عندما نتحدث عن أحمد مريود يقفز إلى الذاكرة قائد ثورة الجولان وجبل الشيخ، حيث ولد الشهيد أحمد بن حيدر مريود في قرية جباتا الخشب عام 1886، وينتمي الى قبيلة المهادوة التي كانت تقبض على إمارة وزعامة البلقاء في الأردن...

وتعود جذورها التاريخية الى قبيلة السلالمة العربية الأصيلة، تلقى دروسه الابتدائية في الرشدية في القنيطرة وأتم تعليمه الإعدادي والثانوي في مدينة دمشق في مكتب عنبر، لعب دورا مهما في النشاط السياسي ضد الاحتلال التركي عبر الجمعية العربية الفتاة وجمعية العهد، ومن المعروف عن الشهيد احمد مريود حبه للعمل الصحفي حيث أسس جريدة– الجولان– الأسبوعية.

بعد دخول الجيش العربي بقيادة الملك فيصل الى دمشق رفع احمد مريود العلم العربي في سماء دمشق.

النصب التذكاري للشهيد احمد مريود

قاد ثورة شملت سورية والاردن وجبل عامل في لبنان امتدت من العام 1919 وحتى العام 1920 خاض الثوار معارك كثيرة منها: معركة المطلة– مرجعيون– النبطية– الحماري– القليعة– ابل السقي– الخصاص الأولى والثانية.

شارك الى جانب الثوار في معركة ميسلون، كما شارك في الهجوم على موكب الجنرال غورو بالقرب من القنيطرة حيث أصيب غورو بالهجوم، حيث حكم عليه الفرنسيون بالإعدام، الأمر الذي اضطر البطل مريود الى اللجوء الى الأردن مع بعض الثوار وكانت نقطة الانطلاق بلدة كفر سوم، حيث عملت السلطات البريطانية على ملاحقته فلجأ الى الحجاز ومن الحجاز غادرها الى العراق ومن بلدة خانقين بدأ المناضل مريود نشاطه السياسي والإعلامي، وعندما اندلعت الثورة السورية الكبرى عاد الى الأردن وكانت الرويشد المحطة الأولى حيث التقاه الشيخ حديثه الخريشه وزوده بالرجال والفرسان ومن بينهم شقيق الخريشة الذين اشتركوا في معركة جباتا الخشب لاحقا، اتسمت تحركات مريود هذه الفترة بالسرية فتوجه من الحدود الأردنية الى جبل العرب– من واحة الأزرق في الأردن الى القريا في سورية– حيث يقيم المجاهد سلطان باشا الأطرش وأركان ثورته واتفق مع سلطان الأطرش وعادل ارسلان والدكتور عبد الرحمن الشهبندر على تفعيل الثورة وتجديد شبابها في إقليم الجولان، انتقل بعدها الى دمشق واجتمع مع زعماء حي باب سريجة والغوطة، تمكن خلال رحلته تلك من جمع ما يزيد على 1200 مجاهد انتقلوا معه الى جباتا الخشب على دفعات ليصل عدد المجاهدين الى 4780 مجاهدا قبل معركة جباتا الخشب، في هذه الأثناء خشيت فرنسا من ازدياد قوة مريود فدعاه المستشار الفرنسي في القنيطرة الى لقاء خاص غير أن احمد مريود لم ينخدع بدعوة المستشار فرد دعوته قائلا: إن احمد مريود ليس من صنف الرجال الذين يقومون بعقد لقاءات سرية وخاصة، فلا تفاوض ولا لقاء إلا بعد أن تعلن فرنسا قرارها بمنح الاستقلال والجلاء عن ارض الوطن.

الشهيد مريود قائد ثورة الجولان

وعلى اثر ذلك شنت القوات الفرنسية هجوما كبيرا على قرية جباتا الخشب تساندها الطائرات واستمرت المعركة من ساعات الصباح حتى بعد العصر استشهد فيها احمد مريود وشقيقه ونقل الفرنسيون جثمانه الى دمشق وعرضوه في ساحة المرجة للتشفي ولكن اهالي دمشق اغرقوا الجثمان بالورود ثم أخذوه بالقوة ودفنوه في حي– عاتكة– وعندما سمع الشاعر الكبير أبو سلمى خبر استشهاده قال:

سليمى تعالي اندبي أحمدا.............. فها قد طوته أيادي الردى.

كان من الرجال الاحرار الذين سيقوا الى لبنان للحكم عليهم بالإعدام من قبل جمال السفاح في عاليه.

استشهد احمد مريود عن عمر يناهز الاربعين عاما وتقديرا لأعماله البطولية سمي احد شوارع دمشق باسمه إضافة الى إطلاق اسمه على ثانوية جباتا الخشب، وفي هذا العام تم إزاحة الستار عن النصب التذكاري الذي يحمل اسمه ويتوسط الشارع الرئيسي في بلدة جباتا الخشب، لقد كان لهذه الشخصية الوطنية الجهادية الدور الكبير في العمل السياسي والنضالي الذي حفلت به سورية.