«تعد الموسيقا لغة التعبير الثقافي عن تاريخ وحضارة الأمم، وهي مستمرة بأنغامها وأفكارها، لأنها تحمل مدلولاً إنسانياً وحضارياً، ولا تجد أمماً عبر التاريخ خلدت إلا عن طريق أدبائها ومفكريها وفنانيها، ولهذا فإن الموسيقي والفنان له الخصوصية في نشر معالم الزمان والمكان للشعوب».
هذا ما تحدث به المغني "بيان رضا" خريج المعهد العالي للموسيقا لموقع eSuweda بتاريخ 18/9/2008حيث أضاف قائلاً: «ولأن الموسيقا هي لغة الناس والحضارة فقد استطاعت الأستاذة "لبانة القنطار" أن تجسد تلك المفاهيم وتقدمها للعالم بلغة وأسلوب ثقافي يجعل الغرب يقف مندهشاً ومتأملاً لهذا الحضور والصوت، وأنا كأحد طلابها في المعهد فقد علمتني أصول الغناء، وهي المتميزة بالحضور والقدرة على التعبير والتمثيل الدرامي في الغناء الأوبرالي وإيصال البعد الإنساني والاجتماعي في الغناء الشرقي، لأن صوتها الذي أصبح عالمياً ونادراً على المسارح الغربية والعربية، ذو خصوصية فهو من نوع /سوبرانو درامتيك-كورالاتورا/ وهو يعني الصوت الثقيل الدرامي الذي يستطيع أن يغني النوتة السريعة العالية بإتقان مع السيطرة الكاملة في طبقات جواب الجواب لعلامة "فا"».
الفنانة السورية "لبانة القنطار" التي عادت مؤخراً من سفرها إلى أرض وطنها الحبيب "سورية" بعد أقامتها 9 عروض أوبرالية على مسارح "إيطاليا"، حصلت على تصفيق جمهور "روما" الذين عبروا عن إعجابهم بهذا الصوت القادم من سورية والذي لم يستمعوا إلى مثيله منذ زمن بعيد
أما عازفة الكمان في الأوركسترا السيمفونية الوطنية "سوسن اسكندر" التي رافقت "لبانة القنطار" إلى روما، فتحدثت قائلةً: «الفنانة السورية "لبانة القنطار" التي عادت مؤخراً من سفرها إلى أرض وطنها الحبيب "سورية" بعد أقامتها 9 عروض أوبرالية على مسارح "إيطاليا"، حصلت على تصفيق جمهور "روما" الذين عبروا عن إعجابهم بهذا الصوت القادم من سورية والذي لم يستمعوا إلى مثيله منذ زمن بعيد».
وأضافت: «ما حققته المغنية الأوبرالية العالمية "لبانة القنطار" كان أكثر من إثبات وجود للشرق، بل الشعور الحقيقي بالفخر والاعتزاز بوجود أصوات عربية قادرة على التعبير بثقافة وفكر الموسيقيين العالميين أمثال "موتسارت" الذي قدمت له /أوبرا الناي السحري/ واختارت أصعب الأدوار فيها وهي /ملكة الليل/ التي تحتاج إلى صوت من النوع /سوبرانو درامتيك- كورالاتورا/، ولهذا كان تعبير الجمهور متميز بوجود الفنانة السورية تمثل ما أراده "موتسارت" من كتابته دور ملكة الليل الذي لم يعبر عنه صوت منذ أن كتبه "موتسارت" حتى تاريخه».
موقع eSuweda التقى الفنانة العالمية "لبانة القنطار" بالحوار التالي:
** جاءت مشاركتي نتيجة لدعوة الأمانة السورية للتنمية TRST للمايسترو "ستيفانو فينياتي" حين أقمنا ورشة العمل مع مغنيين أوبرا سوريين في "دمشق" والتي من خلالها تم اختياري للمشاركة في مهرجان "توشا" للغناء الأوبرالي في "إيطاليا" بدور"ملكة الليل" في أوبرا "الناي السحري لموتسارت" حيث قدم في المهرجان 13عرضاً في مدن ومسارح إيطاليا ونصيبي كان 9عروض منفردة من 13عرضاً، طبعاً رافقني الزملاء عازفو الأوركسترا السيمفونية الوطنية السورية منهم: "سوسن اسكندر، وساري العش، ومهند خطبا وغيرهم".
** الأوبرا تحمل شخصيات عديدة وهي بعنوان "الناي السحري"، ولكن ما يميز دور ملكة الليل هو أن دورها يحتاج إلى إمكانية صوتية مميزة لأن دورها شرير ولذلك يجب التعبير عن دورها بشكل درامي مميز، فقد كتب الموسيقار الكبير "موتسارت" دورها لأصحاب الأصوات النادرة كما ذكر ذلك نقاد متخصصون في إيطاليا، والذي يجيد دورها يحمل طبقات صوتية عالية في "جواباتها" وعلى الأقل يستطيع أن يغني بمساحة لا تقل عن ثلاث "أوكتافات" مع السيطرة والقدرة والتقانة والتحكم في غناء النوتة السريعة عالية الإتقان، وهذا في الحقيقة من أصعب الأدوار التي كتبها "موتسارت"، لكن ما ميز العروض تقديمها في الهواء الطلق /مسارح مكشوفة/ ووضع الديكور المسرحي الذي ينبيك عن المدلول التاريخي الحضاري للمنطقة وربطه بعملية التناغم بين الحاضر والماضي في الزمان والمكان ومدى ارتباطه بالمشهد الثقافي الدرامي الاجتماعي والإنساني.
** نعم في 2004 غنيت في دور ملكة الليل من أوبرا "الناي السحري لموتسارت"، وفي 17 عرضاً في أنحاء بريطانيا، لكن هذا المهرجان كان يحمل منافسة كبيرة بالأصوات والإمكانيات، لأن العادة جرت أن يغني هذا الدور مغنيات "سوبرانو" ذات صوت رفيع وخفيف لسهولة التعامل مع حالته الدرامية، لكنه هو كُتب لصوت /سوبرانو درامتيك- كورالاتورا/ يعني الصوت الثقيل الدرامي الذي يستطيع أن يغني النوتة السريعة العالية بإتقان، بهدف تطابق الدور مع طبيعة الصوت وقدرته على التأثير الفيزيائي والنفسي على المتلقي، وإدارة المهرجان والنقاد والباحثين في هذا المجال عبروا عن إعجابهم بالتعبير الدرامي وأيقنوا بشكل لا يقبل الشك بأن هناك أصوات عربية "درامتيكية" نادرة وقادرة أن تعبر عن ثقافتهم الفنية باقتدار.
** في الحقيقة عندما غادرت بلدي "سورية" شعرت وأنا أحلق في السماء وأنظر من نافذة الطائرة بأن أرض الوطن بمروجه وسهوله مع أكثر من 17 مليوناً من الأهل والأصدقاء والمحبين يقولون لي: "عليك أن تمثلي سورية التاريخ وتثبتي للعالم أجمع أن سورية العربية غنية بتاريخها وبأهلها، وهي قادرة أن تنشر دروساً ثقافية على أرض كل البلاد في العالم وبثقافتهم"، ولهذا شعرت كعربية عامة وسورية خاصة حقاً باعتزاز بنفسي إلى درجة كبيرة وعزائي الوحيد، ما عبر عنه الجمهور والصحف الإيطالية عندما كتبت في البرونشيت العريض قائلة: "فنانة سورية استطاعت أن توصل لنا ما كنا بانتظاره منذ زمن بعيد"، لأن الموسيقار "موتسارت" عندما كتب أوبرا "الناي السحري" خصص شخصية ملكة الليل لصوت يحمل مواصفات خاصة للتعبير عما كتب، وأنا أحمد الله أنني توصلت إلى إقناع العديد من النقاد والمثقفين والمفكرين في تلك البلاد بالأصوات العربية بأنها قيمة فنية عالية، خاصة أنني أقدم في بلد غير بلدي، في بلد هي صاحبة هذا النوع من الأجناس الفنية الثقافية الموسيقية.
* مشاريعك الفنية الجديدة؟
** ضمن مشروع الأمانة السورية للتنمية TRST سيتم عقد ورشة عمل لمغني أوبرا في سورية، وعلى أساسها يتم الاختيار للمشاركة في أوبرا استوديو في "برلين" وذلك خلال الشهر القادم وأقوم بالتحضير لتقديم ثلاث أعمال أوبرالية وهي: أوبرا "دون جوان"، وأوبرا "هكذا هن النساء جميعاً"، وأوبرا "زواج فيكرو"، "لموتسارت".
والفنانة "لبانة القنطار" قد حصلت على الجائزة الرابعة في مسابقة الغناء الأوبرالي العالمية في بلغراد عام 1996، وجائزة الجمهور الأولى، في بلغراد عام 1996، كما نالت الجائزة الخامسة عالمياً في غناء الأوبرا في مسابقة الملكة إليزابيت العالمية في بروكسيل عام 2000. ونالت شهادة ولقب "لورييت"، وقدمت العديد من الحفلات الخارجية منها على سبيل المثال: غنت دور فيوليتا من أوبرا "لا ترافيتا لفيردي" ودور باترفلاي من أوبرا "مدام باترفلاي" مع الفرقة السيمفونية الوطنية السورية في قاعة حفلات جامعة "كاليفورنيا" في "لوس أنجلوس" عام 1999، ثم غنت في حفلات ومهرجانات مثل: (أوركسترا أوبرا والوني بقيادة المايسترو "فريدريك بليير" في "لييش" ببلجيكا، وحفل غناء الليدر مع عازفة البيانو البلجيكية "أنغة سبينيتي" في دار أوبرا مونيه في جامعة بروكسل، وحفل غناء الليدر مع عازفة البيانو البلجيكية "دانييل بلومنتال" في دار أوبرا مونيه جامعة بروكسل، وأحيت حفلات في "جينيت" و"هاسلت" في بلجيكا، كما شاركت في مهرجان "موتسارت" في مدينة "ليل" بفرنسا مع فلامزيه راديو أوركسترا وجمعية كورال بروكسيل بقيادة جانوس أكس، وكذلك في مهرجان فيردي المدعو "موزيكا فيفا" في "بريمن" ألمانيا على مسرح دي غلوك مع نيكولاس هرودنيك، وما بين 2001 و 2002 ومن خلال عقد ارتباط مع مسرح بريمر في ألمانيا غنت أدوار فيوليتا من "لا ترافياتا" لفيردي، ميكائيلا من أوبرا "كارمن" لجورج بيزيه والسيدة الأولى من اوبرا "الناي السحري لموتسارت"، وخلال عقد عمل مع غليندوبورن بروداكشنز ليمتد، لويس، إنكلترا، وفي عام 2007 شاركت في حلقة بحث حول الأوبرا الإيطالية تحت إشراف المايسترو ريكاردو موتي على مدى أسبوع في "فاليتا" بمالطا.