«أنا فعلاً لم أكن أتوقع هكذا وفعلاً أيضاً "مش شايف هيك شي"، فالاحتفاء بي في الشوارع والصحف وكل شيء كان مميزاً، ثم إن الجمهور مميز جداً فقد لاحظت أنه مجرد أن تبدأ مقدمة الموسيقى أو الأغنية في الحفلة يعرفون ما هي وبسرعة مذهلة، ما يدل على طريقة سمع وذوق وحس فني عالي جداً، وهذا لا يأتي فجأة لكنه يكبر مع الناس، في بعض حفلاتي كنت أنظر إلى الحضور فأشعر (أن السميعة مش عاجبون شي) لكنه ليس كذلك، وفقط هو غير متفاعل مثلاً، هنا كل شيء مختلف في سورية ومميز». بهذه الكلمات أنهى "زياد الرحباني" زيارته العام الماضي إلى سورية، وها هو يبدأ جولته الثانية بعنوان "منيحة".

موقع "eSyria" بتاريخ 13/7/2009 خلال جولته بين الشباب السوري في مراكز بيع البطاقات التقى ببعضهم محاولاً مشاركتهم فرحتهم لحضور "زياد" إلى سورية، فإليكم هذه اللقاءات مع محبي وعشاق فن الرحابنة.

يقبل معظم الشباب على حفلات "زياد" نظراً للمكانة الكبيرة التي يحتلها عندهم، فـ"زياد" حالة فنية موسيقية نادرة في الوطن العربي وله مكانة كبيرة على المستوى العالمي، بفنه المتميز يدخل قلوبنا ويحلق بنا عالياً، هي بادرة جميلة من "مينا" الجهة المنظمة لاستقباله هنا في سورية وسط قلعة دمشق التي مازالت جدرانها تحتفظ بذكرى الجمهور السوري المحب لزياد" الفنان والموسيقي البارع

الطالب "فراس خليل" قال: «يقبل معظم الشباب على حفلات "زياد" نظراً للمكانة الكبيرة التي يحتلها عندهم، فـ"زياد" حالة فنية موسيقية نادرة في الوطن العربي وله مكانة كبيرة على المستوى العالمي، بفنه المتميز يدخل قلوبنا ويحلق بنا عالياً، هي بادرة جميلة من "مينا" الجهة المنظمة لاستقباله هنا في سورية وسط قلعة دمشق التي مازالت جدرانها تحتفظ بذكرى الجمهور السوري المحب لزياد" الفنان والموسيقي البارع».

مقداد بعد حصوله على البطاقات

الإقبال على مراكز البيع كان كبيراً، وهنا تقول "رانيا محمد" بعد شرائها عدة بطاقات لحضور حفلة "زياد": «إنني أشعر بسعادة كبيرة بعد شرائي عدة بطاقات لحفلة "زياد" لي ولأصدقائي، فـ"زياد الرحباني" بعطائه الفني يعتبر من أهم المطورين في الموسيقى العربية المعاصرة وفي مفهوم الأغنية القصيرة وكلماتها، وكان لأعماله تأثيرها على عدد كبير من المؤلفين الشباب في العالم العربي، كل هذه الحفاوة تقدم للمرة الثانية في حفل حي وفي مكان تراثي جميل يسترد عبق التاريخ، هو "ابن الرحابنة" ذلك الابن الشقي الذي خرج عن قاعدتهم ليؤلف ويحفر على شجرة الموسيقى العربية اسماً فنياً موسيقياً خاصاً به سيتذكره التاريخ كثيراً».

