تتميز محافظة القنيطرة بتنوع مواردها الطبيعية ووجود الأنهار والسدود المائية الحيوية المساعدة في ري المزروعات، ويعد سد المنطرة من بين السدود المهمة الذي يحتوي على مصدر مياه حيوي، إضافة الى المقومات الطبيعية التي جعلت من منطقة السد نقطة جذب سياحي.

سد رئيسي

تشتهر منطقة الجولان السوري بشكل عام بغناها بمصادر المياه المتنوعة، وحسب ما يقول الباحث  "عز الدين سطاس" في إحدى كتاباته: "هناك مجموعة أنهار وسدود منها وادي الرقاد الذي هو وادي سيلي منخفض قليل العمق تزداد مياهه في فصل الشتاء، حيث يصرف مياه الأمطار والثلوج الذائبة من جبل حرمون باتجاه الجنوب، وأقيم على هذا الوادي سد المنطرة الذي هو خزان للمياه جراء هطول الأمطار وتساقط الثلوج من جبل الحرمون".

ويشير "سطاس" إلى وجود سدود عدة أخرى منها (رويحينة، بريقة، كودنة، الهجة، غدير البستان)، ويقع سد المنطرة في القطاع الأوسط إلى الغرب من "أم باطنة" ويعد السد من النوع الركامي مع نواة غضارية تجعله يستجر المياه من كل جانب.

الباحث عزالدين سطاس ومدير سياحة القنيطرة حمزة سليمان

ويضيف: "سد المنطرة يتغذى من وادي الرقاد،  وهو السد الرئيسي والأعلى على الوادي حيث أنشِئ عام 2000، لكن تم استخدامه واستثماره بعد عشر سنوات عام  2010، وهو يعتبر خزاناً حيوياً لتوازن السدود الأخرى على نهر الرقاد ، وهناك خطة يجري العمل عليها لاستثماره للشرب ولسقاية المزروعات المحيطة به".

وعن طبيعة الطقس في منطقة السد يقول "سطاس": "يسود في منطقة السد مناخ البحر الأبيض المتوسط، إلا أن وجود جبل الشيخ قرب الموقع له تأثير مباشر على المناخ فيزداد الهطول المطري وتقل درجات الحرارة عن الداخل، ويعد الهطول المطري بأشكاله المختلفة من مطر وثلج وبرد السبب الرئيسي في تشكيل جريان الأنهار والوديان وتغذية المياه الجوفية".

منتزه الجولان السياحي في منطقة السد

أهمية زراعية

السد شريان حياة في المنطقة

منذ إشادة سد المنطرة خفّ الضغط على سدي الهجة وغدير البستان، فكثير من الفلاحين في قرى الصمدانية الغربية وقرية أم العظام كانوا يشكون في السابق أوقات الصيف الحار من الصعوبة في سقاية مزروعاتهم، حيث كانت هناك  قنوات مائية تجر للمزارعين من سدي الهجة وغدير البستان.

الفلاح "محمد الأحمد" من قرية أم العظام المجاورة للسد يقول: "إنجاز سد "المنطرة" المتاخم لقريتنا كان مريحاً جداً، بعدما تم اعتماده كخزان مياه داعم للسدود الأخرى، ما أزال العديد من المعوقات الزراعية وخاصة في الصيف، لأن هناك عشرات الدونمات من الأراضي الزراعية وخاصة البعيدة عن السدود والمسطحات المائية التي هي بحاجة إلى ري، وهذا الحال ينطبق على مربي الثروة الحيوانية الذين يروون مواشيهم".

وكاستثمار للزراعة يؤكد "محمد صالح دياب" عضو المكتب التنفيذي المختص بقطاع الزراعة بالقنيطرة أن المحافظة استجابت لمتطلبات المواطنين لتوسيع شبكة الري على سد المنطرة، وبالتالي تحسين وزيادة الإنتاج، خاصة بعدما تم توقيع عقد بين الهيئة العامة للموارد المائية والشركة العامة للدراسات الهندسية لتنفيذ مشروع دراسة شبكة ري سد المنطرة في محافظة القنيطرة، وشملت الدراسة تنفيذ الأعمال المساحية والرفع الطبوغرافي للأراضي المزمع ريها والدراسة الزراعية والبيولوجية، وفق خطة تحريات زراعية وتقديم المخططات التنفيذية لشبكة الري والمنشآت التابعة لها.

استثمار سياحي

شكلت منطقة السد أيضاً نقطة جذب سياحي، فالعديد من الزوار اليوم وخاصة القادمين من دمشق وريفها والمحافظات المجاورة، يقصدون سد المنطرة وبحيرته في قرية الصمدانية الغربية، التي تحررت خلال حرب تشرين التحريرية 1973.

"مروان العاصي" أحد الزائرين يقول: "الطقس بالقنيطرة معروف للجميع بروعته أثناء الصيف الحار وبالشتاء الذي هو  أكثر برودةً ، والمتعة الموجودة بالمكان طبيعته المتميزة وموقعه المحاذي لحدود الجولان المحتل، وامتداده نحو فلسطين وإلى اليسار جنوب لبنان وشمالاً أراضي محافظة درعا".

تتميز منطقة السد للمنطرة ومحيطها من الصمدانية الغربية وأم باطنة والقرى المجاورة بمناخها اللطيف، الذي أكسبها مقومات سياحية عالية يتم العمل على استثمارها اليوم والاستفادة من هذه الأهمية في مشاريع أخرى، وقد ساعدت هذه المقومات جميعها في جعل الموقع مكاناً سياحياً بامتياز، ليتم من خلاله إنشاء أول  مشروع سياحي في المحافظة وهو منتزه الجولان السياحي الذي أقيم على حرم سد المنطرة.

ويؤكد مدير منتزه الجولان السياحي "مجد غرير" أن المنتزه هو من التصنيف السياحي الشعبي الذي يقع على مساحة  5 دونمات، ويضم مطعماً وحديقة ألعاب للأطفال وأماكن شعبية للتنزه والشواء، إضافة إلى الحدائق العامة الواسعة، والأمر الأكثر جمالاً هو منظر الأغنام والماعز الراعية بربوع الأحراش والأعشاب والحقول المحاذية للسد وبحيرته، وهو يستقبل الأهالي والضيوف من جميع المحافظات.

بدوره، يوضح مدير عام الشركة السورية للنقل والسياحة "فائز منصور" أن توافر المنطقة الهادئة والمقومات السياحية بمحيط سد المنطرة، قد منح تميزاً هاماً لمتنزه الجولان خاصة بالمناظر الطبيعية الجذابة والتي تستهوي الزوار، مؤكداً أن تواجد هذه المشاريع على أرض المحافظة هو دعم للسياحة الداخلية.

ويقول مدير سياحة القنيطرة "حمزة سليمان": إن متنزه الجولان المقام على محيط سد المنطرة بريف القنيطرة الشمالي، يعد من أهم المشاريع السياحية الاستثمارية الرائدة والمميزة في المحافظة، خاصة أنه يتميز بإطلالة ساحرة على بحيرة سد المنطرة شرق مدينة القنيطرة المحررة، ويتألف من صالات صيفية وشتوية تتسع لأكثر من 200 كرسي، إضافة إلى حدائق وألعاب للأطفال وجلسات شعبية خارجية.

ويلفت مدير السياحة إلى أنه بإمكان الزوار والسياح الوصول إلى المتنزه الواقع إلى الشرق من مدينة القنيطرة المحررة عبر طريق دمشق القنيطرة بئر عجم.