"عزف لدمشق على أوتار الضوء" معرض فوتوغرافي مشترك أقامته جمعية "البيت الدمشقي" السورية في 17/8/2008، في صالة المعارض التابعة للمركز الثقافي العربي في "أبو رمانة"، للكشف عن جماليات التراث العربي، وأثرها الخالد في التقدم الحضاري، وتعزيز التبادل الثقافي، وتأكيد دور الفنان السوري في توثيقها ونشرها في العالم كرسالة معرفية توضح أهمية المَعَلم الأثري وعراقته.

تألف المعرض من 61 عملاً ضوئياً بمشاركة 21 فنان من أجيال مختلفة، يذكر منهم" أنور باكير، أيوب سعدية، باسل سالوخة، دياب إدلبي، رهف جلاد، سليم صبري، عادل مهنا، عبد السلام عبد السلام، فهد الدمشقي، محمود عقيل، نزار بني المرجة، يسرى عجم"، ويستمر حتى الأول من شهر رمضان القادم.

خلال دراستي في "حلب" جذبتني المعالم الأثرية هناك والحدائق الجميلة، وشكلت أمامي حافزاً لأن أختزن مشاهداتي والحالة الإنسانية في عمل فوتوغرافي يراه الجميع ويؤثر بهم

لمعايشة أجواء المعرض"eSyria" التقت الأديبة السورية "سوسن رجب" في 24/8/2008، في المركز الثقافي العربي في "أبو رمانة" وأجرت معها الحوار التالي:

ولدت "رجب" في "دمشق" وهي الحاصلة على أجازة في الأدب الفرنسي من كلية الآداب عام 1991، ودبلوم تأهيل تربوي من كلية "التربية" عام 1998، كما أنها عضو في نادي التصوير الضوئي السوري، وفي جمعية "الإمارات" للفنون التشكيلية، ولها مجموعة قصصية صدرت عام 2007 تحت عنوان "في مهب إخفاءة".

*ما هو المنطلق الذي استلهمت منه فكرة المعرض؟

سوسن رجب

**انطلاقاً من الاهتمام بفن التصوير الضوئي وكوني مصورة ضوئية ارتأيت إلى أن أقيم معرضاً توثيقياً للمكان، أتطلع من خلاله إلى أهمية الأثر الخالد ودوره في التواصل الحضاري، والمعرض أحد نشاطات جمعية "البيت الدمشقي"، التي شهرت بتاريخ 30/1/2007، وبما أن أول أهدافها الحفاظ على "البيوت الدمشقية" وطابعها المعماري والأثري، أتى بعنوان "عزف لدمشق على أوتار الضوء".

*ماذا يقدم التصوير الضوئي إلى الفنان برأيك؟

**التصوير يمكنك من التقاط اللحظة التي تمرّ سريعاً بمحتواها المشهدي، ويساعدك على إيقاف الزمن الذي يسير في اتجاه واحد، وتوثيق لحظات أخرى مماثلة وعابرة تبقي ثابتة في الذاكرة الجمعية لديك، التي أعتبرها ذاكرة وطن.

لوحة فسيفسائية جميلة الشكل

*هناك أجيال مختلفة من الفنانين الضوئيين المشاركين، كيف حصل هذا التلاقي؟

**حرصت الجمعية على مفهوم العمل الجماعي والفريق الواحد مع إبراز دور الخصوصية والتفرد في العمل، من هنا عملت على إشراك أجيال مختلفة من فناني "التصوير الضوئي" في معرض واحد يجمع بين التاريخ والفكر والتراث، وعلى الرغم من تفاوت الخبرات إلا أن أعمالهم شكلت لوحة فسيفسائية جميلة الشكل، ذات مشهد "دمشقي" واقعي، منفتح الرؤية والأبعاد.

*ما هو المكنون الذي دلت إليه الأعمال برأيك؟

**إبراز الروح الحاضرة في "البيت الدمشقي" ـ العربي، لذلك أظهرت الأعمال جمالياته ومنمنماته التي أوضحت خصوصيته وعشق ساكنه له، وارتباطه بجذوره، فالأبواب الواسعة تعود بنا عبر دهليس البيت (مدخله) إلى باحته لنقف مبهورين أمام البحرة، المحاطة بأشجار الياسمين والنارنج والكباد، ولحن الخرير المنصب من نافورة الماء وسطها. لتأخذنا بعد ذلك إلى حواري "دمشق القديمة" وأزقتها الضيقة وياسمينها المستفيء خلف الجدران.

*لها خصوصية أخرى؟

**عكست البعد الحضاري في إظهار ديمومة الآثار "السورية" خاصة "البيت الدمشقي" مستكشفة ذلك عبر تفاصيل الرؤية التي انتقتها وصورتها عين الفنان، وفي أنفس ساكنيه الذين جبلوا على الحميمية والألفة، وحب الوطن والانتماء إليه.

*حبذا لو نذكر أهداف الجمعية ككل وما يعترضها من معوقات؟

**أبراز الحس الوطني الفطري الموجود عند المواطن السوري، والعمل على حفظ تراث "البيت الدمشقي"، إقامة أنشطة من ندوات فكرية ومحاضرات تثقيفيّة تفيد المجتمع المحلي في "دمشق القديمة"، سواء الأسرة أو الطفل، التواصل مع وسائل الإعلام بطرق غير تقليدية والتعاون مع الجمعيات الثقافية المماثلة، التي تدعم دور الدولة وتعمل تحت مظلتها ورعايتها، أما المعوقات فإنه ينقصنا مقر فعلي للجمعية، ودعم يمدّنا بمقدرة التقدم والاستمرار.

شعر شرقي يتغنى "بدمشق"

وقال الدكتور " نزار بني المرجة" حول العمق في صوره الضوئية:«خلال دراستي في "حلب" جذبتني المعالم الأثرية هناك والحدائق الجميلة، وشكلت أمامي حافزاً لأن أختزن مشاهداتي والحالة الإنسانية في عمل فوتوغرافي يراه الجميع ويؤثر بهم».

وحول رؤيته للمعرض، قال:«ركزت الفعالية، التي كان لي شرف المشاركة بها على "البيت الدمشقي" بجماليته وطبيعته وإنسانه، وأحدثت مشاهد صور الفوتوغراف محاكاة حسية مع المتأمل وكانت بمثابة شعر شرقي يتغنى "بدمشق".

وقالت السيدة "إلهام سليمان" رئيسة المركز الثقافي العربي في "أبو رمانة":«شكل المعرض مرآة صافية عكست براعة الفنان وقدرته في انتقاء المشهد البصري وجعله نابضاً بالحياة لكن بمفهوم الصورة الضوئية المعبرة عن المكان الأثري وأصالته».

وأضافت: حملت الأعمال معان نبيلة للتآخي والتلاقي وفرح الوجود، وأكدت للفنان دوره التاريخي في أن يكون شاهداً يوثق بأعماله لذاكرة أمه.