عندما سألته كيف استطعت التوفيق بين الصيدلة والمعهد العالي للموسيقا قال لي: "صدقني كانت هناك طاقة لدراسة فرع ثالث معهما لكن ماذا أفعل وأنا لا أرى بنفسي سوى عازف كمان".

فقلت بداخلي أن هذا الرجل جمع بين هوايته ودراسته ولم يعد لديه وقت لأي نشاط اجتماعي آخر. لكنني اكتشفت في حواري معه أن صوتي الداخلي أخطأ هذه المرة فشعلان لديه العديد من الهوايات بعيدًا عن الموسيقا والصيدلة، تعالوا لنتعرف على هذا الفنان المميز. شعلان الحموي عرفته متفوقًا في المرحلة الإعدادية حين كنا سوية في صف واحد والآن أراه عازف الكمان في الفرقة السيموفينة الوطنية بعد تخرجه عام /2007/م من المعهد العالي للموسيقا بدمشق كثاني عازف كمان حمصي يتخرج من المعهد العالي وكان قبلها قد تخرج عام /2006/م من كلية الصيدلة بدمشق جامعًا هاتين الشهادتين في سيرته الذاتية قبل أن يكمل الخامسة والعشرين من عمره.

يتحدث شعلان عن بداياته مع الموسيقا فيقول: " بدأت مع العود وكان عمري (7) سنوات علمني والدي العزف مع أنه كان هاو وتابعت بالتعلم على هذه الآلة حتى عمر (16) عامًا عندما شاهدت أمسية بالمركز الثقافي وكان فيها عازف كمان فذهلت بهذه الآلة وشعرت أن هذا الشيء الذي يجب أن افعله في الحياة، بعدها تلقيتُ دروسا ًعند الخبيرة الروسية تاتيانا دريمولك وساعدني عازف كمان حمصي اسمه صفوان العويل في تخطي مرحلة الهواية".

بعد عامين من دراسته لكلية الصيدلة قرر شعلان الدخول في المعهد العالي للموسيقا وفكّرَ جديًا بترك الصيدلة لأنه سيهدر وقتا كبيرًا (على حد تعبيره)،أمام مستقبله مع الكمان. لكن شعلان اتخذ قرراً بمتابعة الفرعين الموسيقا والصيدلة معا وعن سنواته الأولى بالمعهد العالي تحدث شعلان:" صُدمت جداً بسبب فقرنا بحمص للدراسة الأكاديمية فوجدتُ الوضع مختلف تمامًا في المعهد، كنتُ محظوظًا بأستاذ روسي اسمه (يفجيني لوغينوف) نزل معي إلى مرحلة الصفر وعلمني الكمان تفصيلاً تفصيلاً ونوتة نوتة. ببساطة كان مدرساً حقاً وإنسان له طريقة تفكير رائعة ببساطة كان جديرًا بأن يكون مثلاً أعلى لجميع الطلاب".

في السنة الثالثة والرابعة بدأ شعلان يقطف ثمار دراسته الموسيقية حيث أصبح عازف في الأوركسترا الوطنية وفي الفرقة الوطنية للموسيقا العربية وكان أحد المشاركين بافتتاح دار الأوبرا السورية. كما شارك شعلان في عدد من الفرق الصغيرة (رباعيات الحجرة) مثل رباعي صلحي الوادي الوتري الذي قدم عددا من الحفلات في دمشق وحمص.

يتحدث شعلان عن نقاط التحول في حياته الموسيقية في هذه السنوات فيقول: "عندما تخرجت من كلية الصيدلة كنت سنة رابعة في المعهد، فتفرغت تمامًا للموسيقا والعزف مع الفرق الوطنية وفرلي فرصة للاحتكاك مع عازفين في أوربيين في بلادهم والاستفادة من خبراتهم في الكمان كما عزفت مع هذه الفرق على مسارح عديدًا في الخليج العربي وتركيا.

يقول شعلان عن آلته الكمان: "هناك من يقول بأن العزف على هذه الآلة أصعب ما يمكن فعله ليس في الموسيقا فحسب بل أصعب عمل يقوم به الإنسان أنا الآن بكل صدق لا أعتبر نفسي عازفًا محترفًا. العازف الجيد يجب أن يهتم بالتفاصيل دائمًا والتقنيات الجديدة وأن ينهل من كافة المدارس فنحن بحاجة لخبرات أوربية وليس روسية فحسب".

شعلان لم يكتف بالموسيقا والصيدلة فحسب بل لديه أعمال أخرى وهوايات أخرى منها تصميم المواقع الالكترونية ولديه ولع شديد بالقراءة فهو يعشق ميلان كونديرا ونجيب محفوظ . ويحب الفن التشكيلي أيضا.