يعد الكتاب غذاء العقل، وقراءته فرصة قد لا تتاح للجميع وخاصة عندما نتحدث عن العشرات والمئات من العناوين التي تصدر كل يوم، المكتبة المتنقلة فكرة تحاول منح القاطنين في المناطق الريفية البعيدة عن مراكز المدن فرصة للتعرف على كتب جديدة واستعارتها بهدف نشر المعرفة في جميع المدن والقرى السورية دون استثناء.

موقع eAleppo رافق "المكتبة المتنقلة" بتاريخ "11/5/2011" أثناء جولتها في بعض المدارس الواقعة في قرى ريف ناحية "جنديرس" التابعة لمنطقة "عفرين" وأجرى عدداً من اللقاءات مع الأطفال المستفيدين من المشروع، والبداية كانت في مدرسة "بدر ومرونة" للتعليم الأساسي وهي إحدى المدارس المستهدفة حيث قال الطالب "علي سويدان"- الصف الثامن: «مشروع "المكتبة" المتنقلة مشروع مفيد جداً لنا حيث يمنحنا الفرصة لاستعارة ما نحب قراءته من كتب والتي تساهم بشكل كبير في عملية توعيتنا ونشر الثقافة والمعرفة عندنا».

إعارة الكتب لنا في القرى البعيدة عن المدن أمر ايجابي جداً لأنّ ذلك يساعدنا على المزيد من المطالعة والاجتهاد

الطالبة "سعاد سويدان"- الصف الثامن قالت: «لقاء اليوم كان ممتعاً ومفيداً مع "المكتبة المتنقلة" والعاملين ضمنها حيث أقاموا لنا مسابقات ثقافية في المدرسة وقاموا بتوزيع الكتب على الفائزين وهذا يعطينا المزيد من الدعم والثقة لتحقيق النجاح في الدراسة والحياة».

علي وسعاد سويدان من الفائزين بجوائز المسابقات الثقافية

وفي مدرسة "الشيخ بدر" التقينا ببعض الأطفال الذين تحدثوا حول مشروع "المكتبة المتنقلة" وفوائدها، "وليد دالو"- الصف الرابع قال: «إعارة الكتب لنا في القرى البعيدة عن المدن أمر ايجابي جداً لأنّ ذلك يساعدنا على المزيد من المطالعة والاجتهاد».

"رفاعي مصطفى"- الصف الرابع قال: «يومنا كان شيقاً وممتعاً وذلك من خلال ما قرأته لنا الآنسة "مريانا" من قصص وأشعار وكذلك المسابقة الثقافية التي أقامها الأستاذ "عبد الله" ومنح المجتهدين للقصص والكتب المفيدة، وأخيراً من خلال دخولنا إلى السيارة حيث "المكتبة المتنقلة" واستعارة ما نرغب به من كتب».

الطفل وليد دالو -أحد المستفيدين من المكتبة المتنقلة

"محمد نبي"- الصف الرابع قال: «نحن ننتظر يوم الأربعاء بفارغ الصبر لأنه اليوم الذي تزورنا فيه "المكتبة المتنقلة" الملأى بالكتب والقصص التي نستعيرها للقراءة والمطالعة وبالتالي نجتهد أكثر ونتفوق أكثر».

كما التقينا السيدة "مريانا الحنش" مسؤولة دائرة ثقافة الطفل والتراث الشعبي في مديرية الثقافة بحلب والتي تحدثت حول المشروع بالقول: «يهدف مشروع "المكتبة المتنقلة" العمل على نشر الوعي والثقافة في الريف ويتم تنفيذه بالتعاون بين الأمانة السورية للتنمية- مشروع فردوس ومديرية الثقافة بحلب وذلك من خلال المكتبة الموجودة ضمن السيارة والتي نعمل عليها منذ فترة طويلة في المديرية.

السيدة مريانا الحنش -تقرأ القصص للأطفال

حالياً قمنا بتغيير طريقة العمل القديمة وذلك ليساهم المجتمع المحلي في نشاطات المكتبة، فسابقاً كنا نصطحب الكتب ونسلّمها لمدير كل مدرسة وهو الذي يقوم بتوزيعها على الطلبة ولكننا وجدنا بأنه من الأفضل لنشر التوعية والثقافة بشكل فاعل أن يشارك المجتمع المحلي في العمل معنا وحالياً نحن بصدد تأهيل للعاملين في المركز الثقافي بـ"جنديرس" و"عفرين" ليساهموا بالعمل في هذا الإطار».

وأضافت: «في كل يوم أحد لنا مجموعة أنشطة ضمن مشروع "المكتبة المتنقلة" في قرى "عفرين" وكل أربعاء في قرى "جنديرس" وسيرافق الأمانة السورية للتنمية- مشروع فردوس في هذه الجولات عامل وعاملة من كل مركز ثقافي ذكرناه باعتبارهم أصحاب المصلحة المباشرة في المنطقة.

وسيكون معنا أيضاً وفي المستقبل شباب وصبايا محليون من هذه القرى من أصدقاء "المكتبة المتنقلة" وذلك لمساعدتنا في عملنا وبذلك نكون قد قمنا بتشكيل نواة من المجتمع المحلي تتعامل مع الشأن الثقافي وبطريقة صحيحة من خلال إعارة الكتب لكافة شرائح المجتمع من نساء وصبايا وأطفال وكبار وبشكل خاص النساء والفتيات كي نوفر عليهم مشقة السفر إلى المراكز الثقافية للحصول على كتاب معين.

بشكل عام هدفنا من المشروع هو أن يصبح الكتاب صديق للناس وبالتالي تشجيعهم على القراءة والمطالعة والعودة إلى الكتاب الذي هو خير جليس وخير صديق فالقراءة من الكتاب لا يضر بالعيون كقراءته من الحاسوب إضافةً إلى أنّ المعلومات التي تنشر على الشبكة العنكبوتية قد لا تكون دقيقة دائماً.

ومن أهدافنا أيضاً هو تعريف الناس في هذه القرى البعيدة عن مراكز المدن بوجود مراكز ثقافية في مدن "جنديرس" و"عفرين" وغيرها، واكتشاف مواهب أطفال الريف من خلال مسابقات ثقافية وتقديم هدايا لهم لأنهم فعلاً يستحقون المزيد من الرعاية والاهتمام، ولدينا في هذا المجال أيضاً ورشات رسم حيث يقوم الأطفال برسم ما يريدون ومن ثم نقوم بجمع هذه اللوحات لإقامة معرض خاص بالأطفال، وكذلك شاشة سينمائية وفيديو برجكتور لعرض أفلام خاصة للأطفال كالأفلام التي تتعلق بالبيئة والأفلام الوثائقية والأفلام المتحركة وغيرها وذلك بهدف الارتقاء بذوق المشاهدة لدى الطفل».

الجدير بالذكر أن مشروع "المكتبة المتنقلة" هو أحد المشاريع الاجتماعية والثقافية التي تقوم بها مديرية الثقافة بحلب بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية- مشروع فردوس في منطقة "عفرين" والذي يستهدف الناس في الريف بمختلف شرائحهم الاجتماعية.