بدأ مشواره الفني من المسرح العسكري في فترة الثمانينيات، حيث كان طموح المطرب "غسان الحسن" ، ابن قرية مريمين بريف حمص الغربي، يتمثل ببلوغ حلمه وترجمة شغفه الفني عبر أداء مختلف ألوان الغناء الشعبي والطربي والعتابا وغيرها.
دعم معنوي
كانت تستهويه البرامج الإذاعية منذ أن كان في المدرسة، هكذا يقول المطرب الشعبي عن بداياته خلال حديثه للمدونة ويضيف: "في ذلك الوقت كنت دائماً أتخيل نفسي أغني في الإذاعة وأقدم البرامج، وتعلقت لاحقاً بأغاني المطرب "فؤاد غازي" بشكل كبير، ولحسن حظي زارنا الراحل وأشاد بصوتي بعد تأديتي لموال، وكانت كلماته الداعمة شرارة الانطلاق لصقل موهبتي، وشاركت فيما بعد في إحياء الأعراس ضمن القرية والحفلات الفنية في المنطقة وكنت ألقى الدعم بشكل كبير من الحضور".
الحلم والمشوار
يتابع الحسن حديثه للمدونة: "ذهبت إلى دمشق لتأدية الخدمة العسكرية وحضرت خلال تلك الفترة حفلاً من تنظيم المسرح العسكري، ما شكل في داخلي حينها رغبة كبيرة بالانضمام إليه، وفي عام 1988 تقدمت إلى مسابقة ونجحت بها وبدأ الحلم يتحقق واقعياً، فدخلت معهداً لدراسة الصولفيج الغنائي وأصول الغناء وبدأت أغني للمطرب فؤاد غازي وملحم بركات ووديع الصافي وأم كلوم وعبد الحليم حافظ، وغيرهم".
تعلق المطرب "غسان الحسن" بالعود منذ بداية مشواره الفني وترافقا لعقود طويلة على خشبة المسرح، وعن تلك المرحلة يقول: "شاركت عام 1993 ببرنامج اسمه طريق النجوم ودخلت معهداً لتعلم العزف على العود لكونها أسهل آلة يمكن التعلم عليها، وأسند إلي لاحقاً عمل آخر وهو تقديم البرامج، فعملت جاهداً على إثبات نفسي والنجاح، وكنت أظهر ثماني مرات على خشبة المسرح إضافة لظهوري كمطرب، وبعد فترة شاركت بسهرة العسكر وبرنامج حماة الديار وقدمت أغنية "عصر الشهادة" و "أنا جندي بجيش بلادي".
ويشير المطرب خلال حديثه لمدونة "وطن" إلى أن مقياس النجاح لدى الفنان هو الأغاني الطربية، ولدينا الكثير من خامات الأصوات الجميلة التي تعيدنا إلى زمن الكلمة واللحن الجميل، أما الأغاني الحالية معظمها استعراضي وهي تعاني بشكل كبير، رغم أننا نمتلك الأصوات والخامات والملحنين والشعراء، والحل يكمن في رأيي الشخصي بإعطاء الفرصة للأصوات الجيدة بالظهور والإبداع".
مطبات
وحول الصعوبات التي وجهها خلال مسيرته يقول الحسن: "تحيط بالعمل الفني حالياً جراء الأزمة التي مرت على بلدنا وتاثر بها الفن والطرب، وقد قدمت خلال الحرب الإرهابية على بلدنا أغنية "عطر الشهادة" وأنا الآن بصدد تسجيل نصوص الشاعر "فؤاد حيدر" على آلة العود وبثها عبر الإنترنت لأن تكاليف التسجيل عالية جداً.
ويضيف: "القامات الفنية التي قدمت الكثير للأغنية لا تلقى الاهتمام المطلوب حالياً ولا يسلط الضوء عليها بشكل كاف، بالإضافة الى أمر مؤسف آخر وهو إطلاق الألقاب بشكل عشوائي لمن لايستحقها".
صوت أصيل
بدوره، يتحدث الفنان "آصف برغل" لمدونة "وطن" عن التجربة الفنية لزميله "الحسن" قائلاً: "عرفته بهدوئه بشكل عام لكنه يتحول إلى شخص آخر على خشبة المسرح من حيث التفاعل مع الجمهور أثناء فقرته الغنائية، أمضينا معاً 15 عاماً وتبادلنا الخبرة كما كنا نغني سوية لأن مكتبه كان بجانب مكتبي، فكان يميل جداً إلى الطرب الأصيل ويختم البرنامج بإحدى الأغنيات الطربية، وكنت ميالاً إلى هذا النوع أيضاً وبشكل خاص الموسيقار فريد الأطرش".
ويكمل "برغل" حديثه بالقول: الزميل "غسان" لم يأخذ حقه من الإعلام المحلي في ذلك الوقت، وكنا نقول فيما بيننا أن الفرصة لم تأت بعد، إذ كان له أكثر من 2000 ظهور على خشبة المسرح من حيث تقديم البرنامج وفقرته الغنائية".
الفنان "يوسف تاج" والذي رافق زميله غسان الحسن في الكثير من تفاصيل رحلته الفنية، يقول: "غسان امتلك ولا يزال صوتاً جميلاً، فضلاً عن أنه كان لطيفاً ومحباً للجميع على المستوى الشخصي، وكان يقدم الفقرات الغنائية بالإضافة إلى أنه المسؤول عن عربة المسرح المتنقلة وتنظيم الحفل من حيث المكان والعرض".
ويشير "يوسف" إلى أن "فعاليات المسرح العسكري كانت تنظم بشكل رئيسي اعتماداً على جهودنا جميعاً، حيث كنا يداً واحدة وأقرب ما نكون لأسرة متكاتفة ومحبة لبعضها البعض، وكان كل شخص منا يبذل جهداً كبيراً في مجاله كي يخرج العرض المسرحي بأفضل صورة ممكنة".
وتبين السيدة رجاء سليمان (60 عاماً) كيف لاقت أغاني المطرب "غسان الحسن" رواجاً كبيراً في فترة التسعينيات وما بعدها، لكنها بدأت تختفي وتقلّ مع مرور الوقت، لكن خامة صوته المميزة بقيت راسخة في ذاكرة أبناء ذلك الجيل.