ًربما كانت لزيارة "زياد" الأخيرة إلى دمشق تأثيراً كبيراً لدى الجيل الشباب الذين كانوا على تماس مباشر معه عبر المسرح ومع موسيقاه المعاصرة، وهنا يقول "مقداد شيخ كيلو" إعلامي: «إنني سعيد جداً ليس لحضور "زياد" فقط إلى سورية، بل لتهافت الشباب السوري على حفلته هذه، لأن موسيقي بمستوى "زياد" له أهمية كبيرة في عالم الفن، فقد عرفه الجمهور عبر مسرحياته وبرامجه الإذاعية مثل "العقل زينة، تابع لشي تابع شي، فيلم أمريكي طويل، نزل السرور" إضافة إلى عدد من ألبوماته الموسيقية والغنائية ذات الشهرة الواسعة مثل "بما أنو، أنا مش كافر، هدوء نسبي" وكذلك من خلال تأليفه وتلحينه لأغانٍ شكلت منعطفاً في مسيرة السيدة "فيروز" الفنية كان آخرها ألبوم "ولا كيف" الذي كتب هو بنفسه بعض كلماته ولحن معظم أغانيه، وقيام الجهات المعنية بدعوة "زياد" إلى دمشق هي خطوة في غاية الاحترام ولها مداها الثقافي الفني الذي يسعى إلى إطلاع الجمهور السوري على الفن المعاصر وفنانيه عن قرب».

منيحة..!

خلال جولتنا في مراكز البيع التمسنا روحاً ليست بروح تسعى فقط للحضور، وإنما هي روح عطشى للموسيقى والفن المعاصر، روح تسعى لأن تتعرف عن قرب على هذه الموسيقى والقائمين عليها، وهنا يقول "تامر عبدالله" الذي كان يحاول الدخول مركز البيع لشراء بطاقة حضور الحفلة: «سمعنا من الجهة المنظمة أن حفلات هذا العام تتميز بتضمينها ما يعكس الروح الخاصة لـ"زياد الرحباني" وهي الاسكتشات المكتوبة خصيصاً للحفلة، فهي فرصة لنا كشباب بأن نحضر الحفلة ونستمتع بالفن الزيادي المعروف على مستوى الساحة الفنية العربية بشكل خاص والعالمية بشكل عام، وخاصة أنه يشارك في هذه الحفلات مجموعة من الموسيقيين السوريين بين عازفين ومغنين سبق لهم مشاركة "الرحباني" في حفلات العام الماضي التي أقيمت في المكان نفسه في إطار احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية لعام 2008، فمشاركة "ليندا بيطار" و"نهى زروف" و"رشا رزق" و"منال سمعان" بالإضافة إلى عازف العود "باسل داوود" هي مبادرة في قمة التمييز وهي مزج موسيقي يعتبر ناجح قبل البدء بالحفلة، فهؤلاء الذين سيشاركون "زياد" في حفلته سيضيفون لمسة فنية سورية إلى جدران وذاكرة قلعة دمشق الأثرية».

جولتنا لم تكن فقط للتعرف على عدد الحضور الذي سيحضر الحفلة، بل أكثر من ذلك، فخلال لقاءاتنا اكتشفنا أن الجمهور له رغبة أكثر في أن يرى مدى أهمية مشاركة العازفين والفنانين السوريين لـ"زياد" في حفلته بدمشق، وبعيداً عن أجواء البيع في المراكز انتقلنا إلى جامعة دمشق لنلتقي بالطالب "وائل جهماني" طالب إعلام: « أسعار البطاقات التي تتراوح بين عشرين و25 دولاراً هي معتدلة نسبياً لإتاحة الفرصة أمام جميع محبي "زياد" ومتابعيه لمشاركته تجربته الثانية في قلعة دمشق، فيعد "زياد" واحداً من أهم الموسيقيين العرب الذي حاول بلمساته الموسيقية أن يضيف شيئاً جديداً على الفن العربي المعاصر، و"منيحة" عنوان هذه الإطلالة الاستثنائية التي تختلف عن حفلات السنة الماضية الخمس -كما سمعنا- من حيث الشكل والمضمون، إذ تتخللها اسكتشات ساخرة مبنية على نصوص وحوارات إذاعية وغيرها، تعبِّر مباشرة عن رؤى "زياد" الاجتماعية والسياسية عموماً، وتفصل بين المحطات الغنائية والموسيقية التي يتولى أداءها موسيقيون ومغنيات من سورية، هي فرصة رائعة للمرة الثانية لنلتقي بعملاق الفن في الوطن العربي "زياد الرحباني"».