لا تزال الطقوس القديمة لصيام الأطفال في شهر رمضان حاضرة حتى الآن، ومن هذه الطقوس "درجات المئذنة" فقد جرت العادة في الماضي على أن يتعوَّد الطفل على الصيام تدريجياً على طريقة "درجات المئذنة"، كما لو كان يصعد "المئذنة" درجة درجةً، ففي اليوم الأول يصوم حتى الظهر، وفي الذي يليه حتى العصر، وهكذا حتى يتمكن من إتمام اليوم بأكمله.
درجة درجة
يتحدث الطفل "كريم علي" /12/ عاماً كيف فاجأ أسرته بقراره الالتزام بالصيام، ولأن ساعات اليوم طويلة فلم يكن الأمر سهلاً عليه كما كان يعتقد، ما كان يضطره أحياناً لتناول كوب من الماء عند أذان الظهر أو العصر في أول أيام الشهر الكريم، ومن ثم متابعة الصيام حتى أذان المغرب والجلوس على طاولة الطعام وانتظار رفع الآذان وصوت مدفع رمضان.
قد يكون من الأفضل للأطفال تقسيم الوجبات لمنع الإفراط في تناول الطعام، وينبغي أيضاً تجنب المشروبات الغازية والأطعمة الحارة والمقلية للحد من مشاكل الجهاز الهضمي
بدورها تشير السيدة "ليال رستم" أن ابنها ذي الثماني سنوات، قرر الصيام أيضاً ولكنه أنه في بعض الأوقات ونتيجة الجوع والعطش يصبح عصبياً نوعاً ما بخلاف طبيعته الهادئة جداً في الأوقات العادية كما تقول، وكأنه يريد تقليد حركات وطبع بعض كبار السن، وتلفت إلى أن حالة الصيام التي شجعت ولدها "الوليد" عليها كانت صعبة خلال فترات الدوام المدرسي، لذلك كانت تخبره أن بإمكانه شرب كأس ماء صغير عند رفع أذان الظهر أو العصر حتى يعتاد على الصبر لساعات أطول، وهذا ما يسمى صيام درجات المئذنة.
معلومات صحية
هذه الطريقة في صيام الأطفال تكون في بداية شهر الصيام فقط، ليعتاد الطفل على الصبر لساعات أطول، فأغلب الأهالي يمارسون دورهم التوعوي والتربوي في الحديث عن أنَّ الصيام كممارسة دينية أو ثقافية له فوائد عديدة، ولكن رغم ذلك ينبغي للأهل الحذر في بعض الحالات.
فبالنسبة لهؤلاء الأطفال قد يكون للامتناع عن الطعام آثار ضارة فهم أكثر عرضة للجفاف، وضعف التركيز، والصداع، والدوار والإغماء، ويمكن أن يكونوا معرضين بشكل خاص لخطر المشاكل التي تنشأ عن الصيام بسبب زيادة احتياجاتهم الأيضية وعدم قدرتهم على التواصل بشكل فعال أو مساعدة أنفسهم في تناول الطعام أو الماء، وفق حديث أخصائية التغذية "خلود يوسف".
حيث يحتاج الطفل إلى السوائل أو إلى مصدر ثابت للطاقة للحفاظ على صحة الجسم وخاصةً لنمو الدماغ، فإذا تم حرمانه من السعرات الحرارية حتى بعد بضع ساعات، فإن الجلوكوز وهو المصدر الرئيسي للطاقة في الدماغ ينضب، ويمكن أن يؤدي هذا الانخفاض في الطاقة إلى مجموعة من التغيرات السلوكية بدءاً من الانفعالات السريعة التي تم تطبيق مصطلح "الجوع" عليها إلى مضاعفات خطيرة مثل الضعف والإرهاق.
وتضيف: «لمساعدة الأطفال في قرار الصيام يمكن للآباء تجربة الصيام القصير أو الامتناع عن وجبة واحدة خلال النهار لاختبار قدرة الطفل على الصوم وتطوير مهارات الصبر والمرونة لديه.
وعند صيامه لا ينبغي للوالدين أن يتوقعوا صيامه يوماً كاملاً من البداية، وإنما صيام جزئياً فقط يكفي لتنمية الشعور الاندماج بهذه الحالة وبهدوء من دون الشعور بالتوتر المفرط، وهذا بالنسبة للأطفال الصغار السن ما بين /7- 10/ سنوات، أما الأطفال الأكبر سناً فيمكن زيادة مدة صيامهم بشكل تدريجي، ما يساعد أجسامهم على التكيف أكثر».
نصائح للأطفال
تعتبر وجبة “السحور” بحسب أخصائية التغذية "يوسف" جزءاً أساسياً من صيام رمضان، خاصة بالنسبة للأطفال، حيث يجب أن تشمل الوجبة الأطعمة الغنية بالألياف مثل الحبوب الكاملة والبقوليات والفواكه والخضروات ومصادر جيدة للبروتين مثل اللحوم الخالية من الدهون والجوز والبيض ومنتجات الألبان من أجل البقاء بشعور الشبع لفترة أطول، وينبغي تشجيع الأطفال الصائمين بحسب حديثها على تجنب الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر، لأنها ستزيد من الرغبة الشديدة لديهم وتوفر لهم القليل من التغذية.
كما يجب أيضاً على الأطفال الابتعاد عن الأطعمة المالحة، وتجنب ممارسة التمارين الرياضية عالية الشدة، وشرب الكثير من السوائل خلال ساعات عدم الصيام ليحافظوا على رطوبة أجسادهم في وقت "الإفطار"، ناهيك عن عدم أجبار الأطفال على الإفراط في تناول الطعام للتعويض عن انخفاض السعرات الحرارية، لأنَّ الإفراط في تناول الطعام لن يؤدي إلا إلى عسر الهضم والانتفاخ وعدم الراحة.
وتختم حديثها: «قد يكون من الأفضل للأطفال تقسيم الوجبات لمنع الإفراط في تناول الطعام، وينبغي أيضاً تجنب المشروبات الغازية والأطعمة الحارة والمقلية للحد من مشاكل الجهاز الهضمي».