ثمة عادات قد تبدو غريبة بالنسبة لنا لكنها لاتزال تفرض نفسها علينا بشكل أو بأخر حتى أصبحت تشكل هاجساً مفروضاً علينا ولكن هناك من يحارب هذه العادات ويعدها خرافات والبعض الآخر يعدها حالة اجتماعية لم يتمكن العقل والمنطق من إيجاد تفسير علمي لها ومن هذه العادات التي ما زالت قائمة في مجتمعنا..

منها "الرقوة": وهي تقليد شعبي موروث عن الآباء والأجداد له أصوله فكثيراً منا نحن الشباب ما نكاد نشعر بألم حتى نلجأ إلى امرأة كبيرة كي تقوم بالرقوة لنا حيث تتلو بكلمات كهذه: (بسم الله الرحمن الرحيم رقيتك يا فلان ابن فلانة من عين أمك وعين أبوك رقيتك من حساد يحسدوك)، والرقوة شرط أساسي وهي ألا تنقل أي تعلمة إلا من رجل إلى امرأة وبالعكس، أما الحالات التي تستدعي الرقوة فهي عندما يشعر أحدالأشخاص بانزعاج أو ألم في رأسه حيث يرقى له على كوب ماء فيشرب منه المريض ثلاث مرات وإذا تثاءب الراقي فهذا دليل على أن المريض مصاب فعلاً بعين حسودة عندها يجب أن تسكب له رصاصة ولصب الرصاصة تقنية خاصة بها حيث يذوب الرصاص على النار، ثم يرم بالمعلقة ثلاث مرات في كوب ماء عندها يرسم الرصاص شكل الشخص الذي صاب بعينه ويذكر أن من يسكب الرصاص يجب أن يكون بكر أهله.

"طاسة الرعبة":

وهي تستعمل للاضطرابات النفسية الناجمة عن المفاجآت غير السارة وتعرض الإنسان لحالة هذيان وشرود العقل، أما طريقة استخدام الطاسة فهي أن تملا الطاسة بالماء حتى نصفها، ثم توضع في الخارج لتستقبل الندى من المساء حتى فجر اليوم التالي وفي الصباح يشرب المريض بعض مائها ويرش البعض الأخر على جسده وطاسة الرعبة عبارة عن إناء نحاسي مقعر في حجم كف اليد يحتوي في قاعدته على (17) دائرة مفرغة وقد رسم سطحها الخارجي نقوش تشبه الزهور وأخيرا! نقول أن هذا العالم المطلسم بكل ما فيه من رقي وتعاويذ أنتج للناس وسائل للحماية والأمان تنسجم مع معتقدات خرافية سحرية وسواء أدت هذه الوسائل أغراضها النفسية أم لا فهي لاتزال عادات موجودة منذ القدم حتى يومنا الحاضر وما علينا إلا تشذيبها لتبتعد عن حدود الضرر ونستخدم عقلنا لمعرفة الخطأ من الصواب.