المهرجان القطري الثاني والثلاثين لطلائع البعث، الذي أقيم مؤخراً في محافظة الرقة «22 -25/4/ 2008» حفل بالفعاليات الفنية والثقافية والتقنية والعلمية والاجتماعية، بحيث تحول إلى عرس وطني حقيقي.
وقد تجسدت الفعاليات الاجتماعية في نشاطات متنوعة، راحت تنهل من كرم الضيافة العربي، ذلك أن الثقافة الشعبية تهتم بصورة خاصة بـ«النعمة» أو بالزاد، وتحمله إلى مرتبة القداسة، فالإيثار بالنعمة «ولو كان بهم خصاصة» تحيي الطرفين: المعزب والضيف، الأول بأنه: البحر الغمر، صاحب اليدين البيضاوين، والثاني كسيد مطلق «وإني لعبد الضيف مادام ثاوياً».
وبلغ عدد الولائم الكبرى في أيام المهرجان الأربعة فقط نحو 36 وليمة، ففي كل يوم كانت هناك تسع ولائم، ثلاث منها في مدينة الرقة ومنطقتها، ومثلها في مدينتي الثورة وتل أبيض ومنطقتيهما.
وقدم الولائم الفعاليات الاجتماعية والاقتصادية والناشطون من المجتمع الأهلي، وأحياناً تقدم بصورة جماعية، حيث قامت بها أحياء في مدن المحافظة مثل: الحي الثالث في مدينة الثورة، وحي الوهب في المدينة نفسها، أو قرى أو بلدات مثل بلدة الكرامة، أو نقابات مثل النقابات العمالية في مؤسستي الاستثمار والاستصلاح في حوض الفرات.
والفعاليات الاجتماعية التي قدمت الاستضافات، شملت السيد يحيى المشرف وأقرباؤه وأهالي قرية حاوي الهوى، والسيد عبد المحسن الراكان وأقرباؤه، وأهالي قرية العكيرشي، والشيخ خليل الكشة وأقرباؤه، وأهالي قرية خنيز جنوبي، والسيد أسعد البيضان وأقرباؤه وأهالي سلوك، والسيد إسماعيل الرحيل وأقرباؤه «عين عيسى» وعبد العزيز العلي البشير الهويدي، ومطر الحسين وأقرباؤه، ومكري السليمان الهويدي وأقرباؤه، والسادة خالد الرفاعي «قرية مغلة صغيرة» وبشار ملحم الفياض «قرية الشريدة الشرقية» وخضر حمود المواس «قرية حمرة ناصر» وصالح الخضر «مزرعة ربيعة» ومحمد عبد المهدي الحمود، والدكتور مروان اصطيف، والدكتور جمال الهنداوي، ونواف الشناعة، وعبد السلام المبروك «الرقة».
لقد ذبحت في تلك الولائم مئات الذبائح من الأغنام، وخبزت فيها عشرات أكياس الطحين، وساهمت في الخبز عشرات بل قل مئات النساء، وقدمت فيها مئات الكيلو غرامات من الرز والبرغل، وأديرت مئات المناسف والصياني، وطبخ الطعام في مئات القدور، وقدمت كميات هائلة من الألبان والخضار والفواكه، واستقبل الضيوف في عشرات الصوواوين وبيوت الشعر والمضافات.
لم يرغب أصحاب الولائم بأن نكتب عنهم، وعزفوا عن تقديم المعلومات التفصيلية، فليست الغاية من الوليمة أن تذكر أسماؤهم، أو أن يفوزوا بالشهرة، ولقد لخص الشيخ خليل الكشة الأمر في تصريحه التالي لموقع eraqqa بالقول: يكمن ما قدمناه في الدلالات الاجتماعية والوطنية التي يعبِّر عنها المهرجان، الذي يعمل على غرس القيم النبيلة في نفوس الناشئة، الذين سيصنعون مستقبلنا بالصورة التي يشرق بها في نفوسهم.
وأضاف: إننا نفعل ذلك إخلاصاً لتقاليد الكرم العربية، ولنؤكد إيماننا بوحدة الوطن وتلاحمه، والتفافنا حول قيادة السيد الرئيس الدكتور بشار حافظ الأسد.
الجدير بالذكر أن مدينة الرقة أحيت تقاليد الكرم العربي، لتعود به إلى عصر يشبه أزهى عصوره السالفة، حين أصبحت الفعاليات الاجتماعية والاقتصادية، تقيم الولائم لضيوف مهرجاناتها وندواتها وفعالياتها المتنوعة.
ستفوز الرقة بجائزة غينيس للأرقام القياسية، إذا قدمها مجلس مدينتها على أنها صاحبة أكثر الولائم سنوياً في الشرق الأوسط.