بعد عصر الزيتون في المعاصر واستخلاص الزيت منه يتم بيع مخلّفات الزيتون المجروش (البيرين) إلى مصانع منتشرة في المنطقة لإعادة تصنيعه فيها واستخدامه في صناعات متعددة.
وللتعرّف على استعمالات البيرين وكيفية تصنيعه زار موقع eAleppo بتاريخ 18/11/2008 معمل "وليد مصطفى" وشركاه في "عفرين" فسألناه أولاً عن مصدر مادة البيرين فقال:
يتم في المعمل إعادة تصنيع البيرين باستخلاص الزيت الخاص الذي يُستخدم في صناعة الصابون البلدي الذي تشتهر به منطقة "عفرين" كما يتم بيع الناتج من مادة البيرين لاستخدامه في صناعة فحم الأراكيل أو وقوداً لتشغيل المعامل والمصانع المختلفة
«نقوم أولاً بشراء مادة البيرين من المعاصر المنتشرة في المنطقة ومن باقي المحافظات مثل "ادلب" و"حماة" و"درعا" و"اللاذقية" ومن ثم وبعد وصولها إلى المعمل يتم تكديسها
(كبسها) كي يتخمّر لأنّ التخمير يعطي اللون الأخضر للزيت المستخرج والذي يُستخدم في صناعة الصابون لاحقاً».
وأضاف: «يتم في المعمل إعادة تصنيع البيرين باستخلاص الزيت الخاص الذي يُستخدم في صناعة الصابون البلدي الذي تشتهر به منطقة "عفرين" كما يتم بيع الناتج من مادة البيرين لاستخدامه في صناعة فحم الأراكيل أو وقوداً لتشغيل المعامل والمصانع المختلفة».
وفي المعمل أيضاً التقينا "شيروان مصطفى" المشرف على العمل وسألناه عن مراحل تصنيع البيرين فيه فقال: «بعدما يُنقل البيرين إلى داخل المعمل يتم في المرحلة الأولى تجفيفه وتحميصه بواسطة النار وهذه المرحلة مهمة جداً لأنّ البيرين الجاف والمحمّص يساعد البنزين (في المرحلة التالية) على استخراج الزيت منه بسهولة ويسر، وبعد ذلك ينتقل البيرين إلى خزانات كبيرة وفي هذه المرحلة تُضاف مادة البنزين إليه التي تستخلص الزيت من البيرين بإنزالها معها إلى قاع الخزانات ليتم شفطها إلى الغلايات، أما البيرين المتبقي فيتم حرقه بشكل غير كامل بواسطة ضغط حراري ليتم تنظيفه تماماً من البنزين ورائحته حيث يُستخدم في تشغيل حراقات المعمل نفسه وكذلك بيعه للمعامل والمشاغل الأخرى أو يُصدّر إلى الخارج "لبنان وتركية" كما يتم حرقه كاملاً بواسطة أفران نارية خاصّة ليتم تحويله إلى فحم لبيعه حيث يُستعمل في صنع جمرات الأركيلة».
وقال متابعاً: «أما عند وصول الزيت المخلوط بالبنزين والبخار إلى الغلايات (وهي خزانات كبيرة) يتم غليها بدرجة حرارة تبلغ /80/درجة حيث يتبخر البنزين بفعل الحرارة المرتفعة وينتقل (البخار)عبر أنابيب خاصّة إلى المبردات، وفيها يتكاثف البنزين وبخار الماء بدرجات حرارة منخفضة وبالتالي يتحولان إلى سائل (بنزين سائل وماء) وفي مرحلة لاحقة يتم فرزهما، فمن الناحية العلمية البنزين أخف من الماء حيث يبقى على السطح بينما الماء فينزل إلى القاع فيتم إلقاء الماء خارج المعمل بواسطة حنفيات بينما يُعاد البنزين إلى المستودع الخاص به ليقوم بوظيفته بشكل متكرر،أمّا الزيت المستخلص (زيت البيرين) فيتم نقله إلى خزانات كبيرة للمعمل بغية بيعه إلى معامل صناعة الصابون البلدي المنتشرة في منطقة "عفرين"».