العادات والتقاليد في رمضان تتغير وتتبدل وفق معايير المكان والزمان والطقوس، الكل يعيشها لكن لكل منا ذكرياته الخاصة التي قد تلتقي مع ذكريات شريحة اجتماعية معينة، لنكتشف في النهاية لوحة فنية غنية بالذكريات.

موقع "طرطوس" حاول ومن خلال هذه اللقاءات رصد بعض الآراء حول العادات والتقاليد والأجواء الرمضانية التي تسود في هذا الشهر الكريم .

على المستوى الشخصي أعرف كثيراً من الناس الذين يلتزمون فقط في هذا الشهر ومع ذلك لا يحرمون أنفسهم من متعة متابعة البرامج التلفزيونية والمحطات الفضائية المختلفة

والبداية مع الجد "محمود شدود" من أهالي مدينة "بانياس" الذي حدثنا عن ذكرياته الجميلة وحلاوة الأيام التي عاشها في شهر رمضان قبل خمسين عاماً بين العبادة و العمل حيث قال:«لم يكن أجدادنا يعرفون الكسل ولا الخمول في شهر رمضان حيث كانوا يبحثون عن رزقهم رغم أن حياتهم كانت قاسية فيها الكثير من الصعوبات في مجالات العمل وغيرها ،إضافة إلى عادات جميلة خاصة بهذا الشهر مثل تبادل أطباق الطعام بين الجيران حيث تحتوي مائدة كل فرد في الحارة الواحدة أنواع الأطعمة نفسها المتواجدة في كل منزل».

صلوات في المساجد

ويؤكد السيد"محمد علي" موظف متقاعد أن ظهور المسلسلات الرمضانية أعطى لهذا الشهر نكهة خاصة حيث تجتمع العائلة بعد الإفطار لمتابعة ما ترغب من برامج ومسلسلات هادفة في معظمها فمنها ما يعيد إلى الأذهان ماضي الأجداد العريق ومنها ما يرصد الكثير من الحالات الواقعية التي نعيشها اليوم ،كما يبدي عدد كبير من الناس التزاماً دينياً في رمضان دون غيره كونه شهر العبادة والطاعة فالصيام يبعد الإنسان عن الأخطاء ويصوب سلوكه وهذا بدوره يعد تغييراً في حياة الناس نحو الأفضل».

ويتابع القول:«على المستوى الشخصي أعرف كثيراً من الناس الذين يلتزمون فقط في هذا الشهر ومع ذلك لا يحرمون أنفسهم من متعة متابعة البرامج التلفزيونية والمحطات الفضائية المختلفة».

أسواق رمضان

وعن عاداته يقول :«أعتبر نفسي في هذا الشهر ملتزماً أكثر من أي وقت آخر وذلك للصبغة الدينية التي يتسم بها فهو شهر المغفرة وفيه يلتفت الإنسان إلى ما قدمت يداه من عمل يحسب في ميزان حسناته أو سيئاته ولهذا فأنا أشعر بالراحة النفسية حين يقبل رمضان وأعتقد أن يوم رمضان يختلف عن أي يوم آخر من أي شهر فاليوم نفسه يفرض العبادة فمنذ بزوغ شمس أول يوم في الشهر الكريم حتى وقت السحور أشغل جدولي لي بالعبادات التي يقتضيها الصيام ومنها قراءة القرآن الكريم والصلاة الجماعية في المساجد».

وتوضح السيدة "ليلى شدود" ربة منزل أن طبيعة الحياة اليوم تختلف عنها في الماضي الأمر الذي أدى إلى الاختلاف في بعض التقاليد ومنها مثلاً مسألة الإسراف في الطعام فالناس اعتادوا على موائد طعام لانهاية لها حيث تتعدد الأصناف و إلى جانب الأكلات الشعبية دخلت أصناف جديدة إلى الوجبات الرمضانية وقد تدفع هذه العادة رب الأسرة إلى شراء الكثير من المواد الغذائية التي تزيد عن حاجتها في كثير من الأحيان».

موائد رمضانية

وتقول السيدة "فاديا شدود" :«أن الصيام يتناسب مع روح رمضان الذي فرضه الله علينا لنشعر بالجوع ونتعاطف مع آلام الفقراء ومعاناتهم وهذا يفرض علينا أن نقدم خلاله ما نستطيع لمن يحتاج للمساعدة مهما كان نوعها».

وتضيف:«لرمضان بهجة وطعم خاص به وفيه يجتمع الأقارب ويزورون بعضهم البعض وتمتد الولائم الرمضانية بين الأهل ليجتمعوا حولها فتعطي صورة جميلة لتلاحم المجتمعات وتقاربها وترابط أفرادها».

وترى الشابة"سلام محمد" أن لكل فئة من فئات المجتمع عاداتها في هذا الشهر فكبار السن يبدون التزاماً بالمساجد والصلوات أكبر من الشباب الذين يوزعون أوقاتهم بين العمل أو الدراسة و العبادة والصلاة في حين تنشغل النساء والفتيات بإعداد ما لذ وطاب من أنواع الطعام المختلفة بينما يتساءل الأطفال عند مغيب كل يوم عن موعد قدوم العيد .