حظي جسر"المعلق" الواقعة على نهر الفرات في مدينة "دير الزور" بأعمال صيانة بعد نحو /76/ عاما من تشيده، بعد اكتشاف بعض الأمور التي تودي في حال عدم معالجتها إلى انهيار الجسر، وللوقوف عن الأعمال التي تم تنفيذها للحفاظ على أهم معالم محافظة "دير الزور" ومنطقة الشرق الأوسط التقى eDair-alzor بتاريخ 11/3/2009 المهندس "عبد الكريم الخضر" مدير فرع المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية والذي تحدث بداية عن الأسباب التي أدت إلى وصول الجسر إلى هذه الحالة قائلا:

«قامت الجهات المعنية في محافظة "دير الزور" في العام /1970/ بإغلاق الجسر المعلق أمام دخول السيارات ليقتصر على المشاة فقط، وذلك عن طريق بناء أدراج عند مدخله الشمالي والجنوبي، ‏الأمر الذي أدى إلى حدوث بعض الخلل في مكونات الجسر، باعتبار أن تصميمه الهندسي يتوجب سير السيارات مع المشاة، وبناءً على ذلك وضعت الدولة خطة لدراسة صيانة وتأهيل جسر، حيث قامت المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية بتكليف استشاريين لتقديم دراسة لمعاينة جسر "ديرالزور" المعلق والكشف عن عيوب الجسر ومكوناته من أجل تأهيله وصيانته، وبدأت الوحدة الهندسية بالدراسة الفعلية في عام /2003/ م وقد خلصت الدراسة إلى الآتي :‏ تعرض خرسانة المرور لتآكل كبير في قسمها السفلي، مما أوصلها إلى حالة التفتت وعدم المقاومة وضعف المتانة للجزء العلوي، وظهور آثار للتآكل على كابلاتها وتشققات في جدران الجيزان (الأعمدة المعدنية الجانبية)، أما ركائز الجسر فقد لوحظ في جسم الركيزة شقوق طولية في منتصف القسم العلوي مع تسرب من فواصل التمدد على جسم الركيزة، وضعف طبقة الحماية (الدهان) بدأ يزداد بفعل الزمن، بالإضافة إلى وجود أوساخ وحطام في بعض المناطق يؤدي إلى تكاثف الرطوبة، كما أوضحت الدراسة بأن حمولة سيارة إسعاف مهمة لتقييم الجسر وذلك عند حدوث حالة طارئة تستدعي وصول سيارة إسعاف إلى داخل الجسر».

هو الشريان الحيوي للمدينة ونقطة الاتصال مع الجزيرة، و يعتبر مركز جذب سياحي هام للزائر والسائح، وكما تُعتبر زيارته بروتوكولاً معروفاً لدى أي ضيف يمر بمحافظة "دير الزور"، وليس هذا فقط بل يعتبر رمز المحافظة في كل شي، فتجده على الأوراق الرسمية للمحافظة، والجامعة، واللوحات الطرقية، وحتى على لصاقات تكاسي الأجرة، ويتحدث المسنون من أهالي المدينة عن طرائف كثيرة حصلت وسمعوها من آبائهم عن إنشاء الجسر المعلق حيث لم يستخدمه الأهالي في البداية تخوفا من سقوطه

وأضاف المهندس "الخضر" قائلا:

ركائز-الجسر

«وعلى هذه الأسس قمنا بالتعاقد مع إحدى الشركات الخاصة لتنفيذ كافة أعمال الصيانة وإعادة تأهيل الجسر، بإزالة العوائق والدرج والقوس التزييني والجزر المحيطة بالركائز وعند الضفاف، وتثبيت الكابيونات حول الركائز وصيانة السطوح البيتونية للصواري، مع صيانة ودهان السطوح المعدنية للعناصر الكاملة والكابلات وصيانة حجرات الاستناد واستبدال البلاطة الخرسانية للبيتون الملون التجميلي وتنفيذ طبقات عزل وتبطين وتدعيم وصيانة ودهان العناصر المعدنية وتنفيذ بلاليع مطرية إضافة إلى الأعمال الكهرباء، وبهذا نكون أنهينا كافة الأعمال الإنشائية للجسر، وفيما يتعلق بموضوع الإنارة، فقد تم الاتفاق على أن تتم دراسته ضمن مشروع تنشيط قطاع الأعمال وتأهيل الأسواق القديمة القائمة الذي يقام بالتعاون بين هيئة تخطيط الدولة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي الـ (UNDP)، وسيحسم هذا الأمر في الاجتماع المقرر عقد في وزارة الإدارة المحلية نهاية شهر آذار من العام /2009/، بحيث يمكن تنفيذه أما على موجب الدراسة الأساسية (إنارة عادية) والتي تصل تكلفتها إلى/6/ ملايين و/500/ ألف ليرة، أو تنفيذها على أساس الدراسة الفرنسية والتي تقدمت بها الشركة التي قامت بتنفيذ إنارة برج (ايفن) في "باريس" وتصل تكلفة تنفيذ هذه الإنارة حوالي /13/ مليون ليرة».

ولمعرفة أهمية هذه المعالم ونظرة أهالي "دير الزور" له التقى eDair-alzor السيد"أنس الحسيني" موظف في جامعة "الجزيرة" الخاصة ومن عشاق السباحة في نهر "الفرات" والذي قال: «يتحول الجسر "المعلق" في فصل الصيف إلى منصة إطلاق قذائف بشرية، فترى العشرات من السبّاحين الذي أغلبهم من أعمار صغيرة (مراهقين) يقومون بالقفز من على الجسر إلى النهر، وهذا الأمر لايقتصر من على بلاطة الجسر، بل يتعداها إلى أعلى الدعامات الوسطى حيث المياه العميقة، فيتجمهر المارة بانتظار مشاهدة هذه القفزات الجنونية، وللجسر أيضا مكانة كبيرة لدى كافة أبناء "دير الزور" فلابد للعاشق من تأمله والخاطبين من سهرته والمتزوجين من مروره، وقد كان هنالك معتقد وتقليد لايزال البعض يقوم به في ليلة الزفاف وهو المرور فوق الجسر المعلق وباقي جسور المحافظة».

من-أعمال-الصيانة

أما السيد "داود سليمان" تاجر ألبسة فقال: «هو الشريان الحيوي للمدينة ونقطة الاتصال مع الجزيرة، و يعتبر مركز جذب سياحي هام للزائر والسائح، وكما تُعتبر زيارته بروتوكولاً معروفاً لدى أي ضيف يمر بمحافظة "دير الزور"، وليس هذا فقط بل يعتبر رمز المحافظة في كل شي، فتجده على الأوراق الرسمية للمحافظة، والجامعة، واللوحات الطرقية، وحتى على لصاقات تكاسي الأجرة، ويتحدث المسنون من أهالي المدينة عن طرائف كثيرة حصلت وسمعوها من آبائهم عن إنشاء الجسر المعلق حيث لم يستخدمه الأهالي في البداية تخوفا من سقوطه».

‏الجسر المعلق في سطور

يعود تاريخ بناء هذا الجسر إلى /78/ عاما، وقد قامت شركة "فرنسية" ببنائه سنة /1925/ وأتمت بناءه في ست سنوات وتحديداً في عام /1931/ بطول /458/ مترا، وينقسم هذا الطول إلى خمس فتحات، ويستند الجسر على ست ركائز بيتونية أربع منها بارتفاع /19.5/ متراً وهي الركائز الوسطية واثنان على الأطراف بارتفاع /4.7/ متراً، ويبلغ عرض الجسر ثلاثة أمتار وستين سنتيمتراً، وعلى كل جانب من الجسر يوجد رصيف بعرض أربعين سنتيمتراً، وقد بلغت كلفة إنشاءه في حينها مليون و/300/ ألف ليرة

وصلت-الجسر