تعتبر اللجاة منطقة صخرية وعرة تقع جنوب سورية ناتجة عن مقذوفات جبل العرب خاصة ًمن بركان تل الشيحان القائم في طرفها الشرقي بارتفاع 1140م. تبلغ مساحتها 1000كم 2 وتمتد من شرقي الأردن حتى جبل العرب، على شكل مثلث متساوي الأضلاع بحيث يقارب طول كل ضلع 45 كم ومتوسط ارتفاعها عن مستوى سطح البحر 800 م. فيها تضاريس وعرة متنوعة ويمكن ملاحظة الأودية والشقوق والجروف الحادة والأحواض المنخفضة، يحيط بها شيء من الوعر يفصلها عن الأرض العادية يسمى اللحف وما عدا بعض المساحات الترابية الصغيرة فهي لا تتضمن التراب وانما الصخر هو السائد بشكل كلي. يقول عنها دوسوه: إنها مكونة مما كان يقذفه جبل يفصلها عن الصحراء، أرضها صعبة المسالك فيها تضاريس وأنشاز.
سميت تراكون وأطلق عليها الرومان اسم (تراخونيتس) بمعنى وعرة أما العرب فقد سموها لجاة لكونها تمثل ملجأً للثوار والملاحقين والمتمردين الذين يمكنهم الاختباء في تفاصيلها الكثيرة من شقوقٍ كبيرة ومغاراتٍ وكهوفٍ ممتدة إلى مسافاتٍ شاسعة.
لم يعرف حتى اليوم زمن الاستيطان البشري الأول فيها وذلك لوعورتها وقلة الدراسات المتعلقة بها واكتفى العلماء والرحالة والآثاريون بزيارة المناطق السهلة التي وصلتها أقدامهم، وكتبوا ورسموا وصوروا ما مكنتهم الظروف من ذلك إذ إنه من المستحيل استخدام أي واسطة نقل في عمق منطقة اللجاة، حتى إن بعض المناطق لا تسمح للحيوانات بالمشي عليها لذا يجب على الإنسان أن يمشي بأقدامه لأجل الوصول إلى المكان المطلوب بعد أن يستجمع كل ما لديه من أسباب القوة الجسدية والصبر لمواجهة المصاعب المنتظرة.