«كانت المصادفة وحدها أن يتواجد الشاعر الشاب "حكمت الأسعد" في المركز الثقافي العربي في "شهبا"، وهو القادم من مدينة "تدمر" في زيارة خاصة للأصدقاء، والتي جعلت جمهور الشعر يتعرف على موهبة شعرية تخط أطرافها من ذهب، وسط زحام شديد، ومنافسة لاحتلال المنابر».
هذا ما تحدث به الأستاذ "محمد أبو عجرم" لموقع eSuweda بتاريخ 2/11/2008، وأضاف: «الرجل يعرف ما يريد، ومتمكن من أدواته الشعرية ولغته التي هي أصلاً ملعبه في جامعة الفرات في "دير الزور"، وهو الحاصل على جائزة "سعاد الصباح" للشعر، تلك الجائزة التي تحتل اهتمام الشعراء على امتداد الوطن العربي، وقصيدته التي سمعناها منه اليوم كان لها وقع قوي في نفوس من استمع إليها، وعلى الرغم من عنوانها الذي يوحي بالسكوت (صمت الحبق) إلا أن عبقها سوف يظل فواحاً زمناً طويلاً في العقول».
لا تغلقي البحر في وجهي أنا قلق ## بعضي حمام ## وبعضي شده الغرق
يقول الشاعر "حكمت":
«لا تغلقي البحر في وجهي أنا قلق
بعضي حمام
وبعضي شده الغرق».
وتابع الشاعر رسم صوره الأخاذة في سرد لحالته المضطربة ولحالة السكون الذي يعتري الأرض والليل والشوارع والبحر، حالة غلفها القلق والبرد والفوضى تشبه إلى حد ما حالة من الانهزام لرجل نبيل.
يقول في أحد المقاطع:
«صوتي معارك مهزوم فوارسها
وصمتك الأرض لو سكانها نطقوا
الليل وزعني فوق الشوارع
كم أنا هواء ستلهو في دمي الطرق
لا تغلقي الليل
قد ينسى عباءته علي
قد يعتريه البرد والأرق....».
ويتابع الشاعر في قصيدته الثنائية (قلق الوحشة) بنفس الطريقة حيث القلق يسيطر على حياته بعد الخيانات المتعددة، فيلجأ إلى الكأس والندماء ويتمنى الموت إلا إذا ظهرت حبيبته لتنقذه من هذا الرماد:
«ماذا يكون إذا فاضت لك الكأس/ وألحان من فيضها سر وأقداس
كل الذين أحب الآن قد سقطوا/ عني نجوماً... وغطى وحشتي الآس».
في قصائده يثبت الشاعر الشاب "حكمت الأسعد" أنه عازم على حفر اسمه بين كوكبة الشعراء المجدين في تلاوينه وصوره العابقة، ويبدو أن سر الأمكنة التي خرج من رحمها مازال يرفل بين سطوره وفي حنايا كلماته العذبة.