أحيت أوركسترا الطلبة السيمفونية وأوركسترا الطلبة للآلات التقليدية والكورال الشرقي حفلا فنياً مشتركاً على مدرج كلية التربية في جامعة دمشق تقديم قسم الأداء الجماعي في المعهد العالي للموسيقا وبرعاية الدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة.
بحضور أعداد كبيرة من المهتمين والذواقين للموسيقا الشرقية والغربية اكتظت بهم الصالة في كلية التربية فرقة الطلبة للآلات التقليدية بقيادة الأستاذ نزيه الأسعد يرافقه 24 عازف وعازفة و13 مغني ومغنية افتتحت الحفل بمجموعة منوعة من الموشحات وأغاني التراث ومنها " رماني بسهم هواك، حبيبي دعاني للوصال، يا غصين البان " إضافة إلى مقطوعات موسيقية في قوالب موسيقية منوعة والتي نالت إعجاب الحاضرين واستحسانهم.
قدمت بعدها أوركسترا الطلبة السيمفونية بقيادة الأستاذ ميساك باغبودريان قائد الفرقة السيمفونية الوطنية السورية يرافقه 61 عازف وعازفة مجموعة من روائع الموسيقا العالمية لأشهر الموسيقيين في العالم ومنهم " يوهان شتراوس، ادوارد غريغ " إضافة إلى عدد آخر من أهم الموسيقيين العالميين.
eSyria تابعت الحفل وأجرت اللقاءات التالية الأستاذ نزيه الأسعد قائد الفرقة الوطنية للآلات التقليدية تحدث عن الفرق بين الآلات الشرقية والآلات الغربية قائلاً " الآلات الشرقية لها منشأ واحد وهي تعتبر بداية للآلات السيمفونية ومنذ الاكتشافات الأثرية في سورية وبلاد الرافدين لهذه الآلات لم تبق على حالها بل تطورت تدريجياً حتى وصلت إلى وضعها الحالي ومنه على سبيل المثال آلات النفخ الحالية والتي تطورت من قرون الحيوانات إضافة إلى الآلات الوترية الأخرى ما أقصده أن الآلة الشرقية والعربية انتقلت إلى أوربا حيث تطورت هناك، ويضيف " الآلات الموسيقية الغربية في معظمها ذات مصدر شرقي فآلة الهارب الغربية هي آلة الغيثارة الفرعونية وآلة الكمان هي بالأصل من الآلات الوترية الشرقية التي تطورت على مر السنين.
وحول ما يميز العزف الشرقي والعربي عن العزف الغربي أضاف " ما يميز العزف الشرقي هو امتلاك الإحساس الواحد أو ما يسمى بالعربية بالقفلة فعند نهاية كل مقطع موسيقي تستمع إلى الجمهور وهو يقول الله وهذه العبارة لم تأتي عن عبث وإنما هي نتيجة انسجام وتكامل بين مختلف الآلات الموسيقية التي تقوم بالعزف، أما السيمفونية الغربية فهي عبارة عن اكوردات أو نغمات عامودية تعطي انطباع جميل للأذن بحيث تتواجد مجموعة منتظمة من النغمات تعبر عن الخاصية الموسيقية الغربية.
وعن دور القائد في الفرقة قال " يتوجب على القائد إعطاء إحساس لكامل أعضاء الفرقة لذا عليه تبني الإحساس بالعمل ونقل هذا الإحساس للفرقة لكي تؤدي على نسق واحد، هذا بالإضافة إلى موضوع السرعة والانضباط وتوحيد العمل الموسيقي والتوازن بين اتجاهات اليمين واليسار والوسط لكافة الآلات الموسيقية التي تؤدي في الحفل.
وفي حال خروج أحد العازفين عن الأداء الجماعي أضاف " يعتبر وجود الأخطاء أثناء أداء البروفات أمراً طبيعياً أما أثناء الحفل فلا بد أن يكون لدى العازف مشكلة ذهنية معينة ونحن في العادة نقوم بتصنيف العازفين ما بين ممتاز وجيد ومتوسط ومن الممكن تدارك خروج أحد العازفين عن الأداء الجماعي عبر التواصل مع العازفين المتقدمين في الفرقة والذين يملكون سرعة البديهة وذلك من خلال لغة متبادلة فيما بيننا.
العازف عدنان فتح الله طالب في المعهد العالي للفنون الموسيقية قسم الآلات التقليدية قال عن هذا الحفل " قدمنا مجموعة كبيرة من القوالب الموسيقية العربية لاقت استحسان الجمهور الحاضر وهذا يعوضنا إلى حد ما الجهود التي نبذلها للارتقاء بالمستوى الموسيقي لأعضاء الفرقة، والحفل على المسرح يعطينا الخبرة لمواجهة الجمهور ويساعدنا في تجاوز الرهبة لدى الصعود إلى منصة المسرح إضافة إلى كون هذه الحفلة من المواد المدرسة في المعهد وهي مادة الأداء الجماعي.
وحول ما تتميز به آلة العود التي يعزف عليها أضاف " لكل آلة موسيقية خاصية موسيقية تميزها عن غيرها من الآلات لذلك نحن نؤلف فرقة متكاملة تضم مختلف الآلات ولكن أهم ما يميز آلة العود أنها ذات صبغة شرقية خرجت من واقع مجتمعنا وبيئتنا وأنا أعزف على العود منذ كنت في السادسة من عمري ويتطلب العزف عليها الكثير من الأحاسيس والمزاج الخاص إضافة إلى كونها آلة طربية مميزة تطرب الحاضرين وتمتعهم.
الطالب ميفان نعمة قال عن آلة البزق " تعتبر آلة البزق من الآلات الفلكلورية الشعبية ونحاول في المعهد العالي للفنون الموسيقية الارتقاء بهذه الآلة لتكون من الآلات الأكاديمية المتقدمة، ورغم عدم تعود الناس على سماعها إلا أنني أبذل قصارى جهدي لإبراز الوقع الجميل الذي تتركه آلة البزق، وعن اختياره لهذه الآلة قال " ولدت في منطقة الجزيرة وكانت هذه الآلة متواجدة قبل ولادتي في البيت فهي تعتبر من العرف الشعبي في منطقتنا وأحببت العزف عليها لأنها تعتبر من الآلات الموسيقية القليلة الانتشار.
المهندس محمد الحسن من الأشخاص الذين تابعوا الحفل قال " الحفلة في هذه الليلة كانت غاية في الروعة وأنا شخصياً استمتعت كثيراً بحضورها ومن الجميل أن يجتمع في حفل واحد عزف شرقي يعطي إحساسا بالتراث والأصالة وآخر غربي يمنح أحاسيس منتظمة تداعب خيال كل شخص يسمعها، وأرجو أن تكون هذه التجربة بداية للاستمرار بإقامة مثل هذه الحفلات في المستقبل لإرواء الظمأ الموسيقي الذي نشعر به.