ثمة مقولة محلية تعلل تسمية هذه البلدة وهي: (كان في قديم الزمان بئر ماء وسط البلدة، وكلما اقترف الإنسان ذنباً فرضت عليه عقوبة رفع الماء بالدلو من البئر وسكبه في قناة جارية قريبة، "القنا جرى" إذاً كان تعبيراً عن جريان الماء في الساقية، يقولون أيضاً أن أصل التسمية هو "القن والجرة" نظراً لكونها كانت مضرب مثل بالوفرة والخير وقام الزمن بتحريفه ليصبح "القنجرة").
تقع بلدة "القنجرة" في هضبة "البهلولية" على ارتفاع 89 م عن سطح البحر، فوق هضبة كلسية تنحدر باتجاه الغرب لتتصل بالشريط الساحلي، تبعد هذه القرية حوالي 9كم إلى الشمال الشرقي من مدينة "اللاذقية" على ميمنة طريق "كسب"، بيوت البلدة القديمة كانت مبنية من الحجارة والطين وتطورت الآن لأبنية حديثة موسَعة بذلك العمران باتجاه الشمال والغرب، بينما يشكل سد "القنجرة" عائقاً طبيعياً لهذا التوسع من جهة الجنوب.
"القنجرة" بلدة عريقة ومما أكد ذلك العثور على رقيم فخاري في مدينة "أوغاريت" القريبة تبين أنه وثيقة تجارية هامة تم توقيعها بين تاجر من "خربة الولايات"– وهي أحد أهم الخرائب الموجودة في القرية– وبين أحد تجار المدينة.
سد "القنجرة".!
"القنجرة" قرية ساحرة الجمال بطبيعتها ففيها السهل والوادي وأشجار زيتون خضراء كانت مورد رزق أهالي البلدة ومازالت، وعلى هامش إنتاجهم الوفير قامت في البلدة أربعة مكابس آلية حديثة لعصر الزيتون واستخراج زيت أصلي اشتهر بجودته ووصلت هذه الشهرة كافة أنحاء القطر، زراعة الأشجار المثمرة والحمضيات تعتبر أيضاً مورداً وإن لم تصل مساحتها للمساحة التي يغطيها الزيتون، ويتكفل سد "القنجرة" بمساعدة قناة الري القادمة من سد 16 تشرين بإرواء هذه الأشجار، في عام 1963 أحدث في القرية مجلس بلدي تشمل خدماته منطقة جغرافية واسعة مما يجعل تجمع بلدة "القنجرة" من أكبر التجمعات البشرية المنشرة على الشريط الساحلي على محورالطريق العام ( اللاذقية– كسب).
والجدير بالذكر إن البلدة أنجبت عشرات من حملة الدكتوراه في شتى المجالات والاختصاصات رفعت سورية بهم رأسها عالياً.
قرية القنجرة.... قريتي.... زوروها وتأملوا جمالها الطبيعي ونقاوة قلوب سكانها... وحالوا أن تصغوا بعمق إلى بوح خفي عن قصص اجدادنا القدماء.... تعكسه أعماق الأرض الدفينة وآثارها الباقية.