كل عام.. مع بداية شهري تشرين الثاني وكانون الأول، يبادر الفلاحون لحراثة أرضهم، والتي تعرف بالروزنامة الزراعية الشعبية "التشّرنة" أي بمعنى فلاحة الأرض في شهري تشرين الأول والثاني.

ويذكر السيد "عاطف صالح" وهو مزارع من أهالي قرية "حرفا"، في حديث لموقع eQunaytra: «تعد حراثة الشتاء من أهم الأعمال الزراعية التي ينجزها الفلاح، تحضيراً الأرض لاستقبال موسم الشتاء، والبعض يفضل تأخير التشّرنة، إلى شهر كانون الأول، من أجل القضاء نهائياً على الأعشاب البرية، التي تنمو مع تساقط الأمطار».

تعد حراثة الشتاء من أهم الأعمال الزراعية التي ينجزها الفلاح، تحضيراً الأرض لاستقبال موسم الشتاء، والبعض يفضل تأخير التشّرنة، إلى شهر كانون الأول، من أجل القضاء نهائياً على الأعشاب البرية، التي تنمو مع تساقط الأمطار

وعن الفوائد الزراعية التي تعود على الأرض، من جراء حراثة الشتاء يقول السيد "عاطف": «تهوية التربة، وتسهيل امتصاص التربة للأمطار، كما تسهم في تليين التربة وجعلها أكثر سهولة من أجل الحراثة في فصل الربيع، إضافة إلى أن التشّرنة للأرض تسهم في القضاء على الأعشاب البرية، وتخفف من نموها وتكاثرها بسرعة، حتى لا تتسبب في صعوبة فلاحة الأرض في الأشهر المقبلة، كذلك تفيد حراثة الشتاء في اقتلاع جذور وأوراق المواسم الزراعية التي كانت مزروعة في فصل الصيف».

نور الدين حمود

ويذكر السيد "نور الدين حمود" بعض الأمور التي على المزارع مراعاتها، بهدف الاستفادة من تشّرنة الأرض على أكمل وجه، قائلاً: «في البداية يجب أن تحرث الأرض وهي جافة، أو على أقل تقدير غير رطبة، حتى تسهل عملية الحراثة المتكررة للأرض. كما على الفلاح مراعاة ضرورة عدم الاقتراب من ساق الأشجار، أو الحراثة بأعماق كبيرة في الأرض حتى لا تتأذى الجذور أو تتقطع. ويفضل استخدام محراث خاص في هذه الحالة يعرف في العامية "بالخماش" وهو نفس المحراث الحديدي، الذي يستخدمه الجرار الزراعي، ولكن يختلف في أطوال السكك الحديدية التي تحرث الأرض، لأنها عادة تكون أقصر من تلك التي تستخدم في زراعة المحاصيل الزراعية، مثل الحبوب "قمح- عدس- شعير" وغيرها».

ويوضح السيد "نور الدين" مسألة عدم اقتصار أعمال "التشّرنة" على الكروم والبساتين فحسب، بل يتعدى الأمر ذلك، مثل لجوء المزارعين إلى حراثة الأراضي البور، التي كانت مزروعة بموسم القمح أو العدس، وتجهيزها لزراعتها في العام ما بعد القادم، وذلك لإعطاء الأرض وقت من الراحة، والسماح للأمطار بالتغلغل في التربة، حتى تعطي مواسم وفيرة في الأعوام القامة، وكثيراً ما يترك الفلاح بعض الأراضي البور المتشّرنة، للاستفادة منها في الأعوام القادمة، كونها تعطي غلالاً ومواسم وفيرة.