ليس العنوان بقصد الإثارة، إنما هو بقصد التّعبير عن الحقيقة فالفنّان المغمور السّيد "علي صّالح الطّه" المولود في "تدمر" في عقده الخامس من العمر والذي كان حظه من التعليم قليلاً لسبب صحيّ، استطاع أن يعيدنا إلى أعماق التاريخ... إلى أكثر من ألف وسبع مئة سنة ، أي إلى أيّام الملكة "زنوبيا".
"علي" فنّان تشكيلي شامل جال بفنه كافة فنون العمارة إضافة إلى أعمال الديكور باستخدام الجصّ والجبس(الجبصين).
لا أحبّ أن أرى "تدمر" آثاراً بل أريدها عامرة ليس في الخيال بل بالواقع من خلال هذا المجسّم لـ "تدمر"، أي ليس كما هي الآن آثاراً و أطلالاً بل كما كانت أيام ازدهارها في عهد "زنوبيا"
ما الجديد عند "علي الطّه"؟ إنها المدينة الأعجوبة "تدمر" !!!. موقع eHoms التقى الفنان التدمري "علي الطه" في 20/7/2008 والذي حدثنا عن عمله قائلاً: «أعدت بناء "تدمر" كما كانت أيام "زنوبيا وزبداي وأذينة" بمعابدها العامرة وشوارعها المسقوفة وحماماتها الواسعة الرائعة. لقد صنعت مجسّماً لمدينة "تدمر" مطابقاً تماماً للمدينة وهي في أوج ازدهارها، حيث استندت في رؤيتي الحقيقية للمدينة من خبرتي التي اكتسبها من عملي مع البعثات الأثرية التي كانت تقوم بأعمال الترميم في المدينة كما استعنت بمخططات دقيقة موثقة من علماء وباحثين وأثريين بحيث جعلت من عملي تحفة ورسالة تصلح لأن تدرّس في كليات التاريخ والآثار والهندسة المعمارية والمدنية». وليس الحديث هكذا من باب المبالغة بقصد تفخيم هذا العمل الرائع لا بل ذلك من باب إحقاق الحقّ. ومن خلال الصور يمكن للمشاهد أن يلاحظ إلى حدّ كبير عظمة هذا الإنجاز.
وعن سبب بناء هذه المدينة التي أخذت منه الوقت الطويل الذي يكاد يكون خمس سنوات أجابنا قائلاً: «لا أحبّ أن أرى "تدمر" آثاراً بل أريدها عامرة ليس في الخيال بل بالواقع من خلال هذا المجسّم لـ "تدمر"، أي ليس كما هي الآن آثاراً و أطلالاً بل كما كانت أيام ازدهارها في عهد "زنوبيا"».
** نعم، كثير ممن سمعوا بهذا العمل من أبناء "تدمر" جاؤوا لزيارته وكثير من السوّاح الأجانب حضروا و أخذوا له صوراً.
** لا بالتأكيد، لأن الزوار ضيوف على البيت فهذا العمل ليس إلا ممارسة لهواية وليس بقصد الربح، بل إن الزوار يكلفونني خسارة أعتزّ بها حيث لا بدّ من إكرامهم رغم أن تمويل هذا العمل كان على حسابي الخاصّ.
** قد يحتاج إلى ثلاث سنوات، حيث أنني غير متفرّغ تماماً، فأنا أعمل لأعيل أسرتي وأخدم هذا المشروع أيضاً. وإن توفر التمويل المادي قد أتمكن من عرض العمل مكتملاً خلال عام إن شاء الله.
** نعم، الأولاد والزوجة ولكن في إطار محدود كمناولة أداة أو تحضير الجبس أو الماء أو غير ذلك.
** حالياً لا، لكن ربما يحصل ذلك إذا تقدّم لشرائه من يقدّر قيمة هذا العمل ويعوضني ما أضعته من تعب ومال.
** نعم، فهي مصممة لتكون قابلة للفكّ وإعادة البناء.
من الجدير بالذكر أن السّيد "علي" قام بنقل مجسّمات لجمال (إبل) بحجمها الطبيعي من متحف "تدمر" الوطني إلى متحف التقاليد الشعبية حيث قام بتقطيع هذه المجسّمات وأعاد بناءها داخل غرف المتحف من جديد، فحلّ إشكالاً ومشكلة على قدر من الأهمية. ذلك كان "علي الطّه" وكانت تلك "تدمر" "زنوبيا" العامرة في بيت السّيد "علي صالح الطّه".