تتعدد أصناف الحمضيات، وأهمها "عائلة اليوسفي" كأكثر مكونات الضيافة طلباً، وأكثرها انتشاراً لسهولة التعامل معها وتقشيرها.

تأخذ هذه الأنواع شكلاً متقارباً بالعموم، وتختلف في درجات ألوانها وطعمها وأحجامها عدا فترات نضجها. كما أن أنواعاً جديدة تضاف إلى العائلة باستمرار عبر عمليات التهجين.

تستوعب الأسواق الداخلية كميات كبيرة من ثمار البرتقال المذكورة، وبالنسبة "لسوق فواكه طرطوس" فإن زبائنه من كافة المحافظات السورية ومن "العراق والأردن"، و"دول الخليج العربي" التي كانت تستورد كميات كبيرة في العام الماضي"

يقول المهندس "ابراهيم شيحا" مدير مركز "البحوث العلمية الزراعية" في "طرطوس": «"اليوسفي" من أصناف الحمضيات المفضلة على مائدة الضيافة، وتوصي البحوث الزراعية بضرورة زراعة كميات منه بما يناسب الاستهلاك المحلي لأنه سريع التلف نتيجة سهولة تقشيره وليونة قشرته ما يسبب تلفه أثناء النقل، وله أصناف كثيرة تتفرع عنه، يعرف معظمها في السوق المحلية».

عدة انواع من صنف "اليوسفي" وهي "مقشرة"

في إحدى مزارع الحمضيات في "طرطوس" تحدث المزارع "ظافر ناصر لموقع "eSyria" بتاريخ 23/1/2012 "حيث قال: «لا نعتمد في مزارعنا في التخصص في زراعة أنواع الحمضيات لذا فإنك تشاهد من كل نوع شجرتين وأكثر حسب المساحة المزرعة، فأنا مثلا لدي 100 شجرة حمضيات بين برتقال وليمون حامض، والبرتقال يتوزع إلى أنواع كثيرة جدا معظمها من الأنواع سهلة التقشير "مندلين، يوسفي، ساستوما، جزائري، كرمنتينا، عسلي، رأس الملك، أبوعنق،.." نفضل زراعتها لمزاياها البيعية والإنتاجية الجيدة».

ثم أضاف: «من حيث فترة إنتاج هذه الأنواع نلاحظ وجود عملية متكاملة، ففي بداية فصل الخريف نجد أحد الأنواع "ساستوما" ينضج باكرا ويتم تسويق كامل إنتاجه خلال فترة قصيرة لأنه لا يحتاج إلى الإحمرار وإنما يكتفى ببقعة صفراء صغيرة على قاعدة الثمرة عدا الاكتفاء بنسبة حلاوة متوسطة للثمرة، يلي هذا النوع مباشرة خلال شهر "تشرين الأول" برتقال من نوع "كرمنتينا" وهو ينضج باكرا في فصل الخريف لكنه يحتاج إلى وقت أطول لتصبح حلاوته مركزة، عدا كونه قابلاً للاستمرار حتى فصل كانون الثاني حيث تبلغ حلاوته درجة كبيرة، ويتصف "الكرمنتينا" بقشرته الرقيقة مقارنة بالنوع السابق، أما ثمار البرتقال التي تنضج خلال فصل الشتاء فهي "المندلين" وهي ذات حلاوة جيدة حين تنضج وذلك خلال شهري "كانون الأول والثاني"، ويتصف هذا النوع بأنه حين ينضج يجب قطافه فورا لأنه يسقط عن الشجرة ويفسد، والأنواع الثلاثة سابقة الذكر هي الأكثر انتشاراً وأقدم الأنواع المنتشرة في منطقة الساحل على الإطلاق، إضافة لبعض الأنواع القديمة الأخرى الأقل انتشارا مثل "جزائري، رأس الملك، أبوعنق، العسلي.."».

أحد هجائن "اليوسفي"، يسمى بين المزارعين "جزائري"

ويتابع: «بدءا من شهر شباط حتى أشهر الربيع نلاحظ وجود أنواع تنضج منتصف الشتاء لكن طعمها يبقى قليل الحلاوة لبداية شهر آذار حيث تبدأ نهاية موسم البرتقال ومن هذه الأنواع "الوكن"، ذي اللون الاحمر القانئ وله رائحة زكية حين ينضج، ويصلح كبرتقال للمائدة والعصير لأنه يختلف عن الأنواع الأخرى بكمية العصير الكبيرة داخل الثمرة، بالتالي يبقى إنتاج البرتقال في حالة استمرارية لعدة أشهر مع التغيير في الطعم واللون بين نوع وآخر. وبين الأنواع السابقة نشاهد أنواع احديثة من البرتقال نسميها افتراضا "البرتقال الهجين" والذي يكون مهجنا من أكثر من نوع، والمهم في الأمر أن هذه الأنواع تدخل من بداية إنتاج البرتقال وتبقى على كثرة أنواعها إلى آخر فصل الربيع، حتى إن بعضها بدأ يأخذ مكان الأنواع القديمة "يوسف أفندي، مندلين، جزائري، .."».

في مركز "البحوث العلمية الزراعية" بطرطوس التقينا المهندس "ابراهيم شيحا" رئيس المركز، والذي تحدث عن صنف برتقال اليوسفي بالقول: «تختلف أسماء معظم الأصناف التي تضمها الحمضيات عن الأسماء التجارية المعروفة في السوق التجاري والمتعارف عليها بين الناس، وتقسم "الحمضيات" إلى أربعة هي "المجموعة الحامضية- مجموعة أصناف البرتقال- مجموعة الكريفون" ورابعا مجموعة "أصناف اليوسفي" موضع حديثنا».

المزارعون وهم يجمعون قطاف ثمار البرتقال

ويشرح قائلا: «أوراق هذه الأصناف صغيرة ومدببة، وثمارها متوسطة الحجم، وأهم أصناف هذه المجموعة "يوسفي البحر المتوسط– يوسفي البلدي" وهو نفسه الذي يطلق عليه اسم "يوسف أفندي" بين المزارعين، وصنف "يوسفي الكلمنتين" وهو نفسه "الكرمنتين" بلهجة أهل الزراعة، "يوسفي الساتزوما" وهو نفسه "الساستوما"، إضافة إلى "المندلين والويكينغ" وغيرها الكثير من أصناف تنتج عن التهجين».

أما عن المزايا البيعية لهذا النوع من ثمار البرتقال فيقول السيد "فارس حسن" تاجر في "سوق خضار طرطوس" الرئيسي: «لثمار البرتقال سهل التقشير عدد من المزايا بعضها سلبي مثل عدم قدرة الثمرة على تحمل النقل والتحريك العشوائي، وسرعة التلف، وبعضها الآخر إيجابي فيما يخص صغر حجم الثمرة مقارنة بالبرتقال الكبير الحجم مثل "أبوصرة" ما يجعل الناس يقبلون على شرائها، بكثرة، كذلك سهولة التقشير ميزة مرغوب بها للناس، وأعتقد أن ذلك يخص الأطفال الصغار وسهولة التعامل مع الثمرة».

أما عن التسويق ومجالات التسويق فيقول: «تستوعب الأسواق الداخلية كميات كبيرة من ثمار البرتقال المذكورة، وبالنسبة "لسوق فواكه طرطوس" فإن زبائنه من كافة المحافظات السورية ومن "العراق والأردن"، و"دول الخليج العربي" التي كانت تستورد كميات كبيرة في العام الماضي"».