بالتزامن مع احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية، افتتح الفنان (ناصر سلامة عبيد) معرضه للتصوير الضوئي في مركز أبو رمانة الثقافي (الأحد 16/06/2008) بحضور عدد من المتخصصين والهواة والمهتمين.
موقع (eSyria) أجرى حواراً مع الفنان (عبيد)، بدئ بسؤالنا عن توقيت إقامة هذا المعرض، أجاب: أتى توقيت هذا المعرض بالتزامن مع احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية، وكان هدفي من هذا المعرض تقديمه كعربون محبة ووفاء لهذه المدينة التي تجسد بثناياها الثقافة العربية الأصيلة.
هذه الصور أو اللوحات كما أسميها التقطتها بشكلٍ يفهم المتلقي حالة الحميمية التي تتمتع بها دمشق، من خلال رصد حركة الناس والأسواق، فهذه اللوحات تترجم للمتلقي حياة شعب دمشق اليومية ليكسب هذه المدينة طابع الحركة والحيوية ضمن اللوحات، وهدفي المباشر والشخصي من ذلك يكمن في تنفيذي لمبدأ التجميد أو إيقاف الزمن للحظة، من أجل مقارنة الوقت الماضي مع الوقت الحالي للقطة، وهذا يعني لي الكثير في داخليتي، فأنا أمزج بين الماضي والحاضر بنظرةٍ تجسدها عين الكاميرا.
وعن الجانب الفني والتقني للوحات المعروضة أضاف: أنا مهتم ومعتمد بنسبة كبيرة على التصوير بالأبيض والأسود لما يعطيني من إمتاع وروعة فهو أسلوب فني عظيم وغير معقد.
هناك لوحة في المعرض تجسد عربة لبيع الورد واقفة في أحد أحياء دمشق من دون صاحبها وكأنه ذهب لقضاء حاجة ما، هنا كان هدفي من هذه اللقطة تجسيد حالة الأمان المجودة في دمشق عندما يعود صاحب العربة ويجد عربته كما هي من دون فقدان شيء ليكمل يومه في بيع الورود من دون الخوف على مصدر رزقه.
ثم انتقلنا إلى لوحة يصور فيها الفنان أضواء السيارات في دمشق بتقنيه فنية تظهر أضواء هذه السيارات على أنها خطوط ضوئية، وسألناه عن هدفه من هذه الخطوط؟ فأجاب: عندما نأخذ صورة للسيارات بشكلٍ عادي يمكن ألا نضيف شيئاً للصورة أما إذا استخدمنا بعض التقنيات الموجودة في الكاميرات فمن الممكن أن نعطي اللوحة الحركة والحيوية وإثارة الانتباه.
أما اللوحة الثالثة فتجسد صورةً ملتقطة لدمشق من جبل قاسيون، كان الهدف منها: عندما أنظر إلى دمشق من قاسيون أحس بالراحة والبعد عن الضجيج فخاصية الهدوء مهمة جداً للفنان وتكسبه التأمل، حتى إنه يشعر أن هذه المدينة هي من ملكه الشخصي.
لا نلقي القمامة في الطريق، لا نشوه الجدران الدمشقية القديمة بلصق الأوراق والملصقات عليها، الترميم، الحفاظ على الطيبة بين شعبنا وعدم الهرولة وراء العادات الغربية، والكثير من الطموحات التي أتمناها لهذه المدينة، وعلى الجيل الجديد أن يتحمل كل مسؤولياته في حفاظه على هذه المدينة وجمالياتها.
ومن هواة التصوير الضوئي الشاب (سامر المعاز) الذي سألناه عن رأيه بالمعرض فأجاب: المعرض رائع وجميل، يكمن ذلك في رصد الفنان لمواقع ومعالم دمشق وأسواقها الشعبية وحرفها، فالفنان يعكس واقع دمشق ويجسده من خلال تمازجه بين الناس، برصده لحركة دمشق وساكنيها في كل لوحاته.
ومن الحضور للمعرض كان المخرج (رياض هاني رعد) الذي تحدث عن شخصية الفنان (عبيد) في التقاطه للصور بقوله: أنا أرى داخلية الفنان (عبيد) في التقاطه للصور، فمهما كانت اللقطة محايدة أو مقصودة عنده فهي تشير إلى شخصيته بطريقة أو بأخرى، هناك لوحة تجسد حيواناً أليفاً ينظر من نافذة أحد المنازل بطريقة حزن أو صفاء، وكأنه يريد هذا الحيز من الحرية في خروجه من المنزل.
وأضاف: الفنان (عبيد) يريد أن يمنح المتلقي زاوية أكبر في حرية التفكير والمداليل من خلال رصده لمستوى العمق والأبعاد الأربعة في اللوحة ونجاحه الكبير في الإشارة إليها.
في حين أشار المخرج (رعد) إلى واقع التصوير الضوئي متمنياً الاهتمام أكثر به وبرواده، لما في سورية من فنانين يملكون مستوى عالياً من الإبداع والعطاء يستطيعون أن يقدموا أعمالهم في أهم المعارض العالمية ويكونوا من الأسماء اللامعة بهذا المجال.
الفنان (ناصر سلامة عبيد 1963) من السويداء، خريج جامعة دمشق- كلية الفنون الجميلة- قسم العمارة الداخلية، شارك في العديد من المعارض على مستوى سورية ويعمل حالياً مهندساً للديكور في دمشق.