من فضائل المجتمع انه لا يسلو من ذاكرته ما ينشر من إعمال خيرية وإنسانية بين أفراده، ليصبح نموذجا يحتذى به، وبعض المبادرات المجتمعية يقدمها أصحاب الأيادي البيضاء بهدوء وصمت ولكن يصبح لزاما علينا الإضاءة على أفعالهم الإنسانية التي تغير مسار عمل وتنقله إلى ظروف أفضل تنعكس سعادة وفرح على الوجوه الناس المحتاجة كمبادرة مؤسسة الأخوين مقلد في السويداء المتمثلة بشراء باص بولمان حديث لنقل مرضى السرطان من المحافظة لتلقي العلاج في دمشق.

نداء جمعية أصدقاء مرضى السرطان يلقى الاستجابة

اوضح الدكتور "عدنان مقلد" رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء مرضى السرطان لموقع مدونة وطن esyria ليس غريبا عن الأخوين هشام و أيسر حمود مقلد مساهمتهم في الإعمال الخيرية فقد قدموا منحة للطلبة الجامعين براتب وصل قيمته الشهرية إلى ٣٠٠ إلف ليرة ، ولمدة عشرة أشهر في السنة لذلك لم يتوانيا عن تلبية استغاثت جمعية أصدقاء مرضى السرطان بوجود عدد كبير من المرضى لابد من نقلهم من السويداء وريفها إلى دمشق كي يتلقون العلاج والجرعات المناسبة في مشفى البيروني بدمشق، ويتابع مقلد حديثه: بعد استهلاك العمر الاقتصادي لباص الجمعية الذي قدمه المحسن الكبير الراحل أنور الجرمقاني، والذي يعتبر احد أهم المساهمين في تنمية عمل الجمعية منذ زمن التأسيس عام 2006، والباص يتسع إلى ٢٥ راكب وهو ينقل يوميا حوالي ٣٥-٤٥ راكبا ما تسبب في زيادة الحمولة والضغط والأعطال، وقد تجاوز مدة الاهتلاك خمسة عشرة عاما، فبادرا بشراء بولمان لغرض نقل المرضى وتامين الراحة لهم كعمل إنساني خيري.

الدكتور عدنان مقلد

وأضاف "د. مقلد" حقا من يفعل الخير يدخل الذاكرة الوجدانية والإنسانية حيث يقول الشاعر:

من يفعل الخير لا يعدم جوازيه

الباص القديم

لا يذهب العرف بين الله والناس

وأوضح مقلد : أن السويداء تتصدر قائمة وزارة الصحة بنسبة الإصابة بمرض السرطان وقد احتلت المرتبة الأولى، ووصل عددهم ما بين ٧٥٠٠-٨٠٠٠ مريضا، هي اليوم باتت بحاجة إلى وسيلة نقل اكبر يتسع لعدد ركاب أكثر لتقديم الخدمة الصحية والعلاجية لهم، خاصة وان غلاء أسعار الأدوية وتكاليفها الباهظة قد أرهق المجتمع ماديا بشكل كبير واستنزف قدرات معظم المغتربين والمتبرعين المحليين.

شعار الجمعية

بولمان حديث ينقل المرضى إلى دمشق ويؤمن الراحة لهم

السيدة "لمياء الزغبي" عضو مجلس إدارة والمشرفة على متابعة المرضى ونقلهم من السويداء إلى دمشق وبالعكس أشارت في حديثها إلى قضية نقل المرضى التي أصبحت تؤرق العمل نتيجة دخول الباص الموجود لدينا إلى الصيانة والإصلاحات وما أن وصل الخبر إلى الأخوين "هشام وأيسر حمود مقلد" في الاغتراب عن حاجة جمعية أصدقاء مرضى السرطان لوسيلة نقل، حتى بادرا بشراء بولمان حديث بالمواصفات المميزة وقدماه للجمعية لنقل المرضى وتامين الراحة لهم، يتسع إلى ٥٦ راكب وبقيمة ٧٠ ألف دولار الأمر الذي سهل عملية نقل مرضى بعدد مضاعف بشكل يومي إلى دمشق لتلقي العلاج المناسب في رحلتهم العلاجية.

وبينت الزغبي أن حاجة الجمعية اليوم أكثر من ذي قبل لوسيلة النقل إضافية بعد معاناة كبيرة تعيشها الجمعية في توفير الأدوية والقدرة على مساعدة المرضى، وجاء تبرع الأخوين مقلد عبر مؤسستهما الخيرية إضافة للتبرعات الخيرية والإنسانية الأخرى، تعبيرا عن ثقافة تبرع والتطوع الإنساني.

الجدير بالذكر أن جمعية السرطان تسهم عبر المتبرعين وأصحاب الأيادي البيضاء بتقديم مساعدات تنحصر في قيمة الأدوية بأكثر من مليارين ل س سنويا ...وهي بازدياد لان مرض السرطان وللأسف يزداد سنويا بين كل ١٠٠ إلف نسمة يصل إلى ١٦٥-١٧٥ مريض الأمر الذي يزيد أعداد المصابين ب٧٥٠ مريض جديد سنويا بكلفة تقديرية لكل مريض ضمن خطة علاج تزيد عن ما بين ٥٠ - ١٠٠ مليون ل س ولهذا نوجه نداء إغاثة للمنظمات الإنسانية والمؤسسات الخيرية و الأيادي البيضاء الانتمائي