يعد شجر الزيتون من الفصيلة الزيتية وهو من نباتات حوض البحر الأبيض المتوسط، ذكر في القرآن الكريم وهو معروف بعمره الطويل وأوراقه الدائمة صيفاً شتاءً، ويقول بعض المؤرخين أن أول ظهور للزيتون كان في سورية بالتحديد بجبال شمالي حلب، حيث تم اكتشاف معاصر له محفورة في الصخور.

موقع eSyria بتاريخ 14/7/2009، التقى السيد "محمد خير داوود" الذي حدثنا عن قطاف الزيتون بقوله: «يتم جني الزيتون في منتصف شهر تشرين الأول ويستمر إلى شهر كانون الأول، ويفضل عصره وتموينه في شهر تشرين الثاني، ففي هذه الأشهر المذكورة نشتريه من الفلاح ثم "نمونه" من أجل بيعه، ويعد شهر تشرين الثاني أفضل الأشهر من حيث تموينه، لذلك يبقى طول السنة محافظاً على طعمه وشكله، وطبعاً بإضافة بعض المواد الحافظة».

من الصعب بالنسبة إلي الاستغناء عن الزيتون عند الفطور والعشاء، فأنا لا أجلس على مائدة الطعام من دون وجود الزيتون بنوعيه الأخضر والأسود

وعن طريقة تموينه أضاف: «بعد "تكسير" الزيتون (طريقة يتم بها فتح الزيتونة من أحد أطرافها) بكسارات آلية خاصة، نغسله بالماء ثم نضع عليه شرائح الليمون والملح والمواد الحافظة، بعد ذلك يوضع في "براميل" كبيرة ويغمر بالماء مدة ثلاثة أشهر فيصبح جاهزاً للأكل بعدما يكون قد فقد طعم "المرار"، أما عصره فنأخذه إلى المعصرة الآلية مباشرتاً بعد جنيه من أجل العصر وفي السابق كانت معاصر حجرية، في حين تختلف طريقة الحصول على زيت فمثلاً زيت "الخريج" الذي يكثر في الساحل السوري يمر بمراحل مختلفة قبل العصر "بالمعصرة الحجرية" أهمها سلقه بالماء تحت درجة حرارة معتدلة».

السيد "محمد خير داوود"

وبالنسبة لفوائده قال: «ورق الزيتون إذا مضغ صار دواء لأمراض اللثة والفم والبلعوم، أما نوى الثمرة فتوصف في الطب الشعبي بخوراً ونشوقاً يفيد في معلجة السعال والربو، والبعض يستخدم "تفل" الزيتون الناتج من العصر كوقود في الشتاء، أما زيته فهو ذو فائدة كبيرة لا يمكن حصرها"، حيث يستخدم كمسكن للمغص ومفرغاً للمعدة والأمعاء وطارداً للرمال ومدراً للبول إذا تناول منه الإنسان مقدار فنجان قهوة قبل الطعام صباحاً، كما تكحل به أهداب العيون من أجل تقويتها، ويصنع منه مراهم جليدية مركبه، ويقطر في الأذن بعد أن يدفأ فيسكن ألمها ويحميها من الاتهابات، وأهم فائدة له أن تناوله لا تؤذي شرايين القلب لأنه لا يحتوي على الكولسترول الضار».

ثم أضاف: «يزرع الزيتون في منطقة الساحل السوري، وفي المحافظات الشمالية، كما يزرع في سهل "حوران"، ويعد المزروع في محافظتي إدلب، وريف حلب هو الأفضل على الإطلاق، وبالنسبة لدمشق لقد قل عدد أشجار الزيتون فيها لكنها ما زالت تزرع في "غوطة دمشق" وفي محافظة "ريف دمشق"، في حين يعود أغلب المحصول الناتج من دمشق وريفها إلى أصحابه للاستهلاك الشخصي حيث لا يتم بيعه».

الزيتون الأخضر وبجانبه الأسود وهما من نوع "الجلط"

وعن أنواعه قال: «للزيتون نوعين الأسود الذي يقسم إلى "العطون" والعادي، والأخضر الذي أيضاً يقسم إلى قسمين الأول عادي الصغير والثاني "التفاحي" ذو الحبة الكبيرة، وهناك نوع ثالث يسميه البعض "الملوح" وهو خليط من الأسود والأخضر، وبالحقيقة هناك تقريباً 20 نوع من الزيتون لكن كلها مشتقة من الأنواع المذكورة».

الزبون "محمود قاسم" قال: «من الصعب بالنسبة إلي الاستغناء عن الزيتون عند الفطور والعشاء، فأنا لا أجلس على مائدة الطعام من دون وجود الزيتون بنوعيه الأخضر والأسود».

شجرة الزيتون

أما السيد "جهاد شحادة" فقال: «لم يقتصر تناولي للزيتون على وجبتي الفطور والعشاء فقط، بل أصبحت أتناوله في السهرة للتسلية فهو ألذ وذو فائدة أكبر من "الموالح" وألاحظ أن الزيتون هو الطعام المشترك بين كل الناس فلا تجد منزلاً يخلو منه على الإطلاق».