يتميز شهر رمضان الكريم بتنفيذ العديد من المبادرات والأنشطة والفعاليات الخيرية في كافة المحافظات، وخاصة لأولئك الذين يعانون من ظروف معيشية صعبة.

واعتمدت مبادرة براد الخير في السويداء على أسس إنسانية، قامت بها مؤسسة عين الزمان للتنمية، بالتعاون مع سيدات من آل عبيد، وهي تهدف إلى توزيع حصص غذائية خلال هذا الشهر الفضيل لعدد من الأسر الأشد حاجة.

شهر التسامح والتكافل

نوهت السيدة "إلهام البدعيش" المشرفة على المبادرة لمدونة وطن بأن مؤسسة عين الزمان للتنمية بالتعاون مع سيدات آل عبيد أطلقت مبادرة أهلية مجتمعية تحمل أبعاداً انسانية خيرية، حيث أصر المتبرعون وأصحاب الأيادي البيضاء وفاعلون للعمل الإنساني الخيري على الاحتفاظ بعدم معرفة أسمائهم أو شخوصهم، وخاصة في شهر رمضان المبارك، بقيناً منهم أن شهر رمضان المبارك هو شهر التسامح والتكافل، ولا بد من تقديم مبادرات، تشعر الصائم أن هناك من يهتم به وبقيمة صيامه، وخاصة في ظل الأعباء المادية المتراكمة التي يعيشها أفراد المجتمع نتيجة ارتفاع تكاليف الوجبات الغذائية للصائم، أو للأسر عموماً، وبما يخفف الأعباء المعيشية عنهم ويؤمن لهم بعض مستلزمات صيام الشهر الفضيل.

الهام البدعيش مشرفة المبادرة

وأضافت السيدة "إلهام البدعيش": إن عوامل وجمال المبادرة تكمن بمدى الفعالية والتفاعل، حيث اتسمت بأعمال المتطوعين وطرق وأساليب التوزيع واستخدام العبارات التراثية التي تتداول في شهر رمضان مثل "صيام مقبول، وإفطار شهي" وما شابه ذلك.

وبينت "البدعيش" أن المبادرة تضمنت عدداً من الحصص الغذائية المقدّمة من فاعلي خير، وذلك في مبادرتين متتاليتين، نفذهما فريق مشروع "براد_الخير"، ضمن مؤسسة عين الزّمان للتّنمية الاجتماعيّة، وبالتّعاون مع سيّدات "آل_عبيد"، حيث تضمّنت الحصص:

المشرفات من أل عبيد

80 حصّة من الدّجاج، و 50 حصّة من اللّحم الأحمر، و 325 كيلو برغل، و 190 كيلو تفّاح، و 170 ربطة خبز أبيض، مع 100 ربطة خبز سياحي؛ لتخفيف جزء من الأعباء الماديّة عن الأهالي.

مبادرة مستمرة منذ سنوات

سيدات "آل عبيد" وهن "ندى شلغين، وهنا عبيد، وهناء ابو ذياب" المشرفات على مبادرة "براد الخير" منذ تأسيسها أوضحن خلال حديثهن لمدونة وطن أن المشروع انطلق في حزيران ٢٠٢٠ ضمن مؤسسة عين الزمان الخيرية في السويداء، حيث تم توزيع وجبات متنوعة من "اللحوم -الدجاج - البيض - الخبز- الخبز السكري - البرغل- الخضار- الفواكه- وكذلك سلل غذائية حسب طلب المتبرع"، كلها مقدمة من فاعلي الخير؛ لكي تستفيد منها السيدات الأشد عوزاً، خصوصاً الأرامل وفاقدي المعيل وذوي الاحتياجات الخاصة.

بعض مواد براد الخير

وتابعن حديثهن: بلغ عدد المستفيدين في السنة الواحدة بالحد التقريبي 5000 مستفيد ليكون التوزيع مرة أو مرتين في الأسبوع، وكان هناك مبادرات للطلاب المتسربين، وهي توزيع الساندويش، وأيضاً تم توزيع على مدى ثلاثة أيام متتالية وجبات مطبوخة لإفطار الصائم وفي الأعياد تم توزيع الحلوى والسكاكر ووزعت 52 سلة غذائية تم شراؤها من بازار الخير من مؤسسة عين الزمان.

الجدير بالذكر أن المبادرة ونتيجة ارتفاع تكاليف الحياة المعيشية وزيادة عدد المستفيدين؛ باتت تشكل عبئاً على تواتر العمل، الأمر الذي جعل العمل بالمبادرة تختصر بأيامها إلى أسبوعين، والأهم أن العمل التطوعي أسهم بخلق تفاعل خيري وتكافل اجتماعي مع المحافظة على قيم ومشاعر المستفيدين الذين تجاوزت أعدادهم الآلاف.