اعتلى المسرح واعتبر أن لخشبته روحاً كروح الفرس، ترفض من لا يستحقها وتجود مع المستحقين، إنه الفنان "خلدون قاروط".

المخرج المسرحي "يوسف شموط" يقول: «"خلدون قاروط" استحق الوقوف على خشبة المسرح بجدارة، فالصادق فقط يستطيع الصمود على الخشبة، أما غير ذلك فسوف يسقط مهما طال وقوفه».

المسرح يعريك تماماً إن لم تكن صادقاً معه، وإن لم تكن غايتك نظيفة فسوف تكشف أمام جميع الناس

مدونة وطن "eSyria" التقت الفنان "خلدون قاروط" بتاريخ "25/8/2008" فقال: «المسرح يعريك تماماً إن لم تكن صادقاً معه، وإن لم تكن غايتك نظيفة فسوف تكشف أمام جميع الناس».

يضيف خلدون: «بدأت حياتي المسرحية في جامعة "حلب" عندما كنت طالباً في السنة الأولى، فعملت كممثل في فرق الجامعة وفي فترة يمكن تسميتها بالقصيرة، بدأ المخرجون ينظرون إلي كموهبة حقيقية فشاركت بمسرحية "غودو هنا" وحصلت على جائزة أفضل ممثل عن دوري فيها بمهرجان "السويداء" المسرحي عام 2002، من ثم حصلت على جائزة أفضل ممثل في مهرجان الطلبة لعام 2004، وجائزة أخرى في مهرجان "مصياف" المسرحي عام 2005، وفي هذه الفترة أصبحت الجوائز تحصيل حاصل بالنسبة لي، لأنها لم تكن الهدف من عملي في المسرح، رغم ذلك حصلت على عدة جوائز، كان آخرها جائزة أفضل ممثل دور ثان، في مهرجان "الهواة المسرحي الأول"، ولأني أعشق المسرح والأدب والموسيقا، قمت أنا ومجموعة من زملائي بتأسيس "أسرة وطن" والتي كانت تضم عدداً من الموسيقيين والشعراء والمسرحيين، كما شاركت في تأسيس فرقة "العاصي المسرحية" التابعة لمديرية الثقافة في "حماة" وقدمت معها عدة أعمال مسرحية كممثل وفني».

  • ما اللحظات الكفيلة بتفجير الفنان داخل "خلدون قاروط"؟
  • ** وحدها اللحظات الصادقة الشفافة كفيلة بتفجير الفنان داخلي، لذلك علي أن أكون صادقاً جميلاً بالمطلق حتى أصل إلى الكمال على الخشبة، وإلا فسوف أفقد عنصر الإنسانية في داخلي، وبالتالي في الفن الذي أحاول خلقه.

  • متى يستطيع الفنان المسرحي القول إنه وصل إلى مرحلة الاحتراف؟
  • ** بقدر ما تكون عاشقاً حقيقيا لفنك بقدر ما تكون محترفاً، فالاحتراف لا يعني الحصول على شهادات أكاديمية، لاشك أن للدراسة الأكاديمية دوراً كبيراً لكن العمل والبحث المستمر والحب هو الذي يصل بك إلى مرحلة الاحتراف، وهذه المرحلة لا تلغي كونك هاوٍ في مهنتك، فالهواية هي حب العمل أيضاً ولا يمكن أن تصبح محترفاً إذا لم تكن هاوياً بالأساس، لذلك أنا هاوٍ أعشق المسرح وأعشق الفن، ومن يريد أن يطلق عليّ لقب المحترف فليفعل، ومن يريد أن يطلق عليّ لقب الهاوي فليفعل، لأن كلا اللقبين يحمل قيمة عظيمة».

  • هل سيأتي يوم تتوقف فيه عن العمل في المسرح؟
  • ** عندما أشعر بأنني أمارس لحظات غير صادقة سوف أتوقف عن العمل المسرحي، لأني حينها لن استمتع في الوقت الذي أعمل فيه بكل صدق وشفافية حتى أصل إلى المتعة، والتي بالضرورة سوف تؤثر على عطائي الذي ينبغي أن يكون صادقاً، حتى يستطيع إيصال ما يجب إيصاله للجمهور، من قيم جمالية معينة، وقد أتوقف عن العمل المسرحي في حال أثر عملي على من أحب كزوجتي وأطفالي، لأن العمل في المسرح لا يحقق مكاسب مادية كفيلة بتأمين حياة كريمة للممثل، مع ذلك أنا جاهز للرهان دائماً حتى آخر رمق.

    بقي أن نذكر أن "خلدون قاروط" من مواليد مدينة "حماة"، وهو يكتب القصة القصيرة والشعر، إضافةً إلى عمله في المسرح وله عدة أمسيات، كما أنه له أعمال في دوبلاج برامج الأطفال.