على مسرح حديقة تشرين بدمشق، قدم مركز أطفال المستقبل مسرحية "بائعة الشموع" ضمن فعاليات معرض الزهور الدولي، بتاريخ 04/07/2008م،

وتميز العرض بحضور عدد كبير من الأطفال وأهاليهم.

علينا أن لا ننسى أن إصطحاب أولادنا للمسرح قد يجعل منهم يوماً ما مبدعين آخرين، فالمسرح روح للتجربة الإبداعية وبؤرة تشكلها الجمال، لذلك ساهم معنا لنبدي شخصية قادرة على الإبداع

موقع eSyria التقى المخرج "خالد الأكشر" وحدثنا هذا العرض بقوله: الحكاية مأخوذة من قصة بائعة الكبريت العالمية، إلا أن الأستاذ "نور الدين الهاشمي" قام بتوليفة جديدة للقصة تتماشى مع واقع طفلنا السوري والعربي دون الاستخفاف بقدراته العقلية في استيعاب الواقع وتفاصيله، فالعمل عبارة عن طرح للصراع بين الخير والشر، إلا أن التمييز بين الخير والشر يعد من أهداف المسرحية التي اعتمدت على عناصر جديدة في طرحها لمشكلة من خلال التكامل بين عناصر الدراما مع الرقص والغناء.

المخرج خالد الأكشر

ومن كادر الممثلين بالعرض التقينا الطفلة "صوفي بدور" التي جسدت دور البطلة الطفلة "شمس"، فسألناها عن هذه التجربة أجابت: شاركت بهذه المسرحية لإحساسي بقرب هذا الدور من شخصيتي، أما السبب الآخر فيكمن بالعمل على تحقيق هدفي في الترويج والتعريف بمسرح الطفل في كل المحافظات السورية، وهذا العمل يسعى إلى توعية الأطفال بمخاطر الاستغلال الذي يفرضه الإنسان على أخيه الإنسان لمجرد حبه للمال.

ثم تحدثنا مع الأهالي وأبنائهم وسألناهم عن مستوى إفادة هذا العرض لأبنائهم، فكان منهم السيد "أحمد بكور" الذي اصطحب ابنه "مؤيد" إلى العرض وقال: هذا العرض يسهم في توعية الطفل بمخاطر الحياة وصعوبتها، ويلخص الجانب غير الإنساني عند البعض ليتعظ منه الأطفال عندما يكبرون من أجل المعاملة الإنسانية البعيدة عن الاستغلال.

أما الشاب "عبد الرحمان السكر" فتحدث عن أهمية العمل بقوله: العمل مهم ومتميز بالنسبة للأطفال فهو يساعدهم على زرع الثقة بأنفسهم من خلال الدور الذي لعبته الطفلة "شمس" في مقاومتها للقهر والاستغلال وتصميمها على دفع أجرة المنزل رغم كل الظروف الصعبة التي مرت بها، فهذا العمل يخلق عند الطفل الجرأة وعدم الخوف وينمي لديه القدرة على الوقوف في وجه المصاعب وتحديها.

ومن الحضور الطفل "محمد خير بيك" الذي قال: المسرحية جميلة ورائعة وخصوصاً الطفلة "شمس" التي تحدت الصعاب رغم مرض والدتها.

جانب من الحضور

وبالنسبة لدور المرابي "الرجل السيئ في العرض" تكلم الطفل "قيس حمودة" بشكلٍ يدل على موقفه السلبي منه معبراً عن ذلك بطريقة الطفولة عندما قال:" أنا لا أحب قرشون، ولا أطيق كركوب".

العرض يتكلم عن امرأة فقيرة تعمل ببيع الشموع في الأحياء هي وابنتها الوحيدة وتعيشان في منزلٍ للإيجار، ويتزامن بيعهما للشموع مع فترة العيد وحلول فصل الشتاء البارد.

القصة تمحورت حول معاناة هذه المرأة وابنتها من الفقر المدقع الذي فرضه عليهما الوضع المعيشي الصعب، هنا يبرز دور "قرشون" الرجل المرابي صاحب المنزل الذي لا يرحم "أم شمس" وابنتها "شمس" عندما يأتي نهاية الشهر ليطالبهما بإيجار المنزل، ثم يظهر "كركوب" صاحب دكان لبيع الشمع في نفس الحي الذي تبيع فيه "شمس" وأمها الشموع، والذي قام بضرب "شمس" وطردها من الحي الذي تبيع فيه الشموع بحجة أنه لم يعد يبيع شيئاً ويريد أن يدفع إيجار دكانه للمرابي "قرشون"، أما الشاب "هروج" فكان الشخص الوحيد الذي يقف بجانب "شمس" وأمها ويدافع عن حقوقهما ويعطيهما الأمل.

تمرض "أم شمس" وتذهب للراحة في منزلها وتبقى "شمس" في الحي تبيع الشموع إلى أن يظهر العم "أبو نبيل" "الرجل الصالح" وابنته "ريما" التي تعجب بشخصية "شمس" وتعتبرها صديقة لها، هنا يتساءل العم "أبو نبيل" عن سبب بيع شمس للشموع في هذا الوقت المتأخر وهذا الجو البارد، فتشرح له شمس كل القصة وتحدثه عن المرابي "قرشون" الذي سوف يطردها هي وأمها في الصباح إن لم يدفعوا له الإيجار، فيشتري الشمع من "شمس" ويعطيها مبلغاً جيداً يساعدها في دفع إيجار المنزل.

تعود "شمس" فرحة إلى المنزل وتبشر أمها أنها قد حصلت على الإيجار ليدفعوه للمرابي "قرشون" وتنتهي القصة بعمل شمس وأمها عند العم "أبو نبيل" بمبلغ جيد.

العرض من إخراج "خالد الأكشر"، وتأليف الكاتب "نور الدين الهاشمي".

أما الممثلون فكانت أدوارهم كالتالي: "رشيد كبا"- "قرشون"، "حسين عرب"- "كركوب"، الطفلة "صوفي ندور"- "شمس"، "ليزا ميخائيل"- "أم شمس"، "أفرام دافيد"- "أبو نبيل"، "فادي حناوي"- "هروج"، "سمير المحمد"- "رجل النافذة"، "روان سعد"- ريما".

العمل من إنتاج السيدة "مجد سري حلبي" مدير مركز أطفال المستقبل والتي أعطت لمسرح الطفل الأهمية الكبرى عندما وصفته بكتاباتها، حين قالت: «علينا أن لا ننسى أن إصطحاب أولادنا للمسرح قد يجعل منهم يوماً ما مبدعين آخرين، فالمسرح روح للتجربة الإبداعية وبؤرة تشكلها الجمال، لذلك ساهم معنا لنبدي شخصية قادرة على الإبداع».