عند زيارتك لمعرض التصوير الضوئي المُقام ابتداء من 31/3/2010 في مدرسة "غرناطة" بحمص تشعر أنك أمام لقطات فنية لا رابط بينها سوى عدسة فضولية تلتقط اللحظة المارة من أمام أعين ترى أحياناً ما لا نراه نحن.

فالمعرض الذي تقيمه "جمعية الطفولة السعيدة" أبطاله سبعة شبان من ذوي الاحتياجات الخاصة متلازمي الداون سندروم أو "المنغوليين" بعد خضوعهم لدورة تدريبية في التصوير استمرت لأكثر من شهرين.

أحب أن أصور المشهد الطبيعي...الشمس...واللون الأخضر

موقع eHoms التقى بداية السيدة "سحر الأخرس" المدير التنفيذي لأنشطة الجمعية التي تحدثت عن فكرة هذا المعرض فقالت: «بدأت الفكرة عندما زارنا مشروع "مسار" كان معهم طفل يهوى التصوير ويقوم بتوثيق أنشطة المشروع، في البداية فتحنا الباب للجميع ثم رأينا من له القدرة على التصوير كان هدفنا منذ البداية أن نزرع في نفوسهم حب التصوير لربما امتهنها أحدهم في المستقبل»، وأضافت "الأخرس": «أردنا أن نعرف العالم أنهم قادرين على العمل وفي مجال التصوير الضوئي كونه يحمل نفساً فنياً أنهم قادرين على الإبداع به وقادرين على أن يروا بعدسة الفنان أو الصحفي، ولدمجهم في سوق العمل فنحن لدينا عدد من الطلاب يعملون بعد دراستهم، صبية في مجال بيع الألبسة وشاب في مجال الميكانيك».

من أعمال "زياد الأشقر"

كما تحدثت عن الأثر الذي تركه تَعلّمْ التصوير بداخلهم فقالت: «لا شك تأثير ايجابي عندما تلفت أعمالهم أنظار العالم، ووجودهم أمام لوحاتهم يعزز الثقة بالنفس، حتى القدرات العقلية تنمى من خلال التدريب بالإضافة إلى سرورهم عندما يرون الناس مبهورة بالعمل».

المصور "عمر داغستاني" قال أنه من خلال تعامله مع الجمعيات التي تهتم بذوي الاحتياجات الخاص رأى أن قسما كبيرا منهم ذوي القدرات الخاصة وليس احتياجات.

المصور "عمر داغستاني"

وأضاف أن المعرض اليوم هو تتويج للدورة التي بدأت مع نهاية العام الماضي وتلقى فيها الشبان مبادئ التصوير وكيفية التعامل مع الكاميرا وأشار "داغستاني" أن هناك لقطات مهمة واحترافية بتوقيت مناسب جدا «مثلا التقطوا صور لي وأنا أرفع يدي لأقل من ثانية هذه اللقطة عفوية، ولا يحين قراءتها إلا المصور المحترف...لديهم أكثر من لقطة عفوية تدل على توقيت مناسب جداً».

وعن أماكن التصوير قال أنها كانت من اقتراح الأطفال أنفسهم «وزعنا عليهم أسئلة ضمن مشروع "مصور المستقبل" عن الأماكن التي يودون التصوير فيها فاختاروا الطبيعة البيت والأماكن الأثرية بحمص وغيرها، كما ركزت خلال الدورة على أن التصوير وسيلة تربوية تعليمية يظهر ذلك من صورهم في الطبيعة والتي تسلط الضوء على البيئة وأهمية الحفاظ عليها».

صورة جماعية للشبان المشاركين

أما عن قدرة شبان "متلازمي الداون" في الدخول إلى سوق العمل قال: «صعب في الوقت الحالي لكن على الأقل يقومون بتصوير مناسبتاهم وأفرحهم وهذا وحده فخر لنا».

وختم "داغستاني" حديثه قائلا: «كان لدي حافز كبير منذ اليوم الأول...وقد تعلمت منهم كما تعلموا منه أمل وطاقة بلا يأس».

"هالة الحسامي" التي التقطت صورا في جامع "خالد بن الوليد" وكنيسة "أم الزنار" وصوراً في محل الألبسة الذي تعمل به قالت أنها وجدت متعة بتعلم التصوير «لأني كنت أمارسها بدون معرفة وأصوّر أهلي وأصدقائي اليوم، أما اليوم فأنا أعرف كيف أتلقط الصورة بعد أن علمنا الأستاذ عمر كيف نضع الكادر ونعير الكاميرا والإضاءة».

بدوره خرج "زياد الأشقر" ليصوّر الطبيعة التي يحبها كما يقول: «أحب أن أصور المشهد الطبيعي...الشمس...واللون الأخضر». ويضيف "زياد" أنه يتمنى أن يصبح مصوراً محترفاً لأنها مهنة رائعة جداً حسب تعبيره.

أما "طه الديري" فكان يصوّر حتى أثناء المعرض وقال أن المدرب "عمر" طلب منه توثيق الزوار والتدرب على تغطية حدث كافتتاح معرضه.

يذكر أن معرض "حمص بعدسات الطفولة السعيدة" مستمر حتى 3/4/2010في مدرسة غرناطة بحي "الغوطة" بحمص.