«عرفتها طفلة صغيرة، لكن نظرة عينيها استوقفتني، وفي لحظة فيها من الأسرار الشيء الكثير، أدركت أن هذه الصبية ستملك مفاتيح المستقبل، حينها حصل الانبهار الأول "سارة"»، هكذا تقول الفنانة التشكيلية السورية "مها قوّاص" عن الفنانة "سارة شمة".
موقع "esyria" زار بتاريخ 13\10\2008 معرض الفنانة التشكيلية السورية "سارة شمة" في غاليري "آرت هاوس" وحاولنا ان ننقل لكم حديث بسيط لموقعنا مع الفنانة التشكيلية "سارة شمة".
أن الفن في سورية بدا يتحرك جيدا وهو بحاجة للتقنية العالية لتحلق في سماء اللوحة التشكيلية ولتعلو بفنانيها عاليا، كما شكرت موقعنا على متابعة أعمالها الفنية
وهنا تخبرنا التشكيلية السورية "سارة شمة" عن بداياتها والذين شجعوها في مسيرتها الفنية فتقول: «لكل فنان بداية خاصة به وأنا بدايتي كانت من البيت الذين شجعوني كثيرا على الفن وخاصة والدي ووالدتي اللذان كانا إلى جنبي دائما في مسيرتي الفنية وكان أول شيء قدموه لي أهلي هو إقامة "غاليري" صغير باسمي فهذا الغاليري كان دافعا قويا لأتابع بداية الطريق الذي بدأته».
وتحدثنا "سارة" عن لوحاتها فتقول: «الحلم والحقيقة وحتى الخيال في لوحاتي "واحد"، حيث إن الفن ليس واقع فقط بل هي رؤية للواقع بمنظور خاص ولكل واحد منا نظرته وهذه النظرة والتعمق الخاص يؤدي إلى عمل خاص يتميز به الفنان ودائما أقول إن العمل الخاص يتطلب الصدق والتكنيك، فانا في لوحاتي ليس لدي رموز معينة بل هناك حالة استرخاء وصفاء واعتقد أن التأمل والصفاء دائما يخرج أشياء جديدة وأنا أتخيلها واراها ويهمني دائما التواصل من الفكرة الفنية، فان الفن تكمل "سارة شمة" هو حالة تواصل شعوري مثله مثل "الموسيقى" وهذه هي طريقة تعبيري الشعوري لجمهوري».
وعند سؤالنا لها عن هذا المعرض ورحلتها الروحية التي عبرت عنها من خلال اللوحات قالت: «هذه الرحلة الروحية مفتوحة وليست لها نهاية ربما هي حالة شبيهة بحالة "نير فانا" حيث التأمل العالي وهذه هي حالتي ولوحاتي هذه تفرحني حتى افرح الآخرين، فانا لبس لدي مثل أعلى كما يقولون بل أنا اطلع على كل الأشياء من حولي وأحيانا كثيرة للأشياء التي هي غير موجودة، ففي هذا المعرض تلاحظون ظهور شخصية جديدة في لوحاتي وهو شخصية الطفل، فانا اعتبرها حالة جديدة وجميلة حيث تشريح جسمه شيء جديد علي وأنا أحب تعبير وجهه كثيرا كما أحب هذا التعبير الصافي الذي بعينيه وأحاول متابعتهم ومتابعة كل الطفل كيف يكبر ويؤسس أسرة جميلة، وشخصية "خالد" الموجودة هنا في اللوحة هي شخصية "أخي" عندما كان صغيرا فانا أحب تعابير وجهه كثيرا وأحس أن وجهه مازال نظيفا كوجه طفل حتى الآن، فانا أحببت هذا التعبير المستقر بوجهه فشدني تعابير عينينه ورسمته عن صورة قديمة».
تكمل لنا الفنانة السورية "سارة شمة" حديثها الدافئ فتقول: «إن اللوحة دائما تكون عندي في طور التحديث والتقدم ولا يتوقف عند حد معين، وان المتعة الدافئة هي التي تنجح لوحاتي فانا ليس لدي حلم معين وفي كل معرض أو عند استلام كل جائزة أحاول أن أنجز عملا جديدا وأقيم معرضا جديدا وأشارك في مسابقة جديدة فجميل أن يكون للمرء طموح نحو الأفضل، إن الجوائز تكمل "شمة" جميلة وتحقق التواصل مع شريحة جديدة من العالم ولكن هذا ليس هو الحلم بل يبقى الهدف اعمل لوحة جديدة تؤثر فيني وان أكون سعيدة اتجاه هذه اللوحة».
سألناها عن هدفها وهل توصل الفن التشكيلي السوري إلى حالة الإبداع فقالت: «هدفي أن لايخف الإلهام ومصدر إلهامي هو كل شيء مرات "الهوا" "العالم" وأوقات كثيرة "الموسيقى الصوفية" إنها تلهمني كثيرا وأطير بريشتي معها عاليا، أما عن اللوحة التشكيلية السورية تكمل "سارة" إننا لم نصل بعد إلى لوحة تشكيلية حرة فلدينا تشكيليين سوريين ماهرين ولكن نحتاج إلى تقنية عالية ومميزة وخاصة في المدارس والجامعات، وكفن سوري لدينا شيء مميز غير موجود في العالم ربما هي العاطفة والدفء ولكن ينقصنا التكتيك».
وتقول الفنانة التشكيلية "مها قوّاص" عن التشكيلية السورية "سارة شمة": «صوغ عطرها فاق كل الورود في بستان الفن التشكيلي، عرفتها طفلة صغيرة، ولكن نظرة عينيها استوقفتني، وفي لحظة فيها من الأسرار الشيء الكثير، أدركت أن هذه الصبية ستملك مفاتيح المستقبل، حينها حصل الانبهار الأول "سارة"، يوما بعد يوم، عاما بعد عام، كانت الصبية التي تكبر قدر الآمال والأحلام، بل لنقل أنها فاقت المتوقع والمأمول، "سارة" الرقيقة المرهفة خاضت لعبة الفن بموهبة وإبداع تتجاوز سن عمرها المبكر، مما يؤكد عمق الموهبة الأصلية التي تميزت بها عن أقرانها، فيمتلك المرء الذهول الممزوج بالانبهار حين التطلع إلى أعمالها، كيف لسارة الرقيقة أن تحقق بفرشاتها هذه الأعمال الهائلة، هذه الملامح التي تتناول الإنسان في كل حالاته الإنسانية من الحلم إلى الحقيقة ومن الحب إلى الألم، من الواقع إلى جموع الخيال وانفلاته خارج إطار الجاذبية وقيودها الصارمة، أزورها في مرسمها، أرنو إلى أعمالها العديدة، ويسرح بي الخيال ينقلني بعيدا في رحلة روحية عجيبة، انتقل مابين شخوص "سارة" وأطفالها المستقرين بأمان على سطح قماشها وروائح ألوانها بمحبة المستكين إلى رسم مصيره بأيد أمينة وروح دافئة، إلى لحظة التحرر الروحي من القيود الدنيوية لشخوص المولوية، فنانون كثر عرفناهم وأحببنا أعمالهم، لكن "سارة" هي نكهة الاختلاف في العمق والمضمون».
وبعودتنا للفنانة التشكيلية السورية "سارة شمة" أكدت:« أن الفن في سورية بدا يتحرك جيدا وهو بحاجة للتقنية العالية لتحلق في سماء اللوحة التشكيلية ولتعلو بفنانيها عاليا، كما شكرت موقعنا على متابعة أعمالها الفنية».
ومن بعض المعارض الفردية التي أقامتها الفنانة التشكيلية "سارة شمة" هي:
-2008 آرت هاوس "دمشق".
-2008 مركز سوق واقف الفني، تنظيم آرت هاوس "الدوحة"، "قطر".
-2008 أكاديمية آداب السلوك، تنظيم آرت هاوس "دبي".
-2007 نادي الكورنيش، تنظيم فاتنة السيد، "الكويت".
-2007 آرت هاوس، "دمشق".
-2004 صالة كلمات، "حلب".
-2004 صالة كاريزما، تنظيم فاتنة السيد، "الكويت".
-2002 صالة نصير شورى، "دمشق".
-2001 نادي شل الثقافي، "دمشق".
-2000 صالة نصير شورى، "دمشق".
ومن بعض الجوائز التي نالتها الفنانة في مسيرة فنها هي:
-2008 الجائزة الأولى للرسم في مسابقة الفن العالميwatherhouse للتاريخ الطبيعي في متحف جنوب "استراليا".
-2006 جائزة نقابة الفنون الجميلة "بدمشق".
-2005 رشحت لنيل الجائزة العالمية لمجلس مقاطعة كاستيون للتصوير الزيتي في مدينة "كاستيون" "الاسبانية".
-2004 كرمت من قبل القصر الجمهوري "بدمشق".
وفي النهاية ننوه أن الفنانة "سارة" هي من خريجة الفنون الجميلة "دمشق" قسم "التصوير الزيتي" لعام 1998، وهي عضوة في "نقابة الفنون" بدمشق، وعضوة لجنة التحكيم في المعرض السنوي 2006 لفناني "سورية" المقام من قبل "وزارة الثقافة".