«يعد "تل براك" من أكبر وأهم التلال الأثرية في"بلاد الرافدين" حيث يرتفع إلى/42/مترا عن منسوب السهل المحيط به، ويغطي مساحة /100/ هكتار والتل الباقي للعيان يمتد على مساحة /43/ هكتاراً».

هذا ما قاله السيد "حميد المذري" رئيس بلدية "تل براك" لموقع ehasakeh بتاريخ 14/1/2009.

بسبب الموقع الجغرافي للتل توسطه منطقة "سنجار" و"نصيبين" وقربه من نهر "الجغجغ" فقد شهد "تل براك" حضارات تاريخية قديمة، وعريقة ومتعددة، ومن هذه الحضارات التي تعاقبت على هذه المنطقة الآكاديون والميتانيون والآشوريون والسومريون وقد دلّت الاكتشافات الأثرية على أن هذا التل قد بدأ الاستيطان فيه منذ الألف الثالث قبل الميلاد وعاصر حضارتي "حمورابي" وحفيده "نارام سن" وكانت منطقة التل عاصمة حربية في العصر الآكادي حيث دارت في سهولها ووديانها معارك مختلفة

وأضاف: «بسبب الموقع الجغرافي للتل توسطه منطقة "سنجار" و"نصيبين" وقربه من نهر "الجغجغ" فقد شهد "تل براك" حضارات تاريخية قديمة، وعريقة ومتعددة، ومن هذه الحضارات التي تعاقبت على هذه المنطقة الآكاديون والميتانيون والآشوريون والسومريون وقد دلّت الاكتشافات الأثرية على أن هذا التل قد بدأ الاستيطان فيه منذ الألف الثالث قبل الميلاد وعاصر حضارتي "حمورابي" وحفيده "نارام سن" وكانت منطقة التل عاصمة حربية في العصر الآكادي حيث دارت في سهولها ووديانها معارك مختلفة».

التل من الأعلى

أما عن بعض المكتشفات الأثرية في المنطقة فتحدث قائلا: «في الثلاثينيات من القرن العشرين قام خبير الآثار الانكليزي "ماكس مالوان" بالتنقيب في "تل براك" حيث تم اكتشاف معبد "العيون" المشهور و"القصر" الذي سمي قصر الملك الأكادي "نارام سن"، ومن كتاب عالمي الآثار الأميركيين "ديفيد اوتس" وزوجته "جون اوتس" عن "تل براك" نورد ما يلي: «"تل براك" من أعظم المواقع الأثرية القديمة في حوض "الخابور" وواحد من أهم المراكز المدنية القديمة في الشمال من "ميسو بوتاميا" أي "بلاد ما بين النهرين" وأنه يمتد على مساحه 40 هكتارا وعلى ارتفاع 43م تقريبا، وتم اكتشاف القلعة "الأشورية" من قبل عالم الآثار "مولوان" عام /1938/ ووجد "مالوان" سلسله من المعابد تعود لألف عام قبل الميلاد كما وجد بناء ضخم "للأكاديين" يعود للفترات 2100 و2300ق.م ويعتبر بهذا الاكتشاف أن "تل براك" كان له موقع استراتيجي تجاري هام يصل مناجم النحاس القديمة في الشرق من "الأناضول" مع "سومر" عن طريق "آشور" ووادي "تايكريس" مرورا عبر "جاغر بازار" و"ديار بكر" و"ماردين" ومن خلال البعثات الأثرية لـ"تل براك" خلال الأعوام 1976- 1978- 1980- 1981، تم اكتشاف بئر قديم وأحواض ومصنع فخار يعود إلى ما قبل الميلاد، حيث كان هذا المصنع ذو أهمية تاريخية كبيرة جدا، كما تم اكتشاف قرية "هيلينيه"، وتأرخت بعملات ما بين (150-250) ق.م في نقطة مرتفعة من التل تم اختيارها لأهداف دفاعية خلال الصراع الطويل بين مملكتي، "بارثيان وسيلوسين" للسيطرة على الطرق التجارية في "ميسوبوتاميا" ما بين الشمال والجنوب، كما تم التعرف على عدد من المستعمرات والمخيمات الرومانية.

وهكذا فإ الغزوات والحضارات المتعاقبة على "تل براك" يدل على انه كان يعتبر أعظم موقع في حوض "الخابور" الأعلى خلال الألفية الثالثة والرابعة ق.م، ومازالت أعمال التنقيب مستمرة منذ عام (1967)حتى الآن بإدارة البروفيسور "ديفيد اوتس" وزوجته "جون اوتس" من معهد "ماكدونالد" للبحث الأثري بجامعة كامبردج».

رئيس البلدية

وعن الأهمية الاقتصادية والتوزع السكاني في "تل براك" تحدث قائلا: «تقع المنطقة على طريق "الحسكة- القامشلي" وتتوسط المدينتين ويبلغ عدد السكان/13000/ نسمة وتتبعها 247 قرية ومزرعة، وتشتهر بمحاصيلها الزراعية المختلفة، وتتوزع على مساحه قدرها /112500/هكتار وتشتهر المنطقة بالزراعتين الشتوية والصيفية، ويبلغ متوسط إنتاجها الزراعي من القمح 172000 طن، والشعير 30000 طن، والعدس 500 طن، والقطن 2500 طن، وعلى الرغم من حداثة البلدة التي تم تأسيسها عام /1982/ وخلال هذه الفترة الوجيزة تم تطويرها، وتأمين بعض الخدمات الهامة مثل شبكة المجاري الصحية، وكذلك تأمين شبكة مياه وتنفيذ الأرصفة، والأردفة والتزفيت لكافة شوارعها، وتضم البلدة مختلف الدوائر الحكومية، والتي يعتبر أقدمها "مركز الحبوب" الذي تأسس عام/1971/، وتذكر بعض الروايات أن سبب تسمية "تل براك" تعود إلى الملك الآكادي "نارام سن" الذي أطلق عليه اسم "تائيدو" وترجمتها إلى العربية ربما تحمل هذا المعنى. وتذكر رواية أخرى أنه سمي "تل ناغار" وذلك في العهد السومري.

محيط التل