تذكر كتب التاريخ أن الذي بدأ بناء هذا الجامع هو نائب حلب الشهير (آقبغا الأطروش) , ومات قبل تمام هذا البناء فأكمله (دمرداش الناصري) نائب حلب اللاحق, وسمي منذ ذلك الزمن بعد وفاة نائبي حلب بجامع الأطروش أو الدمرداش. وهو جامع عظيم يقع تحت قلعة حلب وبالقرب من المدرسة الظاهرية "السلطانية" وكان نواب حلب في العصر المملوكي والعثماني يصلون فيه صلاة العيدين.
eAleppo زارت هذا الصرح الأثري في 25/6/2008, ونقلت ما كتب من نقوش تؤرخ لبنائه بدقة, فكانت ثلاث كتابات واحدة على المئذنة بسطر واحد وبخط نسخي ما نصه:" أنشأه الفقير إلى الله تعالى آقبغا الظاهري غفر الله له" والثانية فوق ساكف الباب الغربي للجامع, ومؤرخة سنة( 801هـ/1398م) بخط نسخي أيضا ونصه:" أنشأ هذا الجامع المقر العالي السيفي آقبغا الملكي الظاهري أعزَّ الله أنصاره بمحمد وآله, وذلك في شهر ذي الحجة سنة إحدى وثمان مائة" والكتابة الثالثة تعود لنائب حلب الدمرداش الذي أكمل جامع نائب حلب آقبغا الأطروش, وفيها: "عمَّر هذا الجامع المبرور الأشرف المولوي العالي العادلي الكافلي السيفي دمرداش الناصري مولانا ملك الأمراء أبو المساكين والفقراء, كافل المملكتين الشريفتين الحلبية والطرابلسية أعزَّ الله أنصاره وضاعف اقتداءه بمحمد وآله ابتغاء لوجه الله تعالى في العشر الأخير من شوال المبارك سنة إحدى عشرة وثمان مائة من الهجرة النبوية".
كما التقت eAleppo مع الباحث في التاريخ (محمد خميس) الذي حدثنا عن هذا الجامع الذي يعود إلى العصر المملوكي قائلا:" في الجامع كما تذكر كتب التاريخ عمودان يعدان من عجائب الدنيا, سواء من ناحية بنائهما أم من نوعية الرخام؟ وفي الجامع منبر مصنوع من الرخام الأبيض ومحرابه من الرخام الأصفر, والشبابيك مصنوعة من النحاس الأصفر, أما جدار الجامع الخارجي الغربي فهو فائق الصنع, والباب الموجود فيه مؤرخ في عام(811هـ / 1408م) بينما يعود الباب الشمالي إلى عام(812هـ/1409م) وترتفع المئذنة المثمنة الشكل إلى يسار الباب الرئيسي وتوجد إلى الشمال الغربي تربة الواقف الأطروش الذي دفن في زاوية الجامع الغربية الشمالية ضمن غرفة مربعة الشكل مع نافذتين على جانبين من جوانبها تعلوها قبة حجرية جميلة, وما تزال أفواج السياح حتى يومنا تزور هذا الجامع بعد زيارتها للقلعة, وهو معلم تاريخي هام في حلب يدل على الحضارة العربية".