تعد حلاوة الجبن من أهم وأشهر أصناف الحلويات المنتشرة في حماة والتي تلقى رواجاً واسعاً ليس في المحافظة فحسب بل في أنحاء سورية كافة نظراً لإتقان صناعتها والتي توارثها العاملون فيها عن آبائهم وأجدادهم..

جاعلين من حلاوة الجبن رمزاً من رموز المدينة ودليلاً على عراقتها في مجال تصنيع هذه الحلويات نتيجة لما تمتاز به من نكهة شهية وفائدة غذائية كبيرة وسعر رخيص قياساً مع أنواع الحلويات الأخرى الأمر الذي وضع حلاوة الجبن على رأس قائمة الحلويات في حماة الأكثر انتشاراً واستهلاكاً.

فما إن يصل أحد إلى حماة حتى تراه مقبلاًً على شراءها وكذلك حمل مايمكنه حمله منها كهدية لأهله وأصحابه بعد عودته إلى بلده وهذا الأمر يعود بنا إلى ماقاله الأديب والطبيب والشاعر الحموي المعروف وجيه البارودي /إن من يمر في حماة دون يتذوق حلاوة الجبن فيها فكأنه لم يمر أصلا بهذه المدينة حسب ما ذكر ذلك السيد وليد الياسين أحد أشهر مصنعي حلاوة الجبن وصاحب محل حلويات ومرطبات أفاميا.

ويضيف الياسين الذي يعمل بتصنيع حلاوة الجبن منذ أكثر من 40 عاماًإن الراحل البارودي كان يزور محله بشكل شبه يومي ويتناول حلاوة الجبن التي كان يفضلها عن العديد من أنواع الحلويات الأخرى.

وتعود صناعة حلاوة الجبن في حماة إلى نحو100 عام حيث يقال إن هذه الصناعة تم استقدامها من مدينة طرابلس اللبنانية بعد أن قام أول من صنعها في حماة بالتعرف على طريقة تصنيعها من الصناع اللبنانيين وفي مدينة طرابلس اللبنانية حصراً ولكن كانت طريقة تصنيعها تختلف عن الطريقة المعروفة حالياً إذ في البداية كان يعتمد في تصنيعها على أسلوب تحميص السميد بالسمن العربي الحر قبل أن يتم غمس الجبن الحلو في السميد وبعدها تزين بالقشطة التي كانت توضع على سطحها.

وأوضح الياسين أنه فيما بعد جرى تطوير طريقة تصنيعها بالاعتماد على عملية طبخ السميد بالجبن والسكر ومن ثم مد هذا المزيج كي يأخذ شكله النهائي تمهيدا في وضع الحشوة بداخله مشيرا إلى أن صناعة حلاوة الجبن شهدت تطوراً كبيراً نظراً لتوفر الموادالأولية التي تتطلبها في المحافظة لاسيما مواد الحليب والقشطة والجبن التي تشتهر حماة أصلاً بإنتاجها وهناك العديد من أصناف الحلاوة وأهمها حلاوة الجبن المحشية بالقشطة العربية والمحشية بالكريما والزبدة وصنف الأصابع المحشية والمزينة بالفستق الحلبي وجوز الهند إضافة إلى صنف حلاوة الجبن السادة والمعجوقة والتي يشكل الجبن البقري الحلوم الطازج مادتها الأساسية حيث ينبغي أن يكون ملائماً لصناعة الحلاوة أي بعبارة أخرى يجب أن يكون مرناً وعلى درجة محددة من التمدد إضافة إلى مادة السميد التي يجب أن تكون ذراها بحجم وسط.