وسط حضور كثيف من الأدباء والفنانين والمهتمين بالشأن الثقافي والفني غصَّت به صالة دار كلمات بحلب افتتح مساء أمس المعرض الفني المشترك للشاعر الكبير أدونيس والفنان التشكيلي علي مقوص.
ضم المعرض حوالي 40 عملاً توزعت على أروقة الصالة الأربعة، حملت مناخاً وجدانياً وهواجساً فلسفية متداخلة مع الذاكرة الغرافيكية البصرية، بالإضافة إلى امتداداتها الخطية واللونية حيث تجسد البناء الكلي للوحات عبر تكوينه الخطي واللوني، وقد بينت الذاكرة البصرية البناء المعرفي أو الأدبي الفلسفي للعمل وهو نتاج الإحساس المكثف بالزمان والمكان أو بالمادة والفراغ وعلاقاتهما المتشعبة.
وأثناء جولة eAleppo في المعرض التقينا الشاعر أدونيس الذي اعتذر بلطف عن الإدلاء بأي تصريح لأي جهة صحفية، فيما تحدث الفنان التشكيلي علي مقوص فقال: يمثل هذا المعرض المناخ التشكيلي الشعري المتحد، ووجود أدونيس يمثل حالة شعرية بحد ذاته فهي محاولة لمشاهدة شعر وتشكيل في آنٍ معاً، وبالتالي يتكون لدينا حالة مثيرة ترتكز على الحالة البصرية المتمثلة بالتشكيل وعلى الشعر، ومعظم أعمالي التي عرضتها في هذا المعرض مستوحاة من شعر أدونيس.
وقال الأستاذ الباحث محمد قجة رئيس جمعية العاديات: مسرور لتواجدي في هذا المعرض الفني لفنان عالمي مشهور، مما يعطي المعرض أهمية إضافية وبخاصةً أن هناك أيضاً توقيع كتاب، والآن الأستاذ أدونيس يحتل المرتبة الأولى بالنسبة للشعر العربي وحتى بالنسبة للأدب العالمي وهذه اللوحات أيضاً لها خصوصيتها لأنها تعبر عن تجربة فنان متمرس ومخضرم في رؤيته للمدارس الفنية، ولا بد أن أشكر دار كلمات التي تُعنى دائماً بهذه الأنشطة المتميزة.
السيد عدنان الأحمد مدير صالة دار كلمات ذكر: لقد استغرق العمل على هذا المشروع وقتاً طويلاً وكان فيه بعض الصعوبات، فأدونيس فنان تشكيلي في هذه القاعة وشاعر ليوقع ديوانه الجديد وعنوانه (لم أقل مرة أحن إلى شاطئ).. وأدونيس فنان ورسام وشاعر أما بالنسبة لفنه فلديه خصوصية وطابع تتمثل بالطابع الصوفي الذي نشاهده في كثير من أعماله الموجودة، أما بالنسبة للفنان علي مقوص فهو مشروع مشترك مع أدونيس لأن الاثنان يلتقيان في حالة واحدة وهي الشعر، ومن هنا كان التقاء أدونيس وعلي مقوص في مكان واحد.
وأضاف الشاعر حسن إبراهيم الحسن: لوحات أدونيس معبرة للغاية فهي تشكيل بين الكلمة وبين مواد أساسية أو بدائية مثل الخيش والكتان، وما وراء التشكيل مميز لأن محاولة قراءة الكلام الشعري في اللوحة يعطيك انطباع مغاير، وأدونيس مشهور بنثره المعبر فكيف إذا قرأنا هذا النثر على لوحاته الفنية..
يذكر بأن أدونيس واسمه الحقيقي علي أحمد سعيد إسبر ولد عام 1930 بقرية قصابين بمحافظة اللاذقية وقد تبنى اسم أدونيس تيمناً بأسطورة أدونيس الفينيقية الذي خرج به على تقاليد التسمية العربية منذ العام 1948، أما الجوائز التي نالها فأهمها: جائزة الشعر السوري اللبناني في منتدى الشعر الدولي في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1971 وجائزة جان مارليو للآداب الأجنبية (فرنسا) 1993 وجائزة فيرونيا سيتا دي فيامو (ايطاليا) 1994 وجائزة ناظم حكمت (تركيا) 1995، وجائزة البحر المتوسط للأدب الأجنبي (فرنسا) 1996 وجائزة المنتدى الثقافي اللبناني (فرنسا) 1997 وجائزة التاج الذهبي للشعر (مقدونيا) 1998 وجائزة نونينو للشعر (إيطاليا) 1998 وجائزة ليريسي بيا (إيطاليا) 2000.
أما الفنان علي مقوص فهو من مواليد اللاذقية عام 1955 درس في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق وتخرج منها عام 1978 وتوجد أعماله في مجموعة من الدول العربية والأوروبية، وشارك في العديد من المعارض الفنية منها: معرض في صالة عشتار عام 1992، معرض بينالي اللاذقية أعوام 1994-1996، معرض في صالة غرين آرت عام 1997، المعرض الجماعي في بينالي الشارقة في الإمارات العربية المتحدة أعوام 1997-1999، المعرض الجماعي للفن السوري في بينالي القاهرة عام 1998، المعرض الجماعي في المركز الثقافي الألماني عام 2000، معرض فردي في صالة الأتاسي عام 2000.