أطل الفنان الضوئي "جمعة سليمان" على محبي الفرات من خلال مجموعة من الصور الضوئية والتي كان لعدسته شرف توثيقها، كان هذا في معرضه الفني الأول الذي يستمر في الفترة الواقعة ما بين 3-4-2011 و6-4-2011 في صالة المركز الثقافي العربي "بدير الزور".

eSyria تابع هذا النشاط المميز وكان له هذه اللقاءات:

قدم الفنان الضوئي "جمعة سليمان" بانورما من اللقطات الجميلة والتي يوحدها هوية الانتماء للبيئة الفراتية، واستطاع ببراعة نقل خصوصية المكان بكل بساطته وعفويته

الفنان الضوئي "جمعة سليمان" كلمنا حول هذا المعرض وما احتاجه من تحضيرات:

الفنان الضوئي جمعة سليمان

«عندما كنت أعرض ما ألتقطه من صور على الأصدقاء، كان بعضهم يصرّ على أن أعرضها في معرض فردي، وأخص بالذكر الأصدقاء الفنانين "كصفوان فرزات" و"فاتح أبو جديع" وجمال شطيحي" و"وليد الشاهر"، فعكفت منذ عدة أشهر، وبعد اقتناعي بنصيحتهم هذه عكفت على التجهيز لمعرض فني يضم صوراً مختارة من مجموعتي الكبيرة التي تضم آلاف الصور، فكان أن رأى هذا الطموح النور من خلال ما تشاهدون».

ومما يلفت النظر أن "السليمان" سينفذ في الشهر الخامس من هذا العام معرضاً فنياً في "دمشق"، إذا يقول عن ذلك:

بعدسة الفنان جمعة سليمان

«في الحقيقة وبمجرد اقتناعي بفكرة عرض هذه الأعمال للجمهور قررت تنفيذ معرض أول في "دير الزور" وآخر في "دمشق"، بحيث يكون الأول في نيسان والثاني في أيار من هذا العام».

وتنتمي الأعمال المقدمة في هذا المعرض لفترة زمنية تتراوح بين عامين 2003 و2011، وقد التقطت بكاميرات مختلفة، وتنوعت في ألوانها ومواضيعها لكن يجمعها شيء واحد هو انتماؤها للبيئة الفراتية، كما وضح لنا الفنان "السليمان":

بعدسة الفنان جمعة سليمان 2

«تناولت مواضيع عديدة في الصور المقدمة تراوحت بين لقطات لبعض معالم "دير الزور" وكذلك صور للطبيعة الفراتية وخصوصاً في الريف، وأيضاً صور لأشهر الآثار في هذه المحافظة، وقد تباينت دقة هذه الصور لأن بعضها ملتقط بعدسة موبايل متوسطة الدقة والأخرى بكاميرات ديجتال ذات دقة عالية، أما الفترة الزمنية التي التقطت فيها هذه الصور فهي خلال التسع سنوات الماضية أي في الفترة الواقعة بين 2003 وحتى الوقت الحالي».

ومن الحضور التقينا الفنان التشكيلي "عبد الجبار ناصيف" الذي أعرب عن إعجابه بما قدم في هذا المعرض إذ صرح قائلاً:

«لقد نجح الفنان الضوئي "جمعة سليمان" في التقاط صور فيها الكثير من الطاقة التعبيرية العالية، وهذا النجاح كان بسبب تضافر جوانب عديدة سواء على المستوى التقني أو على مستوى اختيار المشهد واللحظة المناسبة للتصوير، هذا عدا عن أصالة هذا الفنان الحقيقي وحبه لبيئته والذي تجلى في التقاطه لتفاصيل شديدة الالتصاق بالمكان».

وقد عانت "دير الزور" من فراغ في مجال فن التصوير الضوئي بعد رحيل الفنان الكبير "جلال حسن" لتأتي هكذا معارض كمساهمة في سد هذا الفراغ، وحول ذلك يقول "الناصيف":

«استطاع الفنان الضوئي الكبير جلال حسن أن يوثق بامتياز للبيئة الفراتية بكل غناها وخصوبتها، وعلى وجه الخصوص "لدير الزور" كمدينة، ليترك لنا كنزاً بصرياً قل مثيله، ويأتي معرض الفنان الضوئي "جمعة سليمان" مبشراً بتجربة فنية جديدة تشكل رافد لما بدأ به المبدع "جلال" بحيث يبقى، وكما عنَونَ الفنان "جمعة سليمان" "الفرات في الذاكرة" ».

كما التقينا من الحضور الأستاذ "خالد شخيلان" والذي استوقفته هذه الأعمال وما فيها من أصالة، إذ لخص لنا رأيه بالقول:

«قدم الفنان الضوئي "جمعة سليمان" بانورما من اللقطات الجميلة والتي يوحدها هوية الانتماء للبيئة الفراتية، واستطاع ببراعة نقل خصوصية المكان بكل بساطته وعفويته».

أما الناقد الفني "خليل عبد اللطيف" فقد أكد لنا على نقطة غاية بالأهمية في فن التصوير الضوئي استطاع الفنان "جمعة سليمان" عرضها ضمن أعماله هذه، إذ يقول مبيناً ذلك:

«لكل مدينة أحداثها الخاصة بها، ولكل مكان جماليته، وهناك أمور نادرة الحصول قد تمر على الناس دون أن يعطوها الاهتمام الكافي، وهنا نلاحظ البراعة بما قدمه الفنان "جمعة سليمان" من أعمال، وهي نجاحه في التوثيق لهكذا لحظات عابرة بكل ما تحمله من خصوصية وندرة بآن معاً».