صاحب مسيرة إعلامية استمرت قرابة أربعة عقود من الزمن، ترك خلالها بصمات مضيئة في كافة الأماكن التي عمل بها، ورسخ الكثير من القيم والمبادئ الأخلاقية والمهنية التي تعلمها من والده ناشر صحيفة "الأسبوع الرياضي"، كما عمل الصحفي الرياضي الراحل حسان البني مديراً للمكتب الصحفي المركزي في الاتحاد الرياضي العام واللجنة الأولمبية السورية لأكثر من 30 عاماً، تميز بالعمل الدؤوب والنقد البناء وبتعاونه ومحبته لجميع الزملاء.
مدرسة صحفية
لم يكن الصحفي العابر على المهنة، بل كان أحد أعلامها الذي يصعب تكراره بسهولة، حيث كان مدرسة متفردة في طروحاته وكتاباته بحسب الصحفي الرياضي صفوان الهندي مدير المكتب الإعلامي في الاتحاد الرياضي والذي اضاف في حديثه لمدونة وطن: كان البني في مقدمة المتميزين منذ بدايته في العمل الصحفي مع والده المرحوم كامل البني في الصحيفة الأم "الأسبوع الرياضي" التي تخرّج منها وترأس تحريرها حتى توقفها في العام 2013.
ويتابع الهندي حديثه: تسبب رحيل الزميل حسان حالة من الحزن في الوسط الإعلامي السوري والعربي، إذ يدين الكثيرون بالفضل للراحل حيث تعلموا على يديه، وتلقوا دروساً في الأداء الإعلامي المتزن، وكان صاحب مدرسة خاصة يلتزم فيها بمعايير المهنة والتفاني في العمل وتقديم المعلومة الصحيحة المتكاملة، مهما قست أو ضغطت ظروف العمل أو العيش أو الحياة كان يطالع الجميع بروحه المرحة التي تعكس ارتياحاً على كل من يقابله لم نسمع أنه دخل في مشادة أو خلاف مع أحد بل كان ودوداً مع الجميع وكان ينشر السعادة من حوله، بقصص باسمة، وبدعاباته المرحة، وابتسامته التي لا تكاد تفارق محياه, لم يكن يعرف الكراهية ولا الحقد ولا الضغينة، بل كان يملك فائضاً من المحبة والمودة تجاه الجميع ولا يعرف التعب في مهنة المتاعب.
ويتابع الهندي: لم يرحل "أبو نسرين" صاحب القلب الطيب، والمفردة الجميلة الممزوجة بعفوية وتواضع مع الجميع من دون استثناء، لأنه ترك أثراً لا يمحى في ذاكرتنا حيث سيبقى له فيها دائماً ركن من حب واحترام وتقدير, فوداعاً رفيق الدرب الغالي الذي رافقته سنوات طويلة، تعلمت منه الكثير، وكان نعم الصديق والعم والأستاذ
تاريخ مهني
بدوره يتذكر الصحفي الرياضي بسام جميدة رئيس تحرير صحيفة الرياضة والحياة الأوقات التي قضاها مع الراحل في العمل الصحفي قائلاً: تخنقك الكلمات في أحيان كثيرة وأنت تتحدث عن صديق عزيز عليك ورجل نبيل تعايشت معه لسنوات طوال كانت مليئة بالمحبة والعمل الطيب، والضحكة الحلوة وكل هذا كان عبر مكتبه القابع في ردهات الاتحاد الرياضي العام، حيث شغل مهمة مدير المكتب الصحفي لسنوات طوال، وكانت غرفته عامرة بالأحبة ما يشكل حلقة وصل مهمة بين الزملاء والقيادة الرياضية والتي غالباً ما تشوبها الحدة بسبب طبيعة العمل الإعلامي، وكان هو يحاول في كل مرة ردم الهوة وبناء جسور التواصل، وكانت البسمة والمحيا الجميل، ورقته الرابحة في الولوج لقلوب الزملاء.
لم يكن دخيلاً على الصحافة فهو سليل رجل كان واحداً من مؤسسي الصحافة الرياضية في البلاد وله إسهامات لايمكن لرجل بصير أن ينكرها، وكان المرحوم حسان البني الذي تسلم الراية من والده، وبدماثته ومحبته يفتح أبواب الصحيفة لكل عاشق يريد أن يمارس حبه في بلاط صاحبة الجلالة، ويفتح لهم دروب العمل لكي يواصلوا التحليق في غير ذي مكان، حيث يحلو لهم الاستقرار بعد أن تشتد أجنحتهم ليحلقوا بعيداً.
قد لاتكفي هذه المساحة لكي أتحدث عن المرحوم حسان الذي عرفته عن قرب بحكم الجوار في الصحيفة وبحكم العمل الإعلامي وبوشائج الصداقة التي لم تتمزق يوماً بسبب خلاف ما.
مسيرة إعلامية
كان يملك فائضاً من المحبة والمودة تجاه الجميع, جريء, نشيط, مبادر, متعاون, لا يعرف التعب في مهنة المتاعب كما يصفه خالد الشويكي عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الصحفيين ـ أمين الشؤون الاجتماعية الذي أشار في حديثه إلى أن رحيل الزميل حسان لن يمحو ذكراه الجميلة ومواقفه الراسخة ومسيرته المهنية الطويلة محلياً وعربياً في الصحافة الرياضية تميزت بالتواضع واحترام الجميع والعمل الجاد.
ويضيف الشويكي: مبتسماً دائماً مرحاً دائما هكذا كان الزميل حسان البني لم يكن زميلاً للصحفيين فقط بل كان أخاً لهم بادلهم الصداقة والمحبة فكان معهم وبينهم رغم فارق السن بروح الشباب وحافظ عليها روحاً وقلباً رغم ظرفه الصحي.
ويضيف الشويكي: للراحل مسيرة إعلامية ومهنية حافلة فكان مدير المكتب الصحفي المركزي للاتحاد الرياضي العام واللجنة الأولمبية السورية لأكثر من 30 عاماً وساهم في ولادة لجنة الصحفيين الرياضيين في سورية عام 1982وترؤسها وعضو المؤتمر العام لاتحاد الصحفيين السوريين للمؤتمر الأول والثاني والثالث وعضو المكتب التنفيذي للاتحاد العربي للصحافة الرياضية (لدورتين ممثلاً عن سورية– انتخاباً) كما كرّمه الاتحاد العربي للصحافة الرياضية واتحاد الصحفيين ولجنة الصحفيين الرياضيين في عدة مناسبات نظير تفانيه وخدماته الجلية للرياضة وللإعلام الرياضي المحلي والعربي.
توفي الراحل حسان البني في دمشق "تشرين الأول" عام 2023 وهو من مواليد دمشق عام 1950 متزوج وله أربع بنات