

الباحث في التراث "تيسير الفقيه" يقول عن عصبة رأس المرأة لموقع eDaraa بتاريخ 17/12/2011: «تعد العصبة أحد مكونات وأساسيات زي المرأة، وهي عبارة عن عصبة سوداء تلف على الرأس ثلاث لفات، وتعقد من الخلف تسمى "الرمايات" و"الشمبر" أو "الملفع"، ويوضع تحت العصبة "الشرش" المصنوع من الكتان أو المخمل، فتختلف ألوانه وفقاً لسن المرأة، حيث تغلب الألوان الداكنة والسوداء للكبيرات في السن فيما ترتدي الشابات الألوان الزاهية. وتطرز جوانب الثوب وأكمامه وعلى الصدر بمطرزات جميلة مستوحاة من البيئة، ويكون "الشرش" على شكل رقم 7 الذي يدل على التفاؤل والحظ، وذكر بعض الشعراء في المنطقة لباس العصبة في العديد من قصائدهم، وتغزلوا فيها بالنساء اللواتي كن يتعصبن ومن قول أحدهم:

المرأة في "حوران" والريف خصوصاً في أوقات الحزن تخلع عصابة رأسها، وتلبس بدلاً من العصابة شالاً أسود تعبيراً عن حالة الأسى والحزن، وعندما تتوجه إلى الفراش تنزع العصبة عن رأسها وتستعمل شالاً تلف به رأسها. وعصبة الرأس كانت تصنع من الحرير الطبيعي منذ زمن بعيد

شطف جوز العصابة وراح ورّاد/ ونسف جودة على الكتفين ورّاد

الحاجة سكرة العواد

شطف جوز العصابة ما كفانـي/ ياشوف العين منهن ما كفـاني».

ويتابع الباحث "الفقيه" حديثه بالقول: «تتميز المرأة الحورانية عن باقي مناطق سورية والوطن العربي بكيفية لف العصبة ووضعها على الرأس، حيث تعطي شكلاً يميز أهل حوران، والعصبة كانت تصنع من القطن وكانت تستورد من الهند ومن اللون الأسود حصراً لأنها من بقايا الدولة العباسية، والعصبة مرتبطة مع الشنبر في لباس الرأس، ولا توضع على الرأس من دون الشنبر الذي يصنع من الحرير ويستورد من الهند من منطقة "كشمير" حصراً».

الباحث في التراث تيسير الفقيه

ويقول السيد "حسين العقلة الشمري": «العصابة هي غطاء الرأس، ويسميها أهل "حوران" بـ "الحطة"، وهي على أنواع، فمنها الحطة ذات الدمغين الأزرق والأصفر، والعصبة حمراء اللون والداكنة، وبعضها لها لون فاتح، والحطة ذات الألوان المختلفة والأشكال المتعددة، وتفاخر المرأة الحورانية مثيلاتها حين تجمع في صندوقها جميع أصناف العصابة، وتختار حسب لون لباسها العصبة الأكثر انسجاماً مع ما ترتديه».

العصبة كانت تلبس في العديد من المناسبات وهنا تقول الحاجة "سكرة العواد": «المرأة في "حوران" والريف خصوصاً في أوقات الحزن تخلع عصابة رأسها، وتلبس بدلاً من العصابة شالاً أسود تعبيراً عن حالة الأسى والحزن، وعندما تتوجه إلى الفراش تنزع العصبة عن رأسها وتستعمل شالاً تلف به رأسها. وعصبة الرأس كانت تصنع من الحرير الطبيعي منذ زمن بعيد».

السيدة فاطمة الحسن

وتقول السيدة "فاطمة الحسن": «"العصبة" هي منديل من الحرير ذو ألوان متعددة مربع الشكل ومشرب بخيوط من القصب يلف حول الرأس، ويعقد طرفه من الخلف ويتهدل على الظهر والكتفين بصورة رأسية ويسمى هذا المنديل "الحطة"، كانت المرأة الحورانية تعصب رأسها بأشكال من العصائب تمتاز بجمال الشكل وتنوع الصفات وغنى التطريز. وأشعر عندما أرتدي العصابة بعودتي للبداوة والأصالة، فكم هي جذوري متينة، واعتزازي بها لدلالتها بتاريخنا وفلكلورنا العريق».

بينما تحدث السيد "رضوان رجا" عن قيمة العصبة بالنسبة لأهالي المنطقة بالقول: «كانت وما زالت المرأة في "حوران" تضع العصبة صيفاً على الرأس لتقيها حر الصيف، وفي الشتاء تقي النساء من برودة الطقس. وهناك أمور تتخذها المرأة وتلتزم فيها في حوران في اللباس التراثي، وهنا في لباس العصبة فإن المرأة المتزوجة تعتصب والعزباء قلما تعتصب. وقد تكون الحطة لفحة كبيرة، أو شالاً وقد أخذت النساء يعقدنها فوق القبعات، وقد يسمينها خرقة».