لم يكن يعلم أنه سيتابع خطى والده في الكتابة، بل لم يكن أحد يفكّر كيف يمكن أن يتحوّل لاعب كرة سلة إلى مهندس ثم إلى رجل أعمال ناجح.
بعد أن أثبت قدراته في "حلب" انتقل إلى "العين" ليكون له شأن كبير في مجال الأعمال ، إنه "إياد جميل محفوظ"، ولد في "حي الجميلية" في "حلب" عام /1956/، لاعب كرة سلة سابق، بل هو واحد ممن صنعوا أمجاد السلة السورية، كما وصفه كثيرون.
بتعرفوا ليش اللاعب الدولي الكبير "إياد محفوظ" لُقِِبْ بأبو حديد؟ لأنه في إحدى المباريات قفز بالهواء ووضع الكرة بالسلة وفي لاعِبَيْنْ إثنين من الفريق الخصم متعلقين فيه وماتركوه. نعني بالعربي الفصيح طالعن معه لفوق وحط الكرة بالسلة وهنن متعلقين فيه ونزل عالأرض ولسه هنن معلقين فيه قام نفض حاله متل الغضنفر قام واحد طب عاليمين وواحد طب عالشمال وهو مالو خبر إش عمل... ماشاء الله لاقوة إلا بالله
ثم غدا كاتب قصة بارع، يعمل-الآن- في حقل الهندسة المدنية في مدينة "العين" (الإمارات)، وهو رئيس رابطة رجال الأعمال هناك.
أصدر حتى الآن أربع مجموعات قصصية هي على التوالي: أحلام الهجرة العكسية، بين فراغين، سياحة شرقية، ينابيع الحياة، إيقاعات الروح المنسية .
القاص البارز "خطيب بدلة" يقول عنه : «قصص إياد محفوظ هي قصص (حلبية) بامتياز، فبعضها تدور أحداثها في "حلب" على نحو مباشر وكامل، كقصة (النظارة) وبعضها الآخر تنطلق من "حلب "محولة أجواءها وعلاقاتها الاجتماعية إلى خلفية للقص، وبعضها تبدأ من مكان آخر ثم تنتهي في "حلب" كقصة (مهمة خاصة) و(ثقافة الكولا) و(عاصمة الثقافة الإسلامية).
إن "اياد محفوظ" وعلى الرغم من مشاغله الكثيرة ومن أنه يعتبر نفسه هاويا قد أصبح متمرساً في كتابة القصة القصيرة بدليل أنه يقدم قصة أشرعة بيضاء ضمن حركية ثنائية تقيم توازنا بين الحلم والواقع بلغة أقرب إلى لغة الهذيان الذي تختلط فيه الحقيقة بالوهم».
القاص "محمود الوهب"يقول: «إياد محفوظ قد يثيرفي قصته "الشاطئ الآخر" موضوعات تحمل هموماً فكرية عامة، فقد تعرّض في قصته التي تروي رحلة لـ"عبد الرحمن الكواكبي" الذي ضاق مجتمعه به وبأفكاره الحرة، فقصد إسبانيا ترويحاً عن النفس. ومعروف ما تمثله إسبانيا لرجل شرقي مثل الكواكبي..! لكنّه يفاجأ في الفندق الذي ينزل فيه بمشكلة يرى حلّها في غاية البساطة، بينما يعدها قوم ذلك البلد في غاية التعقيد. فيتطوّع لحل المشكلة متكلفاً استحقاقاتها ومندهشاً من تصرفات الآخرين ومن ضيق روحهم وتفكيرهم.. تاركاً في الوقت نفسه علامات تعجب على وجوه الآخرين، القصة بالطبع تميز بين مجتمعين من خلال حدثين عمليين ينمان في النتيجة عن خصائص محددة لنمطين اجتماعيين متباعدين ومتمايزين».
أما القاص "نجيب كيالي" فإنه يقول عن "إياد محفوظ": «لدى إياد محفوظ قصص وفيّة لقصصيتها، تخرج من نبع البساطة لتصب فيه آخر الأمر، وهي ليست تلك البساطة الساذجة، لكنها بساطة الرجل الذي يخترق القشور إلى لباب الحقائق والحالات، وقد نظن في بعض نصوصه أننا أمام قصة سطحية، غير أننا سرعان ما نكتشف عمقاً وراء سطحها القريب. لصاحب هذه القصص حياة غنية متنوعة انعكست في نصوصه، فهو من لاعبي كرة السلة عندما كان يافعاً، وهو مهندس عَمِل في حلب وفي دولة الإمارات العربية، وأظنه نصفَ رحالة أو رحالةً ساح في أحضان الدنيا، وانعجن بحلوها ومرها ـ كما استشففتُ من قصصه ـ وهو ابن مُربّ فاضل. هذا كله وضع بين يديه زاداً من تجارب متنوعة أغنتها القراءة، فهو ليس بحاجة إلى الافتعال بقدر ما هو بحاجة إلى تأمل تجاربه تأملَ المبدع ليكتب عنها ».
وللمفارقة نذكرأن الأستاذ "إياد محفوظ" كان يسمى"أبو حديد" أما سبب التسمية فيرويها أحد عشاق فريق الاتحاد ومنه حصلنا على صور نادرة ، ويدعى "أبو عبدو كبير الأهلاوية" فيقول: «بتعرفوا ليش اللاعب الدولي الكبير "إياد محفوظ" لُقِِبْ بأبو حديد؟ لأنه في إحدى المباريات قفز بالهواء ووضع الكرة بالسلة وفي لاعِبَيْنْ إثنين من الفريق الخصم متعلقين فيه وماتركوه. نعني بالعربي الفصيح طالعن معه لفوق وحط الكرة بالسلة وهنن متعلقين فيه ونزل عالأرض ولسه هنن معلقين فيه قام نفض حاله متل الغضنفر قام واحد طب عاليمين وواحد طب عالشمال وهو مالو خبر إش عمل... ماشاء الله لاقوة إلا بالله».
فضلاً عن ذلك كلّه يتميز "إياد محفوظ" بالوفاء، فقد أحدث جائزة باسم والده "الدكتور جميل محفوظ" وسعى كي ترعاها وزارة الثقافة، وقد أقيم حفل توزيع الجوائز لمسابقة القصة القصيرة بحضور السيد وزير الثقافة الدكتور" رياض نعسان آغا " عام /2006/ ، و"إياد جميل محفوظ" يعمل الآن على تطوير الجائزة ورفع مكافأتها التي كانت، في الأصل، مجزية. كل ذلك محبة منه لمدينته"حلب الشهباء" وتخليداً لذكرى والده المربي الدكتور "جميل محفوظ"، وذلك بالرغم من أنه مايزال مقيماً في الامارات